انه عالم مقرف، ينبغي تغييره فوراً! (بيان بمناسبة 8 اذار، يوم المراة العالمي)



الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2009 / 3 / 8

8 اذار، يوم المراة العالمي، على الابواب. انه اليوم الذي تؤكد فيه النساء و سائر التحرريون ودعاة المساواة على ان هذا العالم الذي تعيش فيه النساء لهو عالم مجحف ولابعد الحدود، انه اليوم الذي نرفع فيه راية المساواة والتحرر التامين للمرأة، انه يوم تاكيد هذا النضال والاصرار عليه.



لقد دأب الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومنذ تاسيسه على ان يضع قضية الدفاع عن حقوق المرأة و مساواتها بالرجل في صدارة نضاله السياسي و الاجتماعي و الحقوقي، لما لقضية حقوق و مساواة نصف المجتمع مع نصفه الاخر من اهمية قصوى في نضاله لتحرير المجتمع في العراق من كل اشكال انعدام المساواة و الدونية.



لا يمكن الحديث عن حريات و حقوق البشر في مجتمع يعيش اكثر من نصف سكانه في اوضاع مأساوية لا تليق بحياة انسان في هذا القرن. في اوضاع من العبودية، و امتهان الكرامة، و العنف و القتل بل و الابادة الجماعية تحت مسميات مختلفة، الدفاع عن الشرف، التقاليد، الدين، العادات، لا يمكن القبول باي مبرر من تلك المبررات لانتهاك حقوق المرأة، فليس هنالك اي مبرر على الاطلاق لبقاء نظام و وضع تفرض فيهما على النساء عبودية مقرفة عفا عليها الزمن.



ان النساء يعشن اوضاعا مزرية و مأساوية، منذ النظام الديكتاتوري لصدام حسين، ثم احتلال العراق، و هيمنة الاحزاب الاسلامية و القومية العربية منها و الكردية، و ظهور القوى الظلامية التي لم يشهد لها العراق مثيلا في ارهابها و عدائها للمرأة، منذ تلك التغييرات في اوضاع العراق السياسية، شهدت اوضاع النساء المزيد و المزيد من التردي، بدأ من فرض الحجاب الاجباري على النساء، الى قتل النساء، حرمانهن من فرص التعليم بسبب العوز الاقتصادي في مجتمع هو احد اغني الدول في العالم، فرض القوانين الاسلامية القائمة و المؤسسة على اساس التمييز الجنسي ضد النساء، تعدد الزوجات، زيادة ظاهرة ختان البنات، الاتجار بالنساء، انتشار ظاهرة بيع الجسد، اختطاف النساء و بيعهن، قتل النساء اللواتي تعرضن للاختطاف على ايدي الميلشيات، تعرض النساء الى اوضاع من الفقر الاقتصادي و العوز المادي ما دفعهن الى العيش تحت خط الفقر، عدم تحمل الدولة لمسؤوليتها في اعالة الاطفال و خاصة الذين حرموا من ابائهم بسبب الحروب مما ترك اعباءا ثقيلة على المرأة لتقوم بتوفير لقمة العيش لاطفالها و اسرتها.



اما على الصعيد السياسي والاجتماعي والعام فقد همشت المرأة الى ابعد الحدود، فرض التراجع على مشاركتها الاجتماعية والسياسية في المجتمع، ولولا المقاومة النضالية الكبيرة وتاريخ من النضال والسعي التحرري والنسوي و مدنية المجتمع وعلمانيته العميقة لمسخت المرأة و دورها و مكانتها كليا في هذا المجتمع الذي يغط في ظلام قل نظيره وبالاخص في السنوات الاخيرة.



ان الاحزاب و الميلشيات الحاكمة و المدعومة بالالة العسكرية الامريكية، و باجترارها لاكثر التقاليد و القوانين رجعية تسعى الى فرض وادامة اوضاعا حالكة على النساء، وعلى الاصعدة الاقتصادية و الاجتماعية و الحقوقية و المدنية.



ان الاوضاع التي تعيشها النساء غير قابلة لا للاستمرار و لا للتحمل، و يجب ان تتغير. يمكن للنساء ان يتمتعن بحقوق و حياة افضل، لما في امكانيات المجتمع و وفرة خيراته ما يضمن حياة مادية مرفهة للنساء، بل و للمجتمع برمته.



يؤكد الحزب الشيوعي العمالي العراقي للنساء في العراق بان بالامكان تغيير هذا الواقع المزري، من خلال النضال الجماهيري العارم الذي تنخرط فيه الحركة المساواتية للمرأة، تلك الحركة التي هي مكانا لكل النساء والرجال التحرريين وذلك في سبيل انهاء التواجد الاميركي السند و الحليف للقوى الاسلامية الرجعية، و الاطاحة بحكومة و ميلشيات و دستور اسلامي يمسك بخناق المجتمع في العراق و تذل فيه المرأة بشكل خاص.



إن هذا يتم فقط بالالتفاف والتنظيم في صفوف الحزب، و توثيق الروابط النضاليه معه. ان الحزب الشيوعي العراقي يضع نفسه في الصف الاول و الفصيل الاول لانهاء هذه الحكومة الاسلامية و انهاء الدستور الاسلامي و الاتيان بحكومة علمانية تشرع اولا و قبل كل شيء فصل الدين عن الدولة، و انهاء تدخل الدين في الحياة الشخصية و المدنية للنساء، و تخليص النساء من الاعباء الاقتصادية المرهقة التي هي احدى مسؤوليات الدولة، و توفير لقمة العيش للاطفال و التي هي واجب من واجبات الدولة ومسؤوليتها وليس من واجبات النساء، تحريرها من القوانين التي تعاملها كمواطن من الدرجة الثانية، ضمان توفير حرية الانفصال، وحق المتساوي من الميراث و حق حضانة الاطفال في حال الانفصال، ومنع تعدد الازواج منعا مطلقا، وكافة الاشكال والعقود الدينية لعقد الزواج...



ان هذا هو نضال الحزب الشيوعي العمالي العراقي من اجل تامين حقوقا و حريات متساوية للنساء مع الرجال. ندعو النساء الى تنظيم انفسهن في شتى اشكال التنظيمات من اجل الدفاع عن حقوقهن، ولهن في الحزب الشيوعي العمالي العراقي النصير و المناضل و المدافع الاول عن هذه الحقوق.



لقد وضع الحزب الشيوعي العمالي على عاتقه مهمة النضال من اجل الثورة الاشتراكية وبناء الجمهورية الاشتراكية على انقاض النظام الراسمالي و الغاء العمل الماجور والملكية الخاصة، والتي هي ثورة تضع نصب عينيها حريات النساء وطموحاتهن و حقوقهن وتهيء كافة المستلزمات المادية لتحررهن من كافة اشكال الظلم والاوهام والهويات الرجعية السابقة و منها المنظومة الذكورية السائدة لحد الان.



يدعو الحزب الشيوعي العمالي العراقي النساء الى الانخراط في حزبه للنضال في صفوفه كضمان اساسي من اجل احداث التغيير المنشود في الحرية و المساواة و الرفاه للنساء.



عاش نضال النساء من اجل الحرية و المساواة.



عاش يوم الثامن من اذار يوم المرأة العالمي



الحزب الشيوعي العمالي العراقي

شباط 2009