إرهاب و حجاب….



ليلي عادل
2004 / 4 / 19

بين الحين و الآخر , تضج موجه المناداة بحرية المرأه فنرى الجميع يكتب و تذاع برامج تدعو لتحرير المرأه و منحها حقوقها المستلبه , كأنها موجات لتخدير النساء و طمأنتهن الى أن هناك من يتذكر حقوقهن و أهمية تحرير هذا الكائن المستعبد !
و بذلك لن تكون هناك انتفاضه حقيقيه ضد ما تلقاه المرأه من سوء معامله و دنو المكانه , ولا أريد التجني على الرجال , لكنهم العنصر الأساسي و الأنشط في مثل تلك المناسبات , وكأنها حملات دعائيه فمن يطالب بمساواة المرأه أكثر يحصل على نقاط أعلى ,و لا أنكر أن هناك نساء يشتركن في هذه الحملات , بدراية أو عن جهل ,….وبعد أن ينفض الجمع و ينتهي كل شيء نرى حال المرأه ينجر للأسوأ , و تغدو أكثر تخلفا و أدنى مستوى من ذي قبل.
كل أمرأه تذكر السيده صبيحه الشيخ داود (عفوا"..كل أمرأه مهتمه بقضية المرأه )…لكن من تستطيع أن تفعل كما فعلت هذه السيده التي تحدت مجتمع بأسره و رمت الحجاب و دارت في شوارع بغداد وهي أول حقوقيه كأمرأه عراقيه …من ؟ من نساء اليوم يمكنها أن تقف بوجه مجتمع اليوم ؟ لقد تطابقت المرأه كليا" مع المجتمع و مشت خلف ما يمليه عليها كالأعمى ,دون نقاش , وبمعنى أدق عادت المرأه الى عصر ما قبل صبيحه .
أنظر اليوم من نافذتي فأرى نساء , فتيات ,طفله لم تتجاوز الثالثه زميله لأبنتي في الروضه ,كلهن يرتدين الحجاب , تغيرت معاني الأشياء و صار الحجاب هو دليل الرقي و الشرف و هو مايحمي من حوادث الاختطاف على أيدي عصابة مؤمنه تفرق بين المحجبه و السافره الكافره! الى درجة ان إحدى العضوات في الحزب الشيوعي العراقي من خلال مقابله اذاعيه صرحت انها ترتدي الحجاب و ان شيوعيتها لا تتعارض مع حجابها , هذا يعطي صوره واضحه لما وصلت اليه المرأه العراقيه من أزدواجيه , والرجل العراقي من توهم بأن طالما زوجته أو أبنته أو أخته ملتزمه بالحجاب فهي معصومه عن الخطأ . كل تلك المفاهيم سائده في شوارع العراق اليوم بعد آلاف المؤتمرات و الندوات و المقالات وغيرها من الوسائل الدعائيه للمطالبه بحرية المرأه و مساواتها بالرجل , ماذا سيفعل الرجل لو أنسحبت المرأه تماما من الحياة العامه وتركت الساحه خاليه له مع الأخذ بنظر الاعتبار بأن النساء يمثلن الأغلبيه بالنسبه لسكان العراق ….مجرد تساؤل لا غير ؟؟؟؟؟