مروة .... والمصير المجهول



الاء الجبوري
2009 / 5 / 17

قصة حقيقية لفتاة من المجتمع العراقي لازالت فصولها مستمرة وهي اجابة لمن يسفه حقوق المرأة ويستهزء بهذا المطلب وهي سؤال لاغلب البرمانيات وخاصة الاسلاميات اللواتي يعترضن على ايجاد مراكز للنساء للمعنفات ومروة احداهن ما هو الحل لمشكلة مروة .
مروة فتاة سمراء عيونها سوداء واسعتان سعة حزنها ... جسمها نحيل لم تكتمل ملامح الانوثة فيه كانت طفلة صغيرة في السادس الابتدائي , ذات يوم عادت من المدرسة الى البيت لتجد الكثير من البشر فيه وما ان دخلت تعالت الصرخات بوجها معزية طفولتها التي رحلت مع امها التي انهكها المرض لتترك خلفها مروة وطفلين صغيرين .... ظلت طيلة ايام العزاء جالسة مع اخويها بين المعزيات تتطلع الى وجوه النسوة الحائرة , تتطلع الى تلك الشفقة والعطف التي بدت على نظرات عيونهن فكلما ارادت احدى المعزيات المغادرة توجهت الى مروة لتوصيها على اخويها وانها يجب ان تكون ام لاخويها ويختمن الوصية ببكاء حار ادركت بعد سنين انه بكاء على المصير الذي ينتظرها بعد رحيل امها .
انتهى العزاء ورحل الاقرباء واحدا بعد الاخر والخالات والعمات والاخوال والاعمام انشغلوا بعوائلهم وصارت مروة وحدها في البيت تحاول ان تعمل شيئاً ولكن التذمر بدا اولا على والدها وهو يرى البيت في فوضى رغم محاولات مروة في الطبخ والتنظيف والغسل والعناية بصغيرين الاول ثماني سنوات والاخر عمره ست سنوات .
لم تستمر هذه الفوضى طويلا اذ نادى الاب مروة وقال لها انه سيتزوج وستقوم زوجته الجديدة بادارة البيت وتساعدها في رعاية الصغيرين ...... لم تجب مروة بكلمة واحدة بل فتحت دولابها لتخرج ثوب والدتها من كيس اغلقته باحكام خوفا على رائحة امها ان تتطاير من الثوب , اغمضت عينيها وراحت تشمه .. وتشمه وتقول لها ان امراة اخرى سوف تاتي الى البيت ياأمي ... ابي يقول انها ستساعدني في البيت ولكنني يا أمي خائفة ... انا مشتاقة لك والدنيا من غيرك ليست جميلة ياأمي ..... ؟
ودخلت بيتنا امرأة اخرى ولم يمر شهر حتى بدأت تمارس دور زوجة الاب خاصة بعد ان حملت وبدأت تتذمر مني ومن اخوتي وعندما طلبت من والدي العودة الى المدرسة رفضت هي بشدة وقالت البنت مهما درست وتوظفت فنهايتها الى بيت زوجها ولا داعي للمدرسة ورضخ والدي لها ومنعني من المدرسة فكانت حياتي جحيما مع هذه المراة التي يرضخ لها والدي في كل شيء حتى بدات تضربني وتضرب اخوتي وتفرق بيننا وبين ولديها من ابي, وقررت ان اكرس حياتي لاخوتي ولن اتزوج ابدا وساكون لهما اما, لكن لم اكن اتوقع اني كنت اغرد خارج مارسمته لي اقداري فقد طرق بابي عريسا كان عمره خمس وثلاثين سنة ميسور الحال ويعمل مقاولا , رفضت بشدة رفضت الزواج ولم ارفضه هو بل لم يهمني ان اسئل عن اسمه وشكله وحتى عمره كل ماكان يشغلني اخوتي ولكن ابي لم يصغي لي وقال اني يجب ان اتزوج وزوجته كانت ترغب وتهدد ولكنني بقيت ارفض بل رفضت الذهاب معهم لشراء متطلبات الزواج الى ان جاء يوم المحكمة لعقد القران وهناك هددني والدي بانه سيقتلني اذا رفضت امام القاضي وانه سيزوجني بعقد (سيد ) رغما عني وخرجت من المحكمة وانا متزوجة من رجل يكبرني بعشرين عاما .
