أبكيكِ يا أمي



مارتن كورش
2009 / 4 / 8

العراق: قتل سيدتين مسيحيتين في الدورة طعناً بالسكين
02/04/2009 23:51:38
[ان امرأتين مسيحييتين، قتلتا، ظهيرة اليوم، الخميس 2 نيسان (ابريل) الجاري في حي المكيانيك بمنطقة الدورة ببغداد، طعناً بالسكين اثر مهاجمتهما من قبل مجموعة من الاشخاص مجهولي الهوية.ان "اشخاص مجهولي الهوية هاجموا منزل سيدتين مسيحيتين تبلغان من العمر 47 و 60 عاماً وطعناهما بالسكن حتى الموت" لكنه استبعد ان يكون سبب القتل "طائفيا"، مشيراً الى حالة الفوضى التي وجد فيها المنزل، اذ بعثرت الاشياء في كل الأتجاهات مما يشير الى ان الهدف من قتل السيدتين كان "السرقة".وأوضح ان حادثة مشابهة وقعت في الدورة، الشهر الماضي، اذ قتلت امرأة مسيحية بنفس الطريقة بهدف السرقة.]إنتهى الإقتباس

هذا الخبر المفجع قرأته في هذه الرسالة المنشورة على صفحات المواقع التي تتناقل أخبار أهلنا المسيحيين. أخذني الحنين وسبقني الدمع ،فإرتأيت إضافته إلى (أدب الرسائل المسيحي). فكتبت أدناه:

أبكيكِ يا أمي.أبكيكَ يا عراق.أبكيكم يا كل أهلنا في الوطن وأقول :يا عراق ما الذي يجري فيك حتى يقتل المسكين والمسالم فيك؟ ماذا فعلوا أهلنا من جرم حتى تزهق أرواحهم؟ها هم أهلنا كل يوم يقتل منهم حتى الشيخ والطاعن في السن لم يسلم حتى المرأة المسكينة والضعيفة لم تنجو من فعلتهم.أين كنائسنا أزاء كل ما يجري بحق رعيتها ؟انظروهم بأم أعينكم مشردين في دول الجوار،وطوابيرهم طويلة طول نهري دجلة والفرات واقفون أمام مقر الأمم المتحدة وسفارات الدول الأوربية التي تجردت من مسيحيتها ليخرجوا عليهم بقرارات رفض اللجوء أو منح الفيزا.يا رب ننجايك كعراقيين مسيحيين أن تخلصنا من هذا الظلم الذي لحق بأهلنا.هلا أعدت ارسال النبي يونان؟ألم ترأف لحالنا يوم أرسلته؟يا رب أي أناس دخلوا على بلدنا حتى صارت النساء الضعيفات تقتل؟والقسيس والمطران يذبح.

