المرأة الريفية في العراق



غالب الدعمي
2009 / 4 / 27

المرأة في بلاد الرافدين تختلف عن سواها والريفية منها تختلف عن غيرها ومن يغور في اعماقها يجد فيها المتعة والجمال والحب والقدرة على التطور والنموا فهي تمتلك قاعدة كبيرة من المؤهلات ، لكن كل مافيها مركون على الرف ، مخبوء تحت الاعراف والقيم والدين فليس من حقها ان تستخدم جمالها او حتى أن تتمتع به وعليها ان ترتدي ثوبا طويلا وتغطي شعرها ( المكرفش ) بأربعة اغطية ويجب ان لايخرج شعرها ليلامس نسمات الهواء في بلادي، والمرأة التي تغتسل يوميا يشك في امرها والتي تتؤه من المتعة وهي تقيم علاقة مع زوجها قد تتهم بالزنا والتي تطالب بحقها بالزواج والحب فأنها ترجم بألسنة التخلف والراديكالية , وأن قالت اريد ميراثي قالوا لها خرجت عن القيم وأن قالت انصفوني اريد ان اشم الهواء قالوا لها خرجت عن الدين وان قالت اريد لنسمات هواء الرافدين ان تلامس جدائلي قالوا لها(قد أتيت شيا فريا)و أجمل النساء في ريفي وانبلها واشرفها وارفعها منزلة تلك التي لاترى النور ولايراها النور ، سادتي ليس في كل الارياف وليس في كل الازمان ولكن في بعض الارياف في العراق يحدث هذا الذي اقوله ومن يدري قد يحدث في الحواضر والمدن ولكن اجمل النساء في الريف وجدتها في جنة الفردوس في ناحية الحسينية ( كربلاء ) فالنساء هناك تختلف عن سواها فهي تظهر مفاتنها وتأخذ حقها من الميراث وتحب وتتزوج وتخرج للاسواق وتكمل دراستها ولها مشاركة في القرار داخل البيت وخارجه ولا احد يفرض عليها شيأٌ لاتحبه مطلقاٌ وان المرأة هناك تتفوق على المرأة في مركز المدينة في شجاعتها وحبها للحياة والتمدن ومشاركة الرجل في حياته بل حتى في قراراته المهمة وهي عادة تسكن بيوت جملية مؤطرة بالورود والازهار فقليل من البيوت يخلوا من حديقة جميلة فيما مايسر العيون ويبهر الناظر ، من هذه المدينة ولجت النساء حقول العلم والطب والصحافة وعاقرت الشعر والادب والحب ، لكن نعود للمرأة الريفية بشكل عام من ينقذها من عالمها المشوب بالشكوك ومن واقعها المرير ومن يجعلها تشعر بانوثتها وحيويتها وتؤهاتها وهي تقيم الحب مع زوجها من يعذرها وهي تدعو زوجها للفراش ،ولعلني لاانسى بحثا اجريته في ايام الجامعة على بعض العينات من الارياف فكانت النتيجة مذهلة حيث اجابت 80% من العينات انهن لم يسمعن كلمات ( حبيبتي ، عزيزتي ، جميلتي ) من ذويها ولم يتعرضن يوما ٌ يوما لصدر والدهن ابدا، وتقول احداهما في اجابتها اني لم اتمالك نفسي حينما سمعت اول كلمة جملية من شخص حين قال ( حبيبتي أنت اجمل فتاة ) لقد خارت قواي ولم تعد قدماي تحملني ولم اعد قادرة على تجاوزه وقبلت دعوته وغيرها قالت لم تهزني كل الكلمات المعسولة لاني اسمعها يوميا من امي وابي واخي وجاري وكل الناس المحيطين ،انها دعوة مني لنساء العراق ورجاله بدعم المرأة فكيف يمكن لنا ان نربي جيلاٌ جديداٌ ونساءنا بهذه الهيئة وكيف لنا أن نتمتع ونحن لانشعر غيرنا بالمتعة والجمال والحب وكيف لنا ان نحافظ على عفة نسائنا ونحن لاندع الاشياء الجميلة في نساءنا ان تخرج ،ندعي الاسلام ولانطبقه نأخذ منه مايدفع بنزواتنا للتحقيق ونمنع منه مايتعارض مع أفكارنا ساداتي أنها دعوة لإنصاف الجزء المهمل في حياة أبناء الريف في العراق ؟