حقوق المرأة_تنتظر قرار سياسى!



فاتن فيصل
2009 / 4 / 20


ان نضال المرأة العربيه فى سبيل حريتها وحقوقها نضال مرير وشاق
وطويل جدا.
لقد مر قرن من الزمان واكثر على الحركه النسويه العربيه ومازالت
المرأة ترسف فى عبوديتها واغلالها وما زالت لاتؤمن بنفسها ولا بأنسانيتها وكثيرات من السيدات اللاتى ينشطن بهذةالمنظمات النسويه
مازالت عقولهن ورؤوسهن محجبه ويرضين بالقليل وهذا ليس هجوم على احد ولكنه واقع مرير.

ان اخطر ما تواجهه المرأة هو الجهل بقيمتها كأنسانه وايمانها واقتناعها بعبوديتها ودونيتها بارادة الهيه.
ان اقناع المرأة بالفروق البيولوجيه التى تستند عليها الشريعه وما يترتب عليها بأن المرأة كائن عاطفى سريع الانقياد وانها ناقصه عقل ودين واذا لم تكن فى كنف رجل يحميها فهى مستباحه لذا يجب ان تكون تحت وصايه الاب – الاخ _العم _ الزوج_ وفى بعض الاحيان الابن!!!
ومن المؤلم ان غالبيه النساء العربيات وربما بنسبه90% يعتقدن ويؤمن بأن هذة الفروق البيولوجيه وما يترتب عليها من فروق عقليه وذهنيه وعصبيه هى حقيقه مسلم بها وان رسالتها الامومه فقط وخدمه الرجل وهذا بدايه الهوان والاستسلام الطويل عبر التاريخ.
ولكن هذة خصائص نفسيه مكتسبه وليست صفات عقليه فكريه غير قابله للتعديل نتجت عبر المسار الطويل من تحقير المرأة وحبسها داخل اسوار البيوت , وان الامومه رساله مقدسه للمرأة ولكن الامومه ليست الانجاب فقط وانما تربيه مشتركه شامله بين المرأة والرجل والمجتمع من اجل خلق ابناء اسوياء معافين صحيا وعقليا ونفسيا ولبست مسؤوليه المراة فقط.
ولكن فرض وتلقين هذة الخرافات على المرأة على مدار القرون اصبحت حقيقه واقعه غير قابله للجدال وايمان حقيقى واصبحت الاغلبيه من النساء يرضين بالعبوديه بارادتهن او بحكم العادات والتقاليد ويقفن ويعملن ضد كل من ينادى بحريه المرأة ويطالب بحقوقها المصانه بالاسلام!!! وبالتالى فهو ضعف بايمان المراة المسلمه وشرخ فى سلوكها وبعضهن يكفرها !!!
ان المرأة محاصرة فى البيت وعبر مراحل التعليم كافه وفى المجتمع بتلقين وتكرار مستمر بانها لاتستحق حريتها وان من الاسلم لها الرضوخ لقدرها ؟.

كيف تتحرر المرأة, كيف تؤمن بنفسها, كيف تمزق هذة الشرنقه التى ابتليت بها؟
لاامل_ المسيرة طويله ولاتستطيع ان تصنع هذا التاريخ لوحدها ابدا
لان قضيه المراة هى قضيه تخلف اجتماعى وانحطاط فكرى وليست
قضيه دينيه وجنس مؤنث وجنس مذكر فقط, وان القله الباقيه من النساء الذين يمتلكن ارادتهن ويؤمن بحريتهن لايستطعن تحقيق التغيير لوحدهن.
ان التغييرلابد ان يكون بارادة وقرار سياسي يفرض على المجتمعات العربيه وتتبناة منظمات المجتمع المدنى والمنظمات النسويه , قوانين وتشريعات بعيدا عن الموروثات والتقاليد الباليه والممنوعات والمقدسات,ولنا فى تركيا وتونس مثالان واضحان
لم يحصل التغيير ولم تحصل المرأة على جزء كبير من حقوقها الا بارادة وقرار سياسى, ولكن السؤال متى تأتى هذة الارادة والقرار
السياسى السامى وممثله بمن؟؟؟
ربما سننتظر قرون اخرى؟.

فاتن فيصل