المرأة المثقفة تخفق في تصوير تجربة المرأة الشرقية !!!



إبتهال بليبل
2009 / 3 / 15

المرأة هي الحاضنة الأولى لنواة المجتمع وحلقته المحورية ، وقد نجد الكثير منهن قد يسلكن أسلوباً أحياناً من شأنه تحطيم هذه الخصوصية أو للتقليل منها ، وبالتالي يكون الاهتمام منصباً على تصوير حياة المرأة وبشكل خاص من حيث علاقاتها بالرجال .. ومن هنا ، فلا شيء يخدم حقيقة هذه المرأة ، فالنساء اللواتي يمتهن الكتابة ( كالأديبات والإعلاميات ) وغيرهن القاصات والراويات ، لا يقمن بوظيفتهن على أتم وجه والتي تتمثل في اكتشاف التجارب النسائية في مجتمعهن ، وطرحها بشكل يخدم واقع المرأة ويحفظ حضورها ، ليتركن على عاتق الرجل مسؤولية تصوير المرأة بشكل مشين ، وحتماً أن هذه الصورة هي من صنع فكر الرجل الذي أنشا لنفسه صورته الخاصة به ثم أنشأ للمرأة الصورة التي يجب أن تكون عليها ، من هنا ينبغي الوقوف للأستطلاع دور تلك المرأة ، وكان لنا أول لقاء مع ...

اقصاء بدافع الحسد

مع الكاتب والاعلامي المستقل صباح زنكنة قال " للاسف الشديد يقتصر دور المرأة في مجال الكتابة على توبيغ الرجل والدفاع على مثيلاتها وكأن ثمة اضطهاد تتعرض له المرأة دون الرجل ما يدفع الاخير الى التقليل من دور المرأة التي تحاول جاهدا ابراز ذاتها من كونها مظلومة ومضطهدة من قِبل الطرف الآخر الذي بدوره عانى و يعاني من اضطهادات عديدة لاسيما في ظل سنوات من حروب ضروسة صُير الرجال خلالها حطبا لها، بل ومغذي يروي المشانق والمقاصل المحاكم العرفية الجائرة آن ذاك، بل وبقي الرجل يتأوه في محارق الحياة الحالية من قتل واغتيالات ومفخخات، اكثر من المرأة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان المجتمع الذكوري يقع على عاتقة العمل خارج الدار دون اشراك المرأة، وسأتوقف عند هذه النقطة لاقول ان اقتصار دور المرأة على البيت في وقت اكتنز بعضهن مغانم العلم والمعرفة طيلة سنوات الدراسة، قد يدفعها هذا الانفجار المعرفي لان تزاحم الرجل لابراز ذاتها وهويتها من كونها موجودة وبأمكانها اثبات الحضور الاجتماعي والثقافي ، الامر الذي يدفعها الى ذكر الاضطهاد الاسري في اغلب المحافل، واذا ما كتبت فستكتب عن آلامها وتجاربها الشخصية مع عدم الاشارة اليها باعتبار انها اقرب الى نفسها من غيرها لتتمكن بعد الحضور الدائم الى الخوض في غمار مشاكل الاخرين وتوظيفها كتابيا في مقال أو رواية وإيصال صداها إلى الأبعد من مديات الرجل ،ما يطرأء عند هذه النقطة حساد من بعض فئات الذكورية يعملوا على اتهامها من ان ما تكتبه كلها تتمحور حول حياتها الشخصية والخاصة ، مايدفعها هذا التصور الى التوقف حتى لو كان في نيتها الكتابة عن اشياء اخرى اكثر جرءة وحساسية واعتقد ان هذا العائق من اهم العوامل التي تدفع للمرأة الى التوقف اوالكتابة بحذر خشية أن يقع آخرون في هذا الوهم الذي نسجه البعض للمراة من منطلق العداء والحسد لا اكثر ومع ذلك فالذي يتعين على المرأة ان تراعي في الكتابة أسلوب الذي لا يقلل من قيمتها كالمرأة الموصوفة بأنها مصدر للحياء والعفة ، ومن اجل الحفاظ على هذه الصفه عليها ان لا تتنازل عن هذه المقومات ارضاء لرغبات الآخرين او ان تثبت كفائتها الادبية والثقافية في مقابل اسقاط اهم واجمل صفة عرفت بها المراة أكثر من الرجل "

