هل انصفت التشريعات الاسلامية المرأة بالطلاق؟ ج2



عزيز الحافظ
2009 / 4 / 5

نعود لتشريعات الطلاق الإسلامية على المذاهب الخمسة حيث نجد التناقض الشديد فيها والذي ينعكس على رأس المتضرر الوحيد من الطلاق وهو هنا المرأة ذاك المخلوق الرهيف الإحساس والجياش المشاعر وجبل العواطف .سأتعرض لصيغة الطلاق تلك الكلمات التي تهدم روح الأمل عند المرأة وهي تفكر بانهيار بنائها التكويني وذوبان شخصيتها في المجهول والقاسي من نظرة المجتمعات حول المطلقة وما يدور من لغط كبير حولها فقد اختلفت المذاهب بصيغة الطلاق رغم قساوتها التدميرية وتعسفيتها أحيانا وكونها ذبحية النتائج بمحصلة المتلقية وهي هنا المرأة لأنها تحيلها الى إنسان منكسر يأسره الإحباط.
أجازت المذاهب الأربعة الطلاق بكل مايدل عليه لفظا وكتابة وصراحة وكناية مثل أنت علي حرام- اذهبي وتزوجي- حبلك على غاربك-الحقي بأهلك- اذا خرجت من الدار انت طالق بل أجازت وقوع الطلاق ثلاثا بلفظ واحد بل الأدهى نقل صاحب كتاب (تأسيس النظر) ط 1 ص 49 عن الأمام مالك قوله( لو عزم الرجل ان يطلق امرأته،يقع الطلاق بنفس العزم وان لم ينطق به)!!!
هل اسميه طلاق النوايا- طلاق العزم- طلاق التخيل- طلاق إطلاق رصاصة الرحمة على الزوجة!!أما الأمامية فلهم صورة متشددة جدا بصيغة الطلاق التهديمية للأسرة فهم يضيقون مساحة الطلاق إلى أقصى الحدود ويفرضون القيود الصارمة على المطلق والمطلقة وصيغة الطلاق وشهوده لان الزواج عصمة ومودة ورحمة وميثاق من الله فلا يجوز نقض الزواج بعد إثباته وإبرامه الابشروط.
الصيغة عند الأمامية وهي أنت طالق اوفلانة طالق اوهي طالق
فلوقال الطالق او المطلقة او طلقت او الطلاق او من المطلقات بطل الطلاق حتى لو نواه لان هيئة طالق لم تتحقق وان تحققت المادة واشترطوا ان تكون الصيغة فصيحة غير ملحونة ولامصفحة ومجردة من كل قيد حتى لو كان معلوم التحقق مثل انت طالق اذا طلعت الشمس!
انت طالق اذا مطرت السماء
انت طالق اذا هل القمر
كل هذا باطل بل قالوا لا يقع الطلاق اذا سألوا الزواج هل طلقت زوجتك فقال نعم قاصدا إنشاء الطلاق او انت طالق ثلاثا او انت طالق 3 مرات تقع طلقة واحدة مع تحقق الشروط المصاحبة بل قالوا لا يقع الطلاق بالكتابة ولابالاشارة الا من الأخرس العاجز عن النطق بل عندهم لا يقع الطلاق بغير اللغة العربية مع القدرة على التلفظ بها كذلك لا يقع الطلاق عندهم بالحلف واليمين ولا بالنذر والعهد ولا بشيء إلا بلفظ (طالق) مع تحقق القيود والشروط المصاحبة.
مع مقارنة عقلائية يمكن ملاحظة الفوارق التي تحيل البناء النفسي للمرأة المتزوجة بلحظات أحيانا هزلية-طائشة-غضبية- انفعالية إلى انكسار كبير في ذاتها حتى وهي تتلقى رصاصة الرحمة اللارحيمة على البناء الأسري الذي هي مليكته المتوجة ولكن التركيز الإعلامي المنطفيء للخلاف التاريخي بين المذاهب لا يسجل الاشراقات والاضاءات في الاحتواء الحقيقي الذي يفي حق المطلقة دون مزاجية لأننا كمدعين للثقافة لا متفقهين متخصصين بالدين نعرف ان ارتفاع مناسيب الطلاق في العالم العربي والإسلامي سببه هو ضعف التشريعات ومطاطيتها وعدم مناقشة المتواتر من الفتاوى التي لا تتناسب مع القمة الحقيقية التي يريدها الإسلام للمرأة فالآن الطلاق أسهل من اللعب بخواتم اليد الرجالية!ولا يتعرض مسو ولي الدراسات الاجتماعية للأمر ويدرسوه دراسة أكاديمية لأنهم لا يريدون الخوض في أراء الفقهاء السابقين التي لا تقبل المناقشة ولا يفكرون في سيرتها التدميرية ومزاجيتها العلنية السطوع مع إنها ليست قران كريم!
لذلك اوجب الأمامية حضور الشهود عكس كل المذاهب لسبب واقعي عسى بالموعظة الحسنة التي يقدموها تعطل التخريب الأسري بل قال الأمامية لوكملت كل شروط الطلاق ولم يسمع إنشائه شاهدان عادلان لم يقع الطلاق بل لو طلق ثم اشهد لم يقع الطلاق.
للحديث صلة مؤلمة
عزيز الحافظ