إلى زوار الحوار المتمدن المتعصبين للفكر الرجولي رجالا و نساءا, لماذا لا يحق للمرأة ممارسة الجنس قبل الزواج؟



سمير حميد
2009 / 3 / 9

قبل ايام وصلني بريد الكتروني من مؤسسة الحوار المتمدن وفيها دعوة للمشاركة في فعاليات 8 من اذار اليوم العالمي للمراة للمشاركة فيها , ودوما أتابع عمل هذه المؤسسة العظيمة ونشاطاتها كأحد أهم المواقع الكترونية اليسارية في العالم العربي وعموم الشرق الأوسط. من بين الفعاليات الموجودة في الرسالة كانت دعوة للمشاركة في التصويت على

************
هل تؤيد أن تكون للمرأة علاقات جنسية قبل الزواج واعتبار تلك العلاقات شأنا شخصيا ليس لأحد الحق بالتدخل فيه؟
************


وقد شدني الموضوع كثيرا لما فيه من جرأة كبيرة والدخول في مناقشة وطرح موضوع يعتبر من المحرمات في العالمي العربي والإسلامي وبسرعة كبيرة وبدون إن اقرأ كل محتوى الرسالة فتحت رابط للتصويت وكشيوعي أومن بالحقوق الكاملة للمرأة وبمساواتها صوتت بنعم وبعد ذلك ظهرت نتائج التصويت لي , كانت بمثابة الصدمة لي وخيبة امل بان الأغلبية صوتت بلا.

نتائج التصويت المثيرة جدا حول موضوع مهم متعلق بإنسانية المرأة وحقوقها وحق التصرف والتمتع بجسدها في اكبر مواقع اليسار والعلمانيين أدخلتني في دوامة من الأفكار ومحاولة الوصول إلى أسباب ذلك فاستنجت ما يلي:


الاحتمال الأول

إما إن معظم زوار الحوار المتمدن من المتعصبين للفكر الرجولي القذر رجالا كانوا أم نساءا المستند إلى الأفكار والأعراف الدينية والعشائرية السائدة في الشرق الأوسط. ولا يتقبلون فكرة العلاقة الجنسية للمرأة قبل الزواج او بدون الزواج ويجب عليها الاحتفاظ بغشاء البكارة لكي يمزقها الرجل الأول - إكراما لرجولته - ورمز ل – شرف المرأة وإخلاصها - وهذا أمر طبيعي جدا حيث العقلية الدينية هي الطاغية وخاصة الإسلامية التي تحط من مكانه المرأة وتروج لدونيتها.


الاحتمال الثاني

او إن معظم زوار الحوار المتمدن من اليساريين والديمقراطيين و معظمهم من المروجين والمؤمنين بحقوق المرأة ولكن في الأمر المتعلق بالجنس – تابو- هم ضد ذلك وفي داخلهم عقل رجولي يعتبر تمسك المرأة بغشاء البكارة وعدم ممارسة الجنس أمر أساسي لها قبل الزواج وعند وجود إمكانية للتصويت السري دون إن يعلم احد بشخصيتهم يصوتون بلا.
وهو واضح من نتائج الاستفتاءات الأخرى حول قضايا المرأة حيث صوتت الأغلبية لها.

هل تعتقد أن ما يسمى ب – جرائم الشرف – يجب إن تعامل كجريمة القتل العمد وبدون أي تخفيف قانوني؟
نعم 71% (2470)
لا 21% (731)
من الممكن 6% (200)
لا ادري 2% (78)


هل تؤيد المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل في كافة المجالات؟
نعم 66% (2699)
لا 29% (1176)
من الممكن 5% (217)
لا ادري 0% (20)




من خلال التفكير المتواصل في الموضوع تذكرت بعض الحوادث وذكريات متعلقة بهذا الموضوع :


صديق ورفيق - شيوعي - وقوي بالنظرية الماركسية حيث يمكن له أن يتكلم ساعات عن الفكر الماركسي وبشكل خاص تحرر المرأة في المجتمع الاشتراكي وخاصة الجنسي ويطالب بدمج الماركسية بالفرويدية من منطلق أهمية العامل الجنسي , هذا الرفيق خطب امرأة وأصبحت العلاقة قوية بينهم و أعجبت الخطيبة بمبادئه الشيوعية والإنسانية ونظرته إلى المرأة بمساواة وتأييده لكل حقوقها الإنسانية , وفكرت مع نفسها إنها ستكون سعيدة جدا معه ولابد من الإخلاص الكامل ومن هذا المنطلق أباحت له في احد جلسات الحب في انه كان لها علاقة حب سابقة مع نوع من الجنس خفيف مع احد شباب المنطقة قبل سنوات والعلاقة انتهت ألان والشاب انتقل إلى مدينة أخرى.
طبعا تتوقعون أن رفيقنا رافع راية تحرر الجنسي للنساء قد قال لها من الجميل انك تمتعت بجسدك وشبابك والأمر خاص بك وهو تأريخ وانتهى. كلا صفعها فورا مع توجيه أقذر العبارات لها وفسخ الخطبة وشهر بها في كل مكان وعند مواجهته مع رفاقه تنكر للفكر الشيوعي وقال إن المسـألة شرفه ورجولته ولن يقبل أن يكون لزوجته في المستقبل علاقات جنسية سابقة!. !!!!!.