شخصية المرأة العصرية

جاسم الصغير/ كاتب وإعلامي يقول (لاشك إن المرأة تضطلع بواجب ودور هام في المجتمع وخاصة المرأة المنتجة في المجتمع فهي عنصر هام لدفع عجلة المجتمع نحو الامام ومن هنا اهمية تقدير مساهمة المرأة في صيرورة الحياة وديناميكيتها ولايصح ان يحصر وجود المرأة في الناحية البايلوجية لها وهذا فيه ظلم وتعسف بحق وجودها ودورها في الحياة ومن هنا ينبغي على المرأة اولاً برأيي وتقديري الشخصي ان تبرز الجوانب الايجابية في كينونتها وشخصيتها الاجتماعية وكشف الجانب المضيئ في تجارب بنات جنسها وبروح حضارية منفتحة على الاخر وهو هنا الرجل وليس بصورة منغلقة على الذات والابتعاد عن الجانب الحريمي في سلوكها وسيكولوجيتها التي لازمتها طويلاً والتصرف من وحي شخصية المرأة العصرية الواثقة من نفسها ولاسيما ان المرأة تبوأت افضل المناصب وحازت على افضل الجوائز في شتى المجالات ولكن اؤكد هذا التوصيف لاينطبق على أي امرأة بل على المرأة التي تخلصت من سمات وافرازات الماضي السلبي ومارست نوع من الازاحة لكل ما يمكن ان يحصرها في الجانب الحريمي وانطلقت الى عوالم الانفتاح والحضارة ويبقى مهمة عكس الجوانب المشرقة في تجارب المرأة مهمة المرأة اولاً وبعدها ياتي دور عناصر المجتمع الاخرى كالرجال لانها يجب ان تقنع الاخرين بأحقيتها في الحياة والمشاركة في المهمات الاخرى وخير مثال لنا على ذلك السيدة هدى شعراوي التي نزلت الى الشارع وابرزت سفورها في وقت كان ذلك يشكل خطراَ حياتياً واجتماعياً كبيراً عليها لكنهامع ذلك اقدمت على ذلك من اجل انسنة الحياة وكسر العرف والتقاليد البالية واشعار الاخرين بوجود المراة في الحياة الى جانب الرجل ومن هنا ينبغي تذكر ذلك من قبل المراة العراقية في مسيرتها في الحياة والتحلي بروح التحدي والاقدام).

المرآة أسيرة التقاليد والأعراف الأجتماعية

ألتقيا بالأعلامي باسم رعد والذي حدثنا قائلاً " برأي المتواضع والبسيط عن المرأة بصورتها العامة يجب أن لا تختلف عن الرجل من حيث الحقوق المتاحة لكن مع الأسف الشديد أن النظرة السائدة بمجتمعنا الشرقي تجعل المرأة أسيرة التقاليد والأعراف الأجتماعية فهي لا تمتلك أبسط الحقوق للتعبير عن حبها تجاه شخص معين من الناس حتى وأن كان هذا الحب أخوياً كما نطلق عليه بعض الأحيان وهذا الأمر لا يقتصر في هذا الجانب وأنما يتعداه ليشكك بقدرة المرأة في أداء العمل سواء أكان إداريا أو فنياً وهذا الباب جاء أيضاً من تشكيك النساء بعضهن البعض فنجد هناك أغلبية تفضل مراجعة الرجال لتأدية عمل تريد أنجازه ، وبصورة عامة النظرة الشرقية عن المرأة ظالمة ومجحفة بحقها ولو أخذنا مثال بسيط عن ذلك المرأة المطلقة تكون منبوذة من الرجال الذين يقبلون على الزواج وينظر اليها المجتمع على إنها إنسانة غير صالحة وألا لما وصل بها الحال الى الطلاق ، ولا يضعوا أي احتمال بأنها قد تكون مظلومة من هذا الرجل وتعرضت الى أنتهاك حقوقها الأنسانية على أقل تقدير ، فعليه يجب على المجتمع أن يعطي للمرأة كافة الحقوق في الظهور والتعبير عن رأيها لتمتلك الثقة الكافية لتصل لمرحلة الأبداع "

