محنة النساء في الذهنية التقليدية



مهدي النجار
2009 / 4 / 5

إنه لخطأ شائع القول بأن الرجال هم وحدهم من ينتج التصورات التقليدية عن النساء في المجتمعات الذكورية ( نموذجنا هنا المجتمعات الاسلامية) فالحقيقة ان النساء تشترك بفاعلية كبيرة في انتاج (واعادة انتاج) مثل تلك التصورات، فعلى سبيل المثال نورد هذا النموذج الإذعاني من النساء نلتقطه من احد الاضابير المكدسة في الحقل التراثي: "كان عمران الخارجي من أدمّ (اكثر دمامة) بني آدم وأمرأته من أجملهم فنظرت إليه وقالت الحمد لله على اني وإياك من أهل الجنة. قال كيف؟ فقالت لأنك رُزقت مثلي فَشَكرت ورُزقت مثلك فصبرت والجنة موعودة للشاكرين والصابرين" (تفسير النسفي/ج1 ). تبدأ محنة النساء الأزلية في الذهنية التقليدية التي ينتجها (ويعيد انتاجها) الرجال والنساء في المجتمعات الذكورية على السواء من قصة الخلق المشوهة التي يستحيل معها اعادة الاعتبار للمرأة او دفعها نحو احوال افضل او تخليصها من التبعية الذكورية، فالقصة الشائعة تقول: "إن المرأةَ خُلقتْ من ضِلع (ضلع الرجل) وإن أعوجَ شئ في الضلع اعلاهُ (رأس المرأة) فإن ذَهبت تقيمُه كسرتهُ وإن تركتهُ لمْ يَزل أعوج " وحقيقة المحنة الاكثر مأساوية تتوضح في دفع المرأة للرجل أن يرتكب الخطيئة الاصلية كما جاء في الرواية الاكثر شيوعاً في الذهنية التقليدية عن اسباب طرد آدم من الجنة: " تقدمت حواء فأكلت من شجرة التفاح ثم قالت: يا آدم كُل فاني قد أكلت فلم يضرني فلما أكل بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان من ورق الجنة" وفي هذا المعنى نورد هذه الحوارية بين الله عز وجل والنبي آدم عليه السلام والتي تُظهر براءة الرجل وتبعية المرأة وقد رواها ابن عباس:
قال آدم : يا رب ألم تخلقني بيدك؟
قال : بلى
قال : يا رب ألم تنفخ فيَّ من روحك، ألم تسبق رحمتك غضبك، ألم تسكني جنتك؟
قال تعالى: بلى. بلى!
قال : فَلِمَ أخرجتني من الجنة ؟
قال : بشؤم معصيتك.
قال : فلو تبت أراجعي أنت اليها؟
قال : نعم .
فرجع عليه بالرحمة والقبول وأكتفى بذكر توبة آدم لأن حواء كانت تبعاً له، وقد طوى ذكر النساء في اكثر القرآن والسنة لذلك (ذكره الطبري/ج1ص66 والنسفي/ ج1 ص 44
). تتعاظم محنة النساء وتزداد الطعون ضدهن وفقاً لتلك الأساسات التي ذكرناها من ناحية الخلق المشوه ومن ناحية مسؤوليتها في توريط الرجل بأرتكاب المعصية الاولى، فتتألف ضدها حزمة كبيرة من التوصيفات المُهينة والمُذلة التي تصل الى حدِ طردها من المجال الإنساني السوي، فالنساء حسب الذهنية التقليدية الذكورية:
اولاً: نواقص الإيمان/ نواقص الحظوظ/ نواقص العُقول- " فأما نُقصانُ ايمانهنَّ فقعودهن عن الصلاة والصيام في ايام حَيضهنَّ، وأما نُقصان عقولهن فشهادة أمرأتين كشهادة الرجل الواحد، وأما نقصان حظوظهن فمواريثهن على الأنصاف من مواريث الرجال"
ثانياً: فاسدات في الارض- "إن البهائم همها بطونهن. وإن السباع همها العدوان على غيرها. وإن النساء همَّهُنَّ زينة الدنيا والفساد فيها".