رفيق - ماركسي- أخر في الجامعة أيضا من دعاة التحرر ارتبط مع فتاة يسارية ناضجة جدا وبقوا في علاقة حب وجنس رائعة كل فترة الدراسة وكانوا معا في كل مكان وكانوا مثال للعاشقين بصدق , عند التخرج تزوج رفيقنا من ابنة عمه في القرية ادعاءا انه - ضغط العائلة وتقاليدها التي لا تسمح له بالزواج من غريبة- ولكنه قال لأحد أصدقائه الحب في الجامعة شيء والزواج شيء أخر !!!.!!!!

رفيق -شيوعي محنك - كانوا يدعو للتحرر الجنسي وحق المرأة في العلاقات الجنسية قبل الزواج وحتى ما بعد الزواج لجميع النساء المحيطين به ! ماعدا لنساء عائلته !.


المتنى هذه الذكريات والتجارب ولكن في الأخير وبعد التفكير ومن تجاربي في الحياة توصلت إلى نتيجة انه من المؤكد إن للمرأة حقوق اكبر واحترام أكثر في أجواء الأحزاب اليسارية والعلمانية مقارنة بالأحزاب الدينية المعادية للمرأة وتحررها ولكن مازال التفكير الأبوي الرجولي طاغي بشكل غير معلن وينظر إلى المرأة وفقا إلى ذلك المفهوم وليس كإنسانة لها كل الحقوق وخاصة الحقوق الجنسية والتصرف والتمتع بجسدها.


إلى اي رجل ديني او علماني , يساري أم يميني او امرأة متعصبة للرجل ما زالوا يرون في غشاء بكارة المرأة رمزا – لشرفها – وعفتها – وكمالها- أقول لهم انتم ضحية أفكار على الأقل يقال عنها إنها منحطة ومريضة وتعادي كل القيم الإنسانية والحضارية ويجعل المرأة وشرفها في حياتها الجنسية التي يجب ان يتمتع بها الإنسان بعد سن 18 رجلا كان او امرأة ودون تدخل من أي سلطات دينية وحكومية. والمجتمع الذي يقدس هذه الأفكار البالية مازال متخلفا إلى العمق وبحاجة إلى صدمات وعلاج كبير!.

تزايد وعي المرأة في العالم العربي بحقوقها وأهمية التمتع بجسدها, جعل الكثير منهم يمارسون حياة جنسية قبل الزواج ومنهم من يتجاوز غشاء البكارة وبعلمية صغيرة للترقيع! تجعل – الزوج الأول- سعيدا جدا بفحولته وكونه الرجل الأول!! في حياة زوجته , و الذي من الممكن ان يفتخر أمام زوجته والجميع انه كانت له تجارب جنسية كبيرة قبل الزواج وأحيانا حتى بعد الزواج لان ذلك فيه قوة وافتخارا للرجل الشرقي المتعصب , أي غرائز مريضة هذه! .

المثير والمهم في هذه المسألة انه حتى اليسار في الدول العربية لا يتطرق إليها وأحيانا يعاديها لسببين لسيادة الرجل والفكر الأبوي الرجولي المتعصب على أحزاب اليسار وكذلك قوة القيم الدينية والعشائرية المتخلفة والخوف من ردة فعلهم.

الدول والمجتمعات المتقدمة حضاريا فصلت الدين عن الدولة والذي مهد للتحرر الجنسي وجعل العلاقة الجنسية الإنسانية للبالغين امرأ خاصا بهم وخاصة للمرأة واضعف ذلك العقليات المتخلفة التي تقييم المرأة من خلال غشاء بكارتها أو حياتها الجنسية وحررها من الموقع الدوني التي حشرت فيه وبدأت تأخذ دورها الطبيعي بشكل تدريجي في معظم مفاصل تلك المجتمعات وحتى قيادتها و أدى ذلك إلى تطور اجتماعي واقتصادي وسياسي كبير ولابد إن ينتهي بالمساواة الكاملة للمرأة في كافة المجالات ويوضع الفكر الأبوي الرجولي المتعصب ضد المرأة في أروقة المتاحف كرمز لأحد مراحل العبودية في التاريخ الإنساني.

في الختام ما رأي قراء الحوار المتمدن, ما هي أسباب رفض الأكثرية لوجود علاقة جنسية للمرأة قبل الزواج ؟

للعلم إن نتائج اليوم كانت كالأتي:
هل تؤيد أن تكون للمرأة علاقات جنسية قبل الزواج واعتبار تلك العلاقات شأنا شخصيا ليس لأحد الحق بالتدخل فيه؟

نعم 30% (907)
لا 60% (1806)
من الممكن 8% (245)
لا ادري 2% (68)