الاعجاز في ضرب النساء


رعد الحافظ
2009 / 4 / 18

في صغري تلقيت تربية دينية متشددة وصارمة منذ السادسة من عمري وأجبرني الوالد على الصوم والصلاة ليسبق الحديث الذي يقول مروهم على الصلاة في السابعة وإضربوهم عليها في العاشرة , ومع أنه كان أستاذا للغة العربية لكنه قد تخرج من كلية الشريعة ,
,وقد ضرب والدتي مرة لأنها سمحت بأفطاري قبل ربع ساعة من موعد أذان المغرب , فهي لم تعد تقوى على مشاهدة صغيرها يتضور جوعا وعطشا فقالت لي , ونحن جالسين مستعدين حول مائدة الافطار , وهي تراني كيف أحدق في الطعام , تستطيع يا بني أن تأكل قليلا من الشوربة أو تشرب اللبن فالله يحب الاطفال ويقبل منهم ما لا يقبله من الكبار , ولم تكد تنتهي من جملتها حتى كنت قد وضعت بعض الطعام في فمي وكان في الواقع قطعة بقلاوة , وربما لم أكن جائعا مثلما متشوقا لتلك القطعة ,
ولما جاء الوالد بعد تؤضه طويلا ,إستعدادا لصلاة المغرب , لم أفهم كيف عرف بالأمر ؟ كل الذي أتذكره هو صراخه الشديد في وجه والدتي بينما هي تقسم له بأنها ستصوم بدلي 3 أيام بعد رمضان و6 شوال , ولم ينفع قسمها فتلقت اللطمة الاولى ثم الثانية والثالثة قبل الافطار..
وعندما أصبحت في الرابعة عشر من عمري كان ذهابي الى المسجد قد أصبح ذاتيا دون أوامر الوالد أو تهديده, حتى أن صلاة الفجر كنت غالبا أصليها في المسجد , لان الحديث الذي كان يسيطر أيامها على دماغي هو ..(من صلى العشاء في جماعة كأنما صلى نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة كأنما صلى الليل كله ).وكان المسجد بعيدا نوعا ما وهناك كلاب كثيرة تنبح طيلة الوقت وأشعر نها ستفترسني مرة ما لو أخطأت حركة في مسيري ,
سألت والدتي مرة , لماذا الكلاب تكثر من نباحها حولي عند ذهابي الى المسجد ,أليست هي تحب الله مثل كل المخلوقات
وتسبح بحمده كما يقول الشيخ في المسجد ؟قالت لا تخف منها يا ولدي فهي لن تجرؤ على أن تعضك لأن الله يحرسك بنفسه
ومع ذلك كنت أتوجس خيفة من تلك الكلاب الكثيرة فجرا و أبرر لنفسي هذا الخوف المستحق مقابل حصولي على أجر من يقوم الليل كله !
كنت من كلام والدي عن أيام الملكية في العراق أحب العائلة المالكة وما زلت لحد الآن , حتى أن إبني الثالث أسميته فيصلا
لكني من جهة أخرى كنت أستغرب عند سماع الاية .(.إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها
أذلة وكذلك يفعلون ) ,سورة النمل آية 34 وحتى التفسيرات والكلام عن فرعون ونمرود وهامان وسليمان وغيرهم , لم تكن تقنعني , لكن ما باليد حيلة ..لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤوكم !
لا أدري لماذا قفزت تلك الذكريات القديمة اليوم الى ذهني وأنا أسمع أحد الشيوخ ( ولم تكن لحيته مشتتة بالصدفة ),وهو يتكلم عن إعجاز القرآن في آية ضرب المرأة .وهي من سورة النساء آية رقم 34 ونصها ..
((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)) النساء/34

