تحية إلى المرأة العراقية الشجاعة سعاد اللامي ..!



جاسم المطير
2009 / 3 / 14

مسامير جاسم المطير 1578
حديثي اليوم عن امرأة عراقية لا أعرفها . اسمها سعاد اللامي . لكن اسمها لمع أمام ناظري فجأة . هكذا هو شأن الأسماء اللامعة تضيء مهما عتمت الأجواء العراقية .
هذا الاسم : سعاد اللامي يستحق التكريم .
هذا هو رأي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون .
أنا شخصيا لا أعرف السيدة سعاد اللامي ولا أعرف اتجاهاتها الفكرية أو السياسية ولا أعرف أي شيء عن انتمائها . كل ما اعرفه عنها أنها امرأة عراقية نشيطة ولديها مساهمة فعلية خلال السنوات القليلة الماضية في ميادين الدفاع عن حقوق المرأة العراقية ولها دورها في الكفاح من اجل وقف العنف المنزلي والأسري وفي إجبار الفتاة العراقية على الزواج القسري كما أن لها مواقفها لكشف حالات الاتجار بالمرأة والكفاح ضد الفساد الحكومي وهي من النساء اللواتي يكافحن من أجل تحقيق الشفافية الحكومية وفي سبيل العدالة وحكم القانون والمساواة في الحقوق . وقد نالت يوم 9 – 3 – 2009 جائزة ( المرأة الشجاعة لعام 2009 ) التي قدمتها وزيرة الخارجية الأميركية بحضور ميشال أوباما سيدة البيت الأبيض لثماني من النساء في أفغانستان وغواتيمالا والعراق وماليزيا والنيجر وروسيا وأوزبكستان واليمن.
ربما يسألني أحد القراء الأعزاء : من هي سعاد اللامي ..؟
أجيب على السؤال بمعلومات أولية بسيطة أن سعاد اللامي واحدة من نساء مدينة الثورة الكادحة وهي تدير منظمة غير حكومية تدعى " النساء من أجل التقدم ". تشرف هذه المنظمة على إدارة المركز النسائي في هذه الضاحية الذي يوفر خدمات شتى تتراوح بين الدفاع عن حقوق المواطنات من خلال التشريعات، والتدريب المهني، والإرشاد وتقديم النصح بشأن العنف المنزلي، وبين الفحوصات الطبية، وبرامج لمحو الأمية، وحتى رعاية وحضانة الأطفال وتوفير الفرص للتمارين الرياضية.
تعمل سعاد اللامي محامية لتعزيز مجموعات عراقية صغيرة من المهنيات القانونيات من خلال برامج ناجحة مثل برنامج يدعى ندوات التعليم المستمر للمحاميات ولغرض تفعيل ضمان الرعاية والحماية التي يوفرها الدستور العراقي للنساء في الحياة اليومية. إنها ناشطة بارزة جدا في المجلس المحلي السابق في محافظة بغداد وقد أنجزت تأليف كتاب عن القوانين الفرعية لمجلس محافظة بغداد ومجالس الاقضية في عام 2004 .
وإذ أوجه التحية لهذه المرأة المكافحة فأنني أتأسف على وضع الصحافة العراقية المقصرة في كشف الطاقات الهائلة الموجودة لدى المرأة العراقية في كل مكان من بلادنا ونموذجها اليوم سعاد اللامي . لن تنجو حكومتنا وأجهزة الدولة كافة من تهمة التقصير في رعاية تلك الطاقات الكامنة المناضلة من أجل حقوق المرأة ورفع مكانتها السياسية والاجتماعية .
من المؤكد أن نشاط سعاد اللامي يستحق أولا التكريم العراقي ، الشعبي والرسمي ، فهو نشاط معبر عن واقع وتاريخ المرأة العراقية بل هو تعبير عن القدرة الحقيقية الواسعة والعميقة لتجسيد مطامح وآمال شعبنا العراقي كله .
ختاما أقول : وامعتصماه .. ما زالت الفضائيات العراقية تهتم بأخبار وانجازات الأصوات الغنائية النسائية اللبنانية والوجوه المصرية الجميلة وأمور الماكياج الأوربية والأبراج العالمية أما أخبار كفاح وتكريم المرأة العراقية فتقرأ عليها السلام ..!! ‏

• قيطان الكلام :
• المسئولون الكبار في الدولة العراقية يستحقون جائزة نوبل فقد تعلموا عدم تكريم مواطنيهم المبدعين إلا بعد موتهم ..!!

بصرة لاهاي في 10 – 3 - 2009