لأقول خاطرة رثاء هذا أقل ما أقدمه على بعد المسافات في رحيل هاتين الضحيتين اللتان نامتا على رجاء القيامة:
أبكيكِ يا أمي
نامي أيتها المسيحية
وحدك صرت الضحية
أمريكا أتت بالديمقراطية
قتل وذبح على الهوية
الضعيف يصرخ يمعودين خطية
والقوي يقول شعلية
نامي يا أمي المسيحية
لك من الرب هدية
لحدٌ وسادته حرير
ممنوحةٌ للفقير
ذاك الذي غسله الرب بدمه
وكلص اليمين، الرب كلمه
هذا هو حال الأقلية
في بلد ضاعت فيه الشرعية
قتلت أبنائه مجندة أمريكية
نامي يا أمي
كفاك تحملين همي
الغربة مزقتني
ومن تعزيتك حرمتني
أنا مشرد مسكين
وأنتِ مذبوحة بالسكين
أنا مظلوم
ومن رؤيتك محروم
نامي على رجاء القيامة
من الرب لكِ سلامة
ما نفع الحياة؟
الخطيئة فيها مماة
صدقيني سيحسدكِ كثيرين
لأنهم لن يناموا أمنين
أنتِ سيستقبلك الرب
ونحن باقون في حرب
كم صرخت؟
كم بكيت؟
لكن لا رحمة عند القاتل
عن العدل غافل
سابع جار سمع صوتكِ
لم يهرع لنجدتكِ
سابع جار أكل من قدركِ
لكنه ما شكركِ
كل الجيران إنتظروا كليجتكِ
هيهات ما عرفوا بمقتلكِ
الزانية عند المسيح لم تُرجم
والعجوز عندنا تُعدم
يا رب لكَ الأمر والحكم
***
صوم الخمسين
نصومه مؤمنين
لعيد القيامة منتظرين
ترى معظم المسيحيين
قبل العيد صائمين
أكيد كنت صائمة
ومن السوق توا قادمة
في سلتكِ الطحين والزيت
لعمل الكليجة بالبيت
كليجة العيد
عيد سعيد
يا أمي أنا الشريد
وعن صدرك بعيد
بركات الرب لكِ فيض
وأكيد إشتريت البيض
لتلونينه
ليلة العيد توزعينه
تذكاراً لقيامة الرب
ذاك الذي فدانا بالصلب
نامي على رجاء القيامة
أنه عيد القيامة
أيامك سعيدة
لا تحزني لست الوحيدة
عيدكِ امبارك يا ماما
ما عاد للوطن سلاما
(سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ.سَلاَمي اُعْطِيكُمْ.لَيْسَ كَمَا يُعْطِي اُلْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أنَا.لا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلَا تَرْهَبْ.)"يوحنا14: 27 "
لكِ يا أمي سلام القلب
لا سلام العالم. سلام الرب
الرب قام
حقا قام
***
سيحزن خلفكِ كل الجيران
أم توني وأم عدنان
ولن يسمعوا منكِ
ضحكتك
لن يروا إبتسامتكِ
ولن يجدوكِ ليسألوك عني
وحدي ترنيمة الهجرة أغني
على الغربة مَنْ يُعنِّي؟
على فراق الأم مَنْ يُصبرني؟
يا رب أنت أعني
يا رب صبرني
نامي يا أمي
قتلكِ فيه ظلمِ
لكن لا تتألمي
الرب فداكِ بالدم
هو هو فداكِ
وحده سيرعاكِ
إسألي مريم المجدلية؟
إسألي كل إمرأةٍ ضحية؟
الرب وحده يحبكن
وحده يحترمكن
فإذهبي إليه
وأسكني عند قدميه
سيحكي لكِ عن (قارورة الطيب)
عن (المرأة النازفة).الرب لها الطبيب
عن (مريم ومرثا)
يا أمي العيش على الأرض عبثا
سيحكي لكِ عن أمه مريم
القديسة مريم
كيف كلمته في (عرس قانا)
يا أمي ما عاد لأبنائكِ أمانا
يا رب تعالى
عيشنا أصبح محالا
أنتَ مَنْ يُصبرنا
أنتَ رجاؤنا
فذكرى قيامتكَ عيد
مهما عانينا تبقى القيامة لنا عيداً سعيد
***
أذهبي يا أمي
وفي مثواكِ بالفردوس أحلمي
ساقول لحاملي التابوت ان يسرعوا
إلى مثواكِ بكِ يهرعوا
فالرب في الغنتظار
صدقيني يا أمي قاتلكِ سيغار
تصور إنكِ خسرتِ الحياة
يوم بالسكينة قدم لكِ المماة
ما علم أنكِ إلى الرب ذاهبة
وجه النساء خلفكِ شاحبة
إبتسامتهم في نائبة
سيستفقدونكِ
سيتذكرونكِ
مع السلامة أيتها الشهيدة
على طريق الرب مضيتِ سعيدة
مع السلامة أيتها الشهيدتان
إذهبا إلى الرب بآمان
ما عاد في الوطن آمان
شعب وتشتت بين الأوطان
ماء وإنسكب من القدر
مِنْ يا ترى يُعيده بحذر؟
مَنْ يداوي للأمهات جراحهنّ؟
مَنْ يتألم لألمهنّ؟
ليس غيركَ أيها الرب يسوع
تستقبلهنّ على شكل جموع
بين مشردات ومظلومات
بين جائعات ومتألمات
بين مغتَصّبات ومهانات
إنهنّ يا رب عراقيات
بالسكاكين مطعونات
لكنهنّ مؤمنات
والعيد على الأبواب آت
قام المسيح .يا وطننا
لننشد له كلنا
قام المسيح.يا أهلنا
على مائدة المحبة سيجمعنا
قام المسيح.يا أمنا
في الفردوس سيجمعنا
حقا قام.يا سَعدنا
قام المسيح
حقاً قام
***
المحامي والقاص الآشوري
مارتن كورش