إعلان تجمع النساء بالمنتدى الاجتماعي العالمي 2009



المناضل-ة
2009 / 3 / 17

هذا العام، عندما اتحد المنتدى الاجتماعي العالمي بأهالي الأمازون، فإننا نحن نساء مناطق مختلفة من العالم، المجتمعات في بيليم، نؤكد على مساهمة النساء الأصليات ونساء كل شعوب الغابة كذات سياسية ستغني النضال النسائي انطلاقا من التنوع الثقافي لمجتمعاتنا. وسنجعل، سويا، النضال النسائي أكثر قوة ضد النظام الذكوري الرأسمالي المعولم.

يشهد العالم اليوم أزمات تدل على عدم قابلية هذا النظام للحياة. ليست الأزمات المالية والغذائية والمناخية والطاقية ظواهر معزولة. فهي تعكس نفس أزمة هذا النظام القائم على الاستغلال الفائق للشغيلة والطبيعة وعلى جعل الاقتصاد مضارباتيا وماليا.

وفي مواجهة هذه الأزمات فإن الإجابات المنطلقة من منطق السوق لا تعنينا في شيء. هذه الحلول لا تسعى إلا إدامة نفس النظام. نحن في حاجة إلى تقديم بدائل. بالنسبة للازمة المناخية والطاقية فإننا نرفض استعمال المنتجات الفلاحية القابلة للاحتراق agro-combustibles وكذا سوق سلفيات الفحم.

نحن النساء النسوانيات نقترح تغيير نمط الإنتاج والاستهلاك. وبالنسبة للازمة الغذائية فإننا نعتقد أن التدخل الجيني ليس حلا. ومقترحنا هو السيادة الغذائية والإنتاج الفلاحي-البيئي.

وبمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية فنحن ضد الملايين المصروفة من المال العام لنجدة الأبناك والمقاولات. نحن النساء النسوانيات نطالب بحماية حق الشغل والحق في أجر كريم. نحن لن نقبل أن يتم إنعاش هذا النظام على حسابنا، على حساب النساء. إن التسريحات الجماعية والتقليص من الميزانيات العمومية المخصصة للجانب الاجتماعية والتأكيد على تجديد النموذج الإنتاجي تأثر مباشرة على حيواتنا.

من أجل فرض سيطرته على العالم، يلتجأ النظام الرأسمالي الذكوري إلى العسكرة والى التسلح المتسارع. ويعمل على تأجيج الصراعات المسلحة التي تحول النساء إلى سبايا يمارس عليهن العنف الجنسي باعتباره آلية حرب، ويعمل على طرد الأهالي وتحويلهم إلى لاجئين سياسيين، ويسمح بإفلات معنفي النساء من العقاب وبالمزيد من الجرائم، المتواثرة الحدوث يوميا في سياق الحروب، في حق النساء وفي حق البشرية. نحن المناضلات النسائيات نقترح إحداث تغييرات عميقة وجذرية في العلائق بين الكائنات الإنسانية ومع الطبيعة ومن اجل وضع نهاية للتمييز ضد المثليات وللنظام الذكوري العنصري إزاء المثلية.

إننا نطالب وبإلحاح بنهاية التحكم في أجسادنا وميولاتنا الجنسية. ونطالب بحقنا في التقرير، بكل حرية، في حيواتنا وفي المناطق التي نسكن بها. نحن نريد أن لا تتم عملية إعادة الإنتاج الاجتماعي من خلال فرط استغلال النساء. ونحن، من خلال قوة اتحادنا، نتضامن مع نساء كل المناطق التي تشهد صراعات مسلحة وحروبا. ونضم أصواتنا إلى أصوات رفيقاتنا في هايتي ضد العنف الممارس من قبل قوات الاحتلال. ونعلن تضامننا مع نساء كولومبيا والكونغو وكل النساء اللواتي تقاومن يوميا أصناف العنف الذي تتعرضن له من قبل العساكر والمليشيات المتدخلة في الصراعات التي تشهدها بلدانهن. ونعلن تضامننا مع النساء العراقيات اللائي يواجهن عنف المحتل العسكري الأمريكي الشمالي.

اليوم، وبشكل خاص، نعلن تضامننا مع النساء الفلسطينيات في قطاع غزة واللواتي يتعرضن للهجوم العسكري الإسرائيلي. ونضم صوتنا لأصوات كل اللواتي يناضلن من أجل نهاية الحرب في الشرق الأوسط.

وفي ظل السلم كما في الحرب فإننا نتضامن مع كل النساء ضحايا العنف الذكوري والعنصري ضد النساء السوداوات وضد الشابات. وبنفس الطريقة نعلن دعمنا وتضامننا مع كل رفيقاتنا اللواتي تقاومن ضد السدود وضد تجار الخشب وضد الشركات المعدنية وضد المشاريع الكبرى بالأمازون وبمختلف مناطق العالم. إنهن يعانين من الاضطهاد لأنهن يناهضن، وعن حق، الاستغلال. كما ندعم كل النضالات من اجل الحق في الماء.

إننا نعلن تضامننا مع كل النساء اللواتي يُتعامل معهن كمجرمات لأنهن قمن بالإجهاض أو لأنهن يدعمن هذا الحق. إننا نعمل على تقوية التزامنا وعلى تنسيق نضالاتنا لمقاومة الهجوم الأصولي والمحافظ، ومن اجل ضمان أن تنعم كل النساء، اللواتي تردن ذلك، بحقهن في إجهاض قانوني ومأمون. ونعلن دعمنا لنضال النساء الحاملات لعجز في حقهن في الولوج ولحق النساء المهاجرات في حرية التنقل. من أجلنا ومن اجل جميع النساء سنواصل التزامنا من اجل بناء حركة نسائية تكون قوة سياسية ضد الهيمنة، وتكون أداة للنساء اللواتي ينشدن تغييرا لشروط حياتهم وللمجتمع، وتدعم وتقوي التنظيم الذاتي للنساء والحوار وتنسيق النضال مع الحركات الاجتماعية.

سنكون جميعا في العالم بأسره يوم 8 مارس المقبل وفي أسبوع النضال الشامل في 2010 لمواجهة النظام الذكوري والرأسمالي الذي يضطهدنا ويستغلنا. في الشوارع وفي منازلنا، وفي الغابات، وفي الحقول والمزارع، وفي نضالاتنا كما في حيواتنا اليومية، سنواصل تمردنا وتعبأتنا.

بيليم في 01 فبراير 2009

تعريب جريدة المناضل-ة