دور المراة الهام في ترسيخ الديموقراطية



عماد علي
2009 / 5 / 10

لا اعود الى ما كانت عليه المراة في العصور السابقة في مختلف المجالات ، و ما كانت دورها الفعال الهام في فيما يخص شؤون الحياة ، بحيث فرضت نفسها و طبعت بصمتها بشكل واضح على مسيرة الحياة البشرية ، و باختلاف نسبي من مرحلة لاخرى لظروف متعددة و معقدة متعلقة بكل مرحلة تاريخية ، و هناك من الاسماء لا يمكن نسيانها في جميع الامم .اما بخصوص العصور الحديثة و ما تتضمن من المفاهيم التي تخص كافة نواحي الحياة و بالاخص السياسية و الثقافية و الاقتصادية فللمراة مكانة مهمة في بناء و كمال البنيان الحضاري المدني من خلال المشاركة المؤثرة و تطبيق ما يقدم المعونة و التسهيلات الى المدنية و الحضارة البشرية بعقلانية و فكر تقدمي علماني حداثوي .
مع تقدم الحياة الاجتماعية و ازدياد ضروراتها و اتساع مجال عمل و واجبات السلطات و نظام الحكم وفق كبر مساحة و مجالات السياسة و الفلسفة في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية في العصر الحديث مواكبة مع التقدم التكنولوجي و الاتصالاتي و العلاقات بين الامم، فسح المجال اكثر امام مشاركة كافة الفئات و الشرائح للمجتمع في المجالات المتعددة ، و دخلت المراة العمل في الاختصاصات و المجالات التي كانت حكرا على الرجال فقط لمدة طويلة ، و هذا ما فتح الطريق امام المراة للدخول في الاعمال المتعددة الاوجه و الشائكة و المعقدة و نجحت فيها بما فيها السياسة و ما تتضمنها من الصراعات و المنافسات ، و في المقابل سنحت الفرصة امام مشاركتها بشكل اكثر و اقوى في السلطة و عالم السياسة بشكل عام رغم المعوقات هنا و هناك .
و اعطيت حق المشاركة في تخطيط و تنفيذ و متابعة الاستراتيجيات العامة لسياسة البلدان و في تحقيق الاهداف العامة و المشاركة للحصول على ما يؤمٌن توفير العوامل المساعدة للقضايا المصيرية . و دخلت ساحة تطبيق و تجسيد وترسيخ عملية الديموقراطية و مساحتها المختلفة من منطقة لاخرى و كان لها الدور الهام في توسيع المساحة و الامكانية مع العوامل الثقافية الاقتصادية الاجتماعية العامة للمجتمع .و فرضت نفسها و تمكنت من الحصول على حقوقها بما امتلكت من الامكانية و القدرة و حققت ما هو الطبيعي و كانت البداية مع حصولها على حق التصويت و الترشيح و اختلف زمن و مرحلة تحقيق تلك الاهداف من منطقة لاخرة وفق ظروف كل منطقة او بلد .و على الرغم من تقدم مستوى و ظروف المراة في العديد من البلدان الا ان هذا المستوى اختلف من حيث حقيقة و جوهر التقدم و ايمان الشعوب به و ابتعاد المظهرية و الشكلية عنه من مجتمع لاخر ،كما هو الحال في الدول النامية و الشرق الاوسط بالذات، و التي مازالت في طور لا تحسد عليه نتيجة ما تتصف به المنطقة من الازدواجية في المواقف و تطبيق الافكار وبين المواقف و الافكار و الكلام و العقيدة و التطبيق .و قد نشاهد بعض الحقوق التي تتساوى المراة بها مع الرجل من حيث الاداء فقط دون الوصول الى ما يمكن ان نعتبره تحقيق الاهداف ، و ما موجود على ارض الواقع مغاير لما تتطلبه العملية السياسية و الديموقراطية بشكل خاص ، بحيث تستعمل ما تقوم بها المراة كعامل مساعد و هي من العوامل الحاسمة الرئيسية و محاولة ابقائها في الحاشية على الرغم من كونها العامل الفعال و الرئيسي بكل معنى الكلمة . و ان بحثنا الاسباب لا يمكن ان نستثني ظروف المراة الذاتية كعامل هام و جوهري اضافة الى الظروف الموضوعية المعيقة لعملها و استغلالها كعائق امام تحقيق اهدافها ، و هنا تحتاج المراة و ظروفها الى النخب المثقفة و المنظمات المدنية و العقلية التقدمية المسيرة لتحقيق امنياتها و امالها و اهدافها السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ،و الاهم هو مجاراتها الرجل في كافة المجالات بامكانياتها الذاتية . و عندئذ يمكن ان تشارك في العملية الديموقراطية بشكل جوهري و سليم و به يمكن ترسيخ الديموقراطية في كافة المجالات . و الباب الاوسع و المجال الواسع للعملية الديموقراطية هو الانتخابات و المشاركة الفاعلة للمراة فيها من اجل انجاحها و تحقيق اهدافها السياسية عن طريق ما تعمله بذاتها دون اعاقة مفترضة ، بعد تخصيب الارضية المناسبة التي يجب ان تشارك هي قبل غيرها في توفيرها و ضمان تقدمها ، و هي التي يمكن ان تدفع بالعمليات المختلفة نحو الامام و تمنع ما تعيقها بذاتها .