المرأة والثورة ونظرية القيادة في المجتمع



ايفان علي عثمان
2004 / 4 / 17

( ثورة الحريم ) مسلسل عربي يعرض حاليا على احدى القنوات
الفضائية العربية وهو مسلسل يعالج قضية ساخنة وحساسة وهي
قضية تحرير المرأة من السلاسل والاغلال وتدور احداث هذا
المسلسل في صعيد مصر وقصة المسلسل تحكي عن كفاح ونضال (
المرأة ) وهي تطالب بحقوقها المشروعة في الحياة وان قضية
تحرير المرأة من العبودية والظلم والاضطهاد في المجتمع
الشرقي ميألة شائكة ومعقدة ولا يمكن ان تعالج هذه
المعضلة بسهولة ولكن بفضل اجهزة الاعلام المرئية
والسمعية والمسلسلات والافلام الاجتماعية والمؤتمرات
والمهرجانات التي تنعقد ما بين فترة واخرى في اصقاع
العالم ما هي الا خطوات حديثة الولادة ما زالت في طور
النمو لا يمكنها ان تعالج قضية تحرير المرأة بالشعارات
والخطب والمظاهرات فهذه الخطوات ما هي الا وسيلة فعالة
يمكن من خلالها القاء الضوء على المعاناة التي تعيشها
المرأة في هذا العصر ولكنها لا تقدم الحلول المناسبة
لقضية تحرير المراة
فالمرأة لا تحتاج الى ندوة تشرح فيها دورها واهميتها في
المجتمع ولا تحتاج الى القاء خطاب ثوري ينقل عبر شاشات
التلفزة العالمية و لاتحتاج الى طائرة اباتشي او الى
صواريخ عابرة للقارات وهي في مواجهة الرجل
الموضوع هنا لا يكمن في استخدام المرأة القوة للحصول على
حقوقها بل يتعدى الموضوع الى مدى اوسع وهنالك جوانب اخرى
خفية غير ملموسة تبحث عن طاولة الحوار
فالمراة بحاجة الى ثورة حقيقية لم يكتب عنها التاريخ ولم
نقرأ عنها في مذكرات العظماء المرأة بحاجة الى ثورة
لغتها المشاعر والاحاسيس لغتها مخاطبة الرجل وجها لوجه
وعلى ارض محايدة بعيدا عن القواعد العسكرية والموانىء
الحربية والمفاعلات النووية المرأة بحاجة الى مساحة
شاسعة من الحرية لكي تستطيع ان تتفجر وتثور كالبركان
والرجل الشرقي بطبيعته رجل قاسي شرس يريد دائما ان يكون
هو البركان
ولا احد يستطيع انكار حقيقة ان الرجل والمرأة متساويان
في الحقوق ولكن الرجل الشرقي دائما يضع المرأة في خانة
الاحكام الواجبة التنفيذ
وباعتبار ان محور دراستي وتخصصي هي الادارة في المنظمة
لدينا نظرية ( القيادة )
في الادارة دائما المدير هو السلطة الاعلى والمروؤس هو
الضحية والرجل هو القائد والمرأة هي المروؤس وما عليها
تنفيذ اوامر السلطة العليا واذا ما فوضت الى المروؤس
مهمة انجاز بعض الاعمال فهذا التفويض يكون بمثابة قرار
روتيني محدود الصلاحيات والمسؤوليات ولكن النظريات
الادارية ثابتة وغير قابلة للدحض وغير قابلة للتغير اما
نظرية قيادة الرجل للمجتمع وترك المرأة في عزلة تامة
وشاملة عن ما يجري في المجتمع فهذه نظرية قابلة للتغير
وقابلة للدحض فالمراة بطبيعتها كائنة لديها طاقات
وامكانيات هائلة اذا ما اتيحت لها الفرصة في اثبات
وجودها وتستطيع ان تكون شعلة ثائرة في مواجهة اعصار
الرجل في كافة مجالات العلم والمعرفة
وهنالك العديد والعديد من النساء اللواتي اثبتن وجودهن
في المجتمع في كافة المجالات ( الاعلام والصحافة –
العلوم المختلفة – الثقافة والادب – السياسة – الرياضة
)….الخ فالمراة بحاجة الى الحرية الحقيقية ولا اقصد هنا
الحرية التي تتجاوز العادات والتقاليد الشرقية ولا نريد
ان تكون المرأة الشرقية امرأة باريسية ولكن الحرية التي
اقصدها هي حرية الرأي وحرية الكلمة وحرية اتخاذ القرار
وحرية التعليم وحرية اثبات وجودها في المجتمع واعتراف
الرجل بأن المرأة النصف الاخر المكمل له .
**************************************
ايفان علي عثمان