- " المرأةُ عقربٌ حُلوةُ اللبسةِ" .
ثالثاً: شر لابد منه - "المرأةُ شرٌ كلها، وشَرُّ ما فيها أنه لابُدَّ مِنها".
رابعاً: فتنة للرجال- " ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودين أذهب لِلُبِ الرجل الحازم من إحداكن "
- " ما رأيتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرجال من النساء".
مثلما تُمسخ المرأة في الذهنية الذكورية التقليدية من ناحية خَلقَها وتوصيفها فهي من ناحية ثانية تُوظف لتمتيع الرجل جنسياً بعلاقة جسدية خالية من العواطف و احاسيس الحب سواء في الدُنيا او في الآخرة:
- " تنكح المرأة لأربع لِمالِها ولحسبها ولجمالها ولدينها ".
- " إذا دعا الرجل أمرأتهُ الى فراشهِ (كناية عن الجُماع) فأبتْ، فباتَ غضبانَ عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبح ".
- " لكل أمرئٍ يدخل الجنة زوجتانِ من الحور العين يُرى مُخُّ سوقهن من وراء العظم واللحم "
على ضوء تلكم التصورات ومنها يستحصل الذكور في المجتمعات التقليدية على اسباب "القوامة" على النساء فالرجال يقومون عليهن آمرين ناهين كما يقوم الولاة على الرعايا وسموا" قواماً" لذلك. وتُعزى اسباب سيطرة الرجال على النساء الى تفضيل الله بعضهم وهم الرجال على بعض وهم النساء بالعقل والعزم والحزم والرأي والقوة والغزو وكمال الصوم والصلاة والزكاة والنبوة والخلافة والإمامة والأذان والخطبة والجماعة والجمعة...
ومن اهم مظاهر محنة النساء هو تقسيمهن الى نوعين من النساء وفق المنظور الذكوري وحاجاته، خاصة الحاجة الجنسية:
القسم الاول: المطيعات القائمات بما عليهن للأزواج.
القسم الثاني: العاصيات المترفعات عن طاعة الأزواج (الناشزات)
ستضع الذهنية التقليدية القسم الثاني من النساء (العاصيات) تحت طائلة المحاسبة ويُخضعن لجزاءات قاسية، منها:
أ ) الوعظ: التخويف بعقوبة الله وتليين القلوب القاسية وترغيب الطبائع النافرة.
ب ) الهجران: اي عدم أدخالهن تحت اللحف (كناية عن الجماع) او هو يوليها ظهره في المضجع.
ج ) إن لم تنجح تلك الجزاءات في اخضاع النساء وجرهن الى الطاعة فسيعمل ضدهن التعذيب الجسدي ومنه الضرب وحلاقة الشعر.
