السعلوة التي أخفت جمالا !!!!

أسطورة ( السعلوة ) المخلوقة التي طالما خوفتني جدتي بها حين كنت صغيرا !! فمن هي ؟؟ سلعوة أو سعلاة بالعربية الفصحى، شخصية خرافية شيطانية أنثوية، تستخدمها الجدات لإخافة الأطفال في القصص الشعبية، وهي أشبه ما يكون إلى المرآة التي تغوي الرجال وتفتك بهم، ومازالت هذه الشخصية موجودة حتى الآن في قصص الأدب الشعبي العربي عموما والعراقي على وجه الخصوص، كما أنهم يشبهون بها بعض الفتيات اللائي يتخلقن بأخلاق القسوة والعدوانية وبعض الفتيات ذات المظهر القبيح أحيانا.. السعلوة شكلها غريب ومخيف، فجسمها مليء بالشعر كأنها قرد، لكن لديها قدرة على التحول في شكل امرأة جميلة حسنة الشكل طويلة القد، ومرتبة الهندام، تغري الرجال ثم تفتك بهم وتقتلهم، يعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود إلى ليليث في الميثولوجيا البابلية ومن ثم إلى الميثولوجيا العبرية لاحقا لتعود لشكلها العربي الحالي ، والتي تكاد تتطابق حرفيا في صفاتها مع السعلوة، وليليث هي جنية أنثى تسكن الأماكن المهجورة وكانت تغوي الرجال النائمين وتضاجعهم وبعد ذلك تقتلهم بمص دمائهم ونهش أجسادهم، وفي الحكايات الشعبية الموصلية القديمة تنص على أن السعلوة تمتلك قرنين خشب تضعهما للزينة وتحب أن يصفوها بالجمال والنظافة و إلا تفتك بمن ذمها .. ذلك ما تحدثت به الكتب عن فابيولا السعلوة لكن أبحاث يونغ عن اللاشعور الجمعي تؤكد ارتباط الشر مع المرآة في كل التراث الشرق أوسطي المنقول لنا عبر وسائط النقل التاريخي المكتوبة والشفهية الـــــ ( ORAL ) الذي أغلب تاريخنا عن طريقه !!! وهكذا جاءت السعلوة لتجسد لنا هذا الارتباط بين أجساد القوارير الناعمة والشر الفاتك ، الذي تكمل لنا الأساطير في نقطة مميزة بأن الشيطان إذا أحتار في مسألة ما أستشار سيدة !! فالشرقي الأحمق يحتقر المرآة ويجعلها في عاصمة الشر وفي نفس الوقت يزدوج معها في علاقة ليل تافهة يبيع من أجلها ملك الدنيا ومصيره في الآخرة !! لا أتفق بشكل كامل مع كل ما ورد في أساطير الأجداد الذين قضوا حياتهم مع الماعز والنعاج ا كثر من زوجاتهم وأبنائهم .. المرآة عندي هي جزء من الحضارة وجزء من ثقافة القمر أن كان لدى سكان القمر يملكون ثقافة ؟؟ وفي فلسفة نزار قباني يجعل المرآة مقياس لكل ما هو حضاري خالص .. ذاك المقياس الذي اعتمد عليه وسيعتمد عليه الرب ( الرحمن الرحيم ) في كل تعاملاته معنا ، تعاملاته الأخلاقية لا تعاملاته التجارية !!!