من أوراق امرأة في المنفى



سُلاف رشيد
2009 / 3 / 9

صباح الخير يا نساء وطني

أقول لكن َّ صباح الخير ، صباح العيد ، صباح الثامن من أذار ، هو يومكن َّ بحق ، أنتنَّ اللواتي عانيتن َّمن نظام ملأ حياتكن َّ بالمآسي ، حروب في حروب ، وتحملتن َّ من الأذى مالم يتحمله كائن بشري آخر ، كان السواد عنوان أيامكن َّ ، والبكاء على فقدان الأحبة يرافقكن َّ صباح مساء ، وكانت أيام الفرح مسافرة بعيدا عن عيونكن َّ ،وكنا جميعا نتأمل ، أن تشرق شمس أخرى ، تحمل أشعتها دفء المحبة الذي أفتقدناه ، ولكن َّ رياح الحزن تأبى أن تغادر، أبواب بيوتنا ،ومساجدنا ، وكنائسنا وشوارع أغلب مدننا .
صباح الخير ، من البعيد الذي هو منفاي ، أصبحكن في يومكنَّ ، والذي هو يومي أيضا ، أصبحكنَّ وقلبي مع كل أم فقدت أبنها ، وإبنة فقدت أباها ، وزوجة فقدت زوجها ، وأخت فقدت أخاها ، وحبيبة فقدت حبيبها .
صباح الخير يانساء وطني ، أصبحكن والأمنيات لكنَّ كثيرة في الروح ،أتمنى أن لاترين َ اللافتات السوداء تغطي الجدران ، أتمنى أن لاتعود أيام قتل النساء في البصرة ، أتمنى أن تتوفر فرص عمل للجميع ، أتمنى أن يحصل الأطفال المرضى على العلاج ، وأن تفتح في كل حي روضة لهم ، أتمنى تختار الفتاة شريك حياتها ، أتمنى أن تحصل كبيرات السن على رعاية خاصة ، أتمنى أن تصحو كل واحدة منكن َّ في هذا اليوم على وردة حمراء ،من الزوج ،الأبن ، الأب ، الأخ ، الحبيب ، الصديق، فليس أكثر من الورد صدقا .