حتى تزداد حصانة التصورات الذكورية والمعتقدات والاحكام المسبقة عن النساء فقد سُيجت بأسيجة غليظة من التقديس بات من الصعب اختراقها كذلك أغلقت الابواب امام كل مختلف وامام كل نقد ومساءلة بحيث صارت كل المجتمعات التقليدية التي لم تطأ اقدامها مضامير الحداثة تنتج ( وتعيد انتاج) تلك الموروثات التي قُننت بالفقه الديني وكأنها عصب اساسي وحساس من اعصاب ثقافتها وتقاليدها وعاداتها يستحيل لمسه او الطعن فيه، لذا سارعت النساء أنفسهن ببذل كل جهودهن للحفاظ على ذلك العصب وأدامته بأنتاج ذكور( بعول/ فحول/ سادة/ ملوك/ زعماء/ ....) وأنتاج نساء ( وصيفات/ خادمات/ ربات بيوت/ اجساد للرفث والتكاثر....) بل ان بعض التيارات النسوية المتشددة قد غالت في ممارسة تعليمات الإرث الثقافي/ الديني وعمقت الفصل بين الجنسيين واعطت للرجل مزيداً من الشرعية في الهيمنة والاستبداد وعبرت عن موقفها ذاك بتحويل نفسها الى مجرد شبح أسود تخرج منه عينان جميلتان ماكرتان !!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نموذج:
نستعرض هنا نموذج من رسائل احد شباب العالم الاسلامي المعاصر، يطلق بها صرخة (اواستغاثة جنسية) يناشد فيها من يهمه الامر للرجوع الى تلك الازمنة العتيقة (مجتمعات الجواري والعبيد) من اجل الحصول على مزيد من الاغطية الشرعية لممارسة حياته الجنسية كما مارسها الاسلاف مستنداً بذلك على منظومة فقهية كبيرة تبيح له اطفاء بركانه الداخلي، فهذه المنظومة تبيح للشباب ان يمارسوا حياتهم الجنسية مع نساء أخريات (جارية/وصيفة/مملوكة/أمة/سرية/فتاة...الخ من الاسماء) دون قيد اخلاقي او شرط انساني، فالجارية حسب موسوعة الفتاوي( كما جاءت على الشبكة الاسلامية)هي: مملوكة ملكاً شرعياً ولسيدها الحق في بيعها، ولمن ملكها ان يستمتع بها كما يستمتع بزوجته( بدون عقد زواج شرعي اومدني).
[السلام عليكم

الموضوع هذا سبق وان طرحته هنا وفي اكثر من منتدى ولازلت غير مقتنع بماسمعته من اعذار او تبريرات واتمنى ان اصل معكم الي نقطة مقنعة في النقاش. انا اقول.... ان مجتمعنا محتاج للجواري والعبيد احسن من السواقين والشغالات الخربانات. الجواري والعبيد شرع الله، السواقين والشغالات، حسب قوانين مكتب العمل والعمال. لايخفاكم ان الله سبحانه وتعالى اباح لنا الجواري قال تعالى" : ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ماملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات" اليس الاسلام صالح لكل زمان ومكان ؟؟ اذن ... اين الجواري ؟ لماذا نحن محرومون من شي حلله لنا الله !! الرسول صلى الله عليه وسلم كان لديه جواري ، عمر بن الخطاب كذلك ... وعلى بن ابي طالب ... واغلب الصحابه الكرام عليهم رضوان الله. من خلال نقاشاتي السابقه ... عرفت ان قرار منع الجواري كان بأمر الملك فيصل رحمه الله والمرسوم الملكي جاء تزامناً مع التحرر ضد الرق والعبودية والتي كانت امريكا محور تلك الدعوة / التحرر أو الحرية....!! وقد عقد مؤتمر للأمم المتحده عام 1945 او حاجه زي كذا، وتم التوقيع على تلك المعاهدة ، الان ... وبعد ان انتشرت مشاكل الخدم ... والشعوذه وبعد ان اصبح العرب يعيروننا بالسواقين وممارساتهم مع بنات البلد وبعد ان ادمن الشباب السفر الي الخارج .... واصبح السعودي سلعة محببه لشـ ... العالم لماذا لايعاد النظر في ذلك القرار ؟؟ يوجد الان جواري في جزر القمر وفي اكثر من دوله ويوجد مشائخ دين في الرياض والقصيم يذهبون ويأتون بهن ... وهم يعرفون انه حلال ... ولكن حرام على الشعب وهم يأتون بها على فيزة شغاله ... ولكن في الواقع هي جاريه ،لله لو بدلاً من شغالتنا عندي جاريتين ولا ثلاث ولا اربع وحده تكوي الشماغ ووحده تكوي الطاقيه ... والثالثه تسوي لي عصير]( انتهى المقتبس عن الرابط منتديات المنطقة الشرقية)