لم يمر وقتا طويل حتى حان يوم الزفاف وارتديت ثوب الزفاف الذي بدى فضفاضا على جسدي النحيل الذي لم تبدو علية ملامح الانوثة بوضوح , وبدى المكياج لايناسب وجهي المتعب الذي لازالت فيه الكثير من ملامح الطفولة جلست بين الضيفات اللواتي كن ينظرن الي بشفقة او بسخرية بينما راحت زوجة ابي تتمايل بين المدعوات وكانها ترقص في زفاف ابنتها .كنت حينها كأنني في حلم لم اصحو منه الا عندما ادخلوني الغرفة ودخلت معي زوجة ابي وخالتي وبدأن بشرح الجزأ الاخر الذي ستكون فصوله في هذه الغرفة واخر ماسمعت منهن هذه الجملة كوني قوية ولا تخافي واختتمن التعليمات بان اقدم برهان عذريتي على قماش ابيض ..... وخرجن وتركنني وحدي انظر لنفسي في المرآة كانني نعجة بانتظار القصاب الذي سيريق دمها .

لم انتظر طويلا فقد دخل سامي الغرفة وجلس الى جانبي وبدأ يلاطفني وانا اقول لنفسي انه ضخم جدا وانا نحيلة وناعمة ترى ماذا سيفعل بي ,جرني الى السرير وبدا جولته معي لكنه توقف فجاة وقال لي انه سينام لانه تعب ..... فرحت ان الامر انتهى عند هذا الحد , وفي الصباح طرقت الباب امه وطلبت منه الخروج من الغرفة وعاد لبدأ مافعلة ليلة امس وتوقف وفال انه جائع وظننت ان الامر سهلا اذا كان كذالك ولكن في الجولة الثالثة بدات في الليل ...... انتهى الامر افقدني عذريتي بدون ان يمسني وطلب مني كتمان الامر وقال ان هذا الامر طبيعي بين الازواج . لم استطع اخبار خالتي او حتى زوجة ابي بما فعل زوجي وقد وجدت الامر سهلا اذا استمر هكذا فقط ولكن تغير حاله معي الى الاسوء فقد تركني فريسة سهلة لامه واخته العانس وكانتا يضرباني بقسوة عندما يخرج سامي للعمل مع اوامر لاتنتهي من الطبخ والتنظيف والكنس .... وعندما يعود زوجي الى البيت اشكو له من قسوة امه واخته علي ثم انسى الامر لاتوسل به ان ياخذني الى اهلي لارى اخواني ولكن دموعي وتوسلاتي لاتؤثر به وكأنه حجر, هكذا تتوالى علي الليالي ليلة بعد اخرى ولكن ذات ليلة ايقظني من النوم وكأنه ثور هائج يتقلب على فراش من جمر الى شيء ما لااعرفه اخذني الى ذراعيه بقسوة وحاول ... وحاول فقال لي يجب ان تساعديني وان لم تفعلي سأقتلك الليلة ... ,وعرفت من كلامه وما يطلبه مني اني تزوجت رجلا شاذ لايعاشر النساء , وتذكرت مانصحتني به خالتي وماعلمتني فتسمرت عيني على وجهه الذي سالت ملامحه على بعضها فضاع الانسان فيه , طلب مني ان اقوم باشياء يقف عندها العقل حائرا وتتقزز منه النفس وعندما رفضت تحولت الى كرة يضربها بقدمه وانا اتوسل الله ان يلحقني بامي , استدار بعنف الي ورمى بجسده على ضهري ولكن الالم جعلني افلت من تحته وهربت الى الحمام واقفلت الباب علي وبدا يضرب الباب كالثور الهائج فدخل علي ومرة اخرة تحولت الى كرة بين قدميه ويديه ولم يكتفي بذالك بل كتفني وقص شعري مثل