.قال الشيخ مايلي نصا..
و لابد أن نعلم أن الضرب عقوبة شرعية..لا يملك إنسان أن ينكرها ,لأن الذي شرعها , هو الذي خلق هذا الأنسان !
ولانك يا عبدالله لو إشتريت جهاز أو سيارة تعطى دليل ..كاتلوك , يبين لك طريقة الاستخدام ,فالذي خلق الانسان هو الذي أنزل هذا الكتاب (الكاتلوك)..ليبين للانسان الخطى والطريق الذي ينبغي أن يسلكه...ويكمل الشيخ حديثه ..
ولن نستحي أمام جهلهم أن نقر أن هذا من شريعة الله..وأن نذكر الغافلين الجهلة من أبناء الامة الذين ساروا في ركاب القوم (أعتقد يقصد الكفار), أن القوم اليوم يعترفون بهذا الاعجاز في هذه الآية..نعم الاعجاز في هذه الاية..فأن من النساء أصناف ثلاث ..لايمكن أن تستقيم الحياة معها , إلا بالضرب..وإضربوهن..في هذه الاية إعجاز..إن ثلاث أصناف من النساء لايمكن أن يعيش معها رجل إلا والعصا في يده.. (آسف للتكرار ,أنا أنقل بأمانة )..
المرأة الاولى..فتاة تربت على الضرب , تمتنع من الذهاب الى المدرسة.. فيضربوها , كلي ..لا أريد ..فيضربوها..هكذا تربت على الضرب وإعتادت عليه !(لاحظوا رومانسيته في علاج حالة هذه الفتاة )
ويكمل الشيخ حديثه , هذا النوع لا ينفع معه إلا الضرب ونسأل الله أن يعين الرجل عليه وأن يكون ضرابا للنساء !
والمرأة الثانية متعالية مترفعة على زوجها لاتحسب له حساب ..هذه أيضا لا تقيم إلا بالعصا !
والمرأة الثالثة إمرأة فيها إنحراف ..لا تقتنع بقوة زوجها إلا إذا ضربها وإلا إذا إنتصر عليها عضليا أوهزمها بسوطه !

وملاحظاتي هي التالية ..أولا إعتبر الشيخ وجود الحالات الثلاثة من النساء هو إعتراف من الكفار بأعجاز القرآن (أنا لم أفهم العلاقة) وثانيا..إعتبر الشيخ النوع الاول من النساء الذي تعود على الضرب هو المسؤول عن ذلك وليس تعامل الآخرين كالعائلة والمدرسة وبذلك طلب معونة الله للرجل الذي سيبتلي بهذا النوع من النساء وتمنى له أن يكون شجاعا ضرابا للنساء (هل هناك بطولة وشجاعة أكثر من ذلك ).وثالثا ..إعتبر العلاج الوحيد للمرأة المترفعة عن زوجها هو الضرب (لماذا أتذكر قصة زينب بنت جحش التي ترفعت عن زوجها زيد أبن النبي بالتبني , فكان عقابها من نوع آخر)
ورابعا..عن النوع الثالث من النساء قال فيها إنحراف لاتقتنع بقوة زوجها إلا بضربها , وكأنه يقول بأن كل إمرأة يجب أن تقتنع بقوة زوجها العضلية , فماذا إن لم يكن الزوج قويا فعلا ؟؟هنا أكمل الشيخ أو هزمها بسوطه ,أي أنه حتى في حالة ضعف الرجل عضليا يجيز له إستخدام سوطه لأثبات قوته لزوجته ,هل ترون معي مقدار الشرف والشجاعة والشموخ والعظمة المتجلية في هذا الكلام ؟؟
هل سيبقى المخرصون يستكثرون علينا مطالبتنا بفصل الدين عن الدولة وترك الحرية للجميع فيما يعتقدون ؟
وهل ستبقى أصوات الدفاع عن حقوق المرأة والطفل والفتيات الصغيرات بزواجهم المبكر وختانهن والمساواة بين الجنسين كلها صرخات في واد , بينما ينظر هؤلاء الشيوخ كلما زادت كروشهم من السحت والحرام ؟ليتفضلوا علينا يوميا بشرح إكتشافهم لأعجازات جديدة ؟
لو سنحت لي فرصة سؤال ذلك الشيخ عن أمه من أي نوع هي من الثلاث ؟ ياترى هل كان ليجيبني بشجاعة ؟أم سيكذب ويقول أمي ليست منهم فلم يضربها أبي أبدا !