ألمرأة الثانية في حياة الرجل.ماهو الحل...؟



تانيا جعفر الشريف
2009 / 4 / 6

من النادر أن نجد رجلا في حياته إمرأة واحدة فالثانية هي إما أن تكون صديقة أو عشيقة أو باغية أو زوجة وإن ما يتحجج به البعض من إن الرجل كإنسان يجب أن يطغي عليه الجانب الإنساني العقلاني على حيوانيته صحيح ولكن الصحيح أيضا إن حيوانية الرجل موجودة أيضا وهي ربما جزء من حقيقته السيكولوجية وهي الجزء المؤثر والفعال في علاقته بالمرأة وهو إذا لم يكن كذلك لكان ملكا من الملائكة لا حاجة به لزوجة واسرة وما يليها من مسؤوليات وتبعيات حياتية شتى...
إن واقع الرجل حيث إنه يمتلك هذه الغريزة شبه الحيوانية يحتاج إذن المرأة الثانية وحينذاك لن نجد نظاما إجتماعيا للأسرة قادرا على منع الرجل من معاشرة إمرأة ثانية ولو كانت على ذمة زوج اخر أو منع إمرأة من معاشرة رجل أخر في حالة عجز زوجها (إن وجد)..
ألمشكلة إذن (في مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة)تنحصر في الوضع الذي ينبغي أن تتم فيه وأقصد والحال هذا دوار الأمر بين وضعيتين لا ثالثة لهما إما العلاقة السرية او العلاقة العلنية...
ألاسلام دين يحارب العلاقات السرية بل إنه أنزل في الكتاب المجيد أشد العقاب فجعل من الزنا جريمة كبيرة وأفرز لها العقوبات الدنيوية الغليضة كالجلد لغير المحصنين والرجم بلارأفة للمحصنين(ألمتزوجون)...ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا...
وإذا كنا مجمعين نساءا ورجالا إن وقوع الزنا أمرا محتملا إحتمالا كبيرا وإنه إحتمال وجيه ومبرر وإذا لا نريد لمجتمعاتنا الأغراق في الوقوع بالرذيلة والإنحراف ينبغي لنا الإشارة إلى إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي عالج هذه المشكلة من خلال مبدأ نرفضه ولكنه ربما هو أمر الحلول وهو تعدد الزوجات مع إن الشارع المقدس وضع له شروط وضوابط وأسباب لو توفرت أصبح مقبولا تماما مع الأخذ بالاعتبار إن الزواج بثانية في الإسلام ليس واجبا ولا مستحبا ولكنه جائز مع توفر أسبابه وشروطه.وفي هذ أثر الإسلام أن يكون للرجل زوجة ثانية أو ثالثة أورابعة في علاقة علنية على علاقات عديدة مع صديقات وعشيقات وباغيات غواني مع الاقتصار على زوجة واحدة مخدوعة كما في المجتمعات الغربية عموما..
إن مبدأ وشرعية تعدد الزوجات أمرا أكرهه الشارع المقدس ولكنه إستحببه عندما يكون حلا وسبيلا لتخليص المجتمع من المفاسد والتهشيم الإخلاقي وفقدان الروابط الأسرية السامية..
ألله سبحانه وتعالى عندما أباح الزواج المتعدد قيده بشروط موضوعية صارمة أولها العدل (فإن خفتم ألآ تعدلوا فواحدة)وقوله (ولن تستطيعوا أن تعدلوا ولو حرصتم) ففي هذا ليس ثمة تناقض بين تحليل أمر وبين ضمان فشله بل هو تأكيد من الله تعالى على ضرورة التمسك بالحكم الشرعي وهو إما إنك تعدل عدلا مطلقا وهذا شبه مستحيل أو تعدل عن الأمر ففوقك حسيب رقيب..
ثم وهذا أمر في غاية الأهمية وهو إن الله تبارك وتعالى عندما أباح الزواج من ثانية أباحه للرجل ولم يفرضه على المرأة فرضا فلها حق القبول أو الرفض وبالتالي فلا يصح القول إن الرجل ظلم المرأة إذ تزوجها على سواها لأنه لم يجبرها وهي فقط صاحبة القرار والمرأة في واقع الحال لاترتضي لنفسها أن تكون زوجة ثانية وهذا أمر طبيعي إلا إذا كانت هنالك أسباب دفعتها لهذا القبول كأن تكون فقدت الفرصة في أن تكون زوجة وحيدة لإي سبب وأسباب أخرى تعرفها النساء قبل الرجال ..
خلاصة الأمر إن الشريعة الإسلامية بإقرارها تعدد الزوجات إنما هي سايرت منطقها الخاص من ناحية وواكبت وسايرت الطبيعة البشرية من ناحية ثانية وجاءت لتحقيق الغرض من الزواج من ناحية ثالثة فهي سايرت منطقها من حيث جعلت للزنا وهو البديل للزواج عقوبات شديدة قد تصل للقتل في بعض الحالات فوجب عليها أن لا تحرمه على الناس من وجه وتدفعهم إليه من وجه أخر.وإما إنها سايرت الطبيعة الانسانية فذلك إن حرمان المرأة من الزواج مع إستعدادها له يؤدي إلى أمر في غاية المشقة وهو أن تجاهد المرأة طبيعتها الغريزية الانسانية الأمر الذي ينتهي غالبا إلى الإستسلام وما يلي ذلك من أمور غير محمودة العواقب وإما إنها جاءت متفقة مع الغرض من الزواج فذلك إن التعدد أحيانا يكون ضرورة من ضرورات الحياة وعدم حصوله قد ينأى بالمجتمع الى التفكك والانحلال لأن البديل له مع توفر أسباب الحاجة إليه هو الزنى...
أما المروجون للحلول الآنية الطارئة في الفكر الغربي عموما وبعض المؤيدين له فهم يرون ويفضلون أن تكون المرأة زانية أو عشيقة أو داعرة كل يوم في حضن خير من أن تكون زوجة في بيت يحميها وذرية تسعدها ..
أما مرارة الواقع الذي تعيشه الزوجة الثانية في الاسلام فهي مرارة مفتعلة سببها غالبا ما يكون خفة وزن المرأة وعدم موازنة الرجل لأمرأتين أي حساسية المرأة وعدم تفهم الرجل لهذا الامر ..
ولي أن أشير بأسف إلى إن قانون الأحوال الشخصية التونسي (المسلم) يعاقب الرجل الذي يجد في بيته زوجة ثانية بالسجن والتعويض ولكنه لا يعاقبه إذا وجد في حضنه عشيقة .ولله في خلقه شؤون .....