المرأة جاءت متأخرة

لا يمكن للرجل أن يقوم بتأويل تجربة المرأة فهي تحتاج إلى الغوص في أعماق ذاتها فعملية إيصال الفكرة من قبل الرجل إلى المجتمع قد تشوه حقيقة المرأة وتخضعها لقوانين المجتمع الصارمة ، المرأة هي الوحيدة التي تستطيع أيجاد أفضل سبل البوح لإيصال الأفكار أو لترميم داخلها المتشظي أو للاحتجاج على قوانين المجتمع القاسية من عادات وتقاليد ... هذا كان رأي الباحثة الأجتماعية منال محمد سعدي لتكمل حديثها بالقول " لكي نتفهم الوضع بشكل صحيح لابد من أن نشير إلى أن المرأة في كل شيء تعتبر نفسها في موقع ثانوي وطبعاً هذا بحسب علاقتها بالرجل ، وعادة ما يمثلها الرجل وفي كل مجال على أنها رمزاً أنثوياً من حب وخداع وغيرها ، وغالباً ما يكون جسد المرأة هو الذي تتمركز حوله العلاقات الخاصة بالأحداث والأفعال والوقائع أما قيمتها الأخلاقية فتقدر من حيث محافظتها على هذا الجسد أو التساهل في ذلك ، فتجربة المرأة الشرقية ما هي إلا حكماً عليها بالسقوط في وحل جرائم الشرف ، بل أن هناك من يعتبر المرأة التي فسخت خطوبتها بأنها محل تساؤلات وتحوم حولها علامات الاستفهام ، لماذا فسخت خطبتها ؟ قد يكون فيها أمراً مشيناً يخص سمعتها ؟ أو أن لها تجارب قد سمع بها الخطيب ؟؟ فرفض الاقتران بها !! وهكذا حتى المطلقة أيضاً ، هذا عن المرأة التي تقترن بالرجل في وضح النهار فكيفما بتلك التي تخوض تجربة حب أو علاقة حميمة مع رجل ، بالتأكيد سيكون تأويل الرجل يشوه حقيقتها وأن كان حب نظيف وبريء ...
وتتابع حديثها بالقول " لماذا لا ننظر إلى حال الشاعرة والأديبة فالمجتمع الشرقي وبالذات الرجل يتصور أن كل ما تكتبه هذه الشاعرة من نصوص أو ما تدونه من قصص وروايات ما هو إلا أسرارها الشخصية واعترافاتها وأن حصل أن كتبت عن مشكلة قد تكون حالة اغتصاب أو ممارسة مشينة بحق المرأة ، فعلى الفور يضع هالة حول أسم هذه القاصة أو الشاعرة ، وأنا أقول له الحق في فعل ذلك أو تصور هذا لأن المرأة قد أتت متأخرة وهي إلى الآن متأخرة جداً فكتبت عن المرأة بشكل مختلف وبذلك تغيرت الصور فكانت معممة بحقها وأحياناً مجحفة فنجد امرأة تعبر عن نفسها وامرأة تظهر كضحية وأخرى كخائنة ، ولم تجعل للمرأة الحقيقية صورة سوى تلك الصورة الباهتة أو المشوهة ومن هنا أخفقت المرأة المثقفة فهي مختلة التوازن في مجتمع قاسٍ وتحاول أثبات ذاتها بإعلان التمرد والتمرد فقط ...