السجناء لاني لم افعل ما اراده مني وهددني ان تحدثت بما دار بيننا فانه سيقتلني , نمت بجانبه ماتبقى من تلك الليلة وفي الساعة الرابعة فجرا قررت الهرب الى بيت ابي فتذكرت الشارع الذي يخلو من المارة في الساعة الخامسة مساء ترى مالذي سيحدث لي لو خرجت الان هل ستقتلني القاعدة ام الملشيات ام الجنود الامريكان فقلت لنفسي ليتهم يقتلوني فخرجت عباءة اسلامية سوداء اللون وانساني الخوف ان اغطي شعري الذي لم يبق منه مايشير الى شعر فتاة , هربت هائمة على وجهي وصرت اركض واركض وانا انتظر الرصاصة التي ستكون افضل من الحياة التي اعيشها لم اخف من شيء كنت انتظر الموت في هذا الظلام والسكون وبعد ساعة صاح بي صوت انطلق من رتل عسكري ارفع يديك الى الاعلى والا نطلق عليك الرصاص فتوقفت ثم تقدموا نحوي وامروني ان اجثو على قدمي فاقتربوا مني فقال احدهم ( هذا ولد صغير ,( شلي يطلعك بهذا اليل انت مخبل ) فقلت لهم اريد ان اموت اقتلوني قفال احدهم هل انت فتاة فقلت نعم هربت من بيت زوجي وانا اعلم اني ساقتل اذا خرجت في هذا الظلام وقرب احدم المصباح من وجهي قفال من الذي فعل بوجهك كل هذا فاجبت انه زوجي القذر وهربت لاذهب الى بيت عمي لياخذني الى بيت ابي . لم يتركوني وحيدة اخذوني هم الى بيت عمي الذي اخذني الى بيت ابي وهناك حملني هو وزوجته السبب الرئيس في هربي من البيت فقلت لزوجة ابي ماحصل فقالت ان اكذب لكي اترك زوجي اخبرت عمي عما جرى ولكنه اقتنع براي زوجة ابي التي كانت تردد اني كنت ارفضه قبل الزواج وهذه حجج وافتراءات, فاتفقوا على ان يرجعوني الى زوجي بعد مدة بل اخذني عمي ولم اكد اشبع قلبي من الشوق الى اخوتي وها انا انتظر العودة الى السجن والتعذيب فقولي لي ايتها الصحفية ماذا افعل هل انتحر لتكون اخرتي جهنم ام اهرب من الكل من اهلي وزوجي وحينها يقتلوني غسلا للعار ,ماذا افعل وانا لااملك غير هذين الطريقين لاني لااعرف اين اشتكي عليهم لتحميني الحكومة منهم ؟؟ ماذا افعل ....؟ انهت مروة حديثها وهي تنعى حظها وتنتحب اه يمة ليش خليتيني ورحتي ... تعالي لي يمة اوف يمة .......

كان من الممكن تجنب ماحدث لمروة لو كان هناك قرار يحاسب الاباء على ترك ابناءهم الدراسة بعقوبات قانونية اوغرامات مالية تستوفيها الدولة كمستتحقات مالية صرفتها الدولة على الطالب حتى تركه الدراسة ,كذالك لو ان قانون منع الزواج المبكر مفعل لما عقد قرانها وهي لازالت صغيرة ورافضة للزواج ولكن حدث ماحدث والحل يكمن في ايجاد مراكز ايواء المعنفات من امثال مروة عندما رفض اهلها الاستماع لها وحل مشكلتها ولكن هذا المقترحطرحته على احدى البرلمانيات من الكتل الاسلامية فقالت بان مراكز ايواء المعنفات تخالف الاعراف والتقاليد وان المرأة التي تلجأ الى هذه المراكز ستخر اكثر مما تربح لانها ستوصم بالعار !!!!