هل حُكِمَ عليها حَمل الهُموم وتَقديم التضحيات فقط !! أين طموح المرأة العراقية المبدعة وأين أحلامها ؟!!



إبتهال بليبل
2009 / 5 / 18

•هل هو معطل ومتى يتم تصليحهُ ؟
•المرأة الموظفة لا تمتلك الوقت الكافي للتفكير في طموحاتها ..
•تخدم أسرتها ومجتمعها بدلاً من الشجار السافر أو المستتر ...
دائما ما تَجلس في العتمة رغم شروق الشمس ، فغيوم همومها جعلت الضوء خافت ، والى أن تصل خيوطه إلى أرضها يكون قد ألتفت عليه تلك الرياح المغبرة الساخنة فلا تتضح الرؤيا لتبدوا العتمة أصح تعبيراً عن حال المرأة العراقية وهي تفتقد ذاك الطموح في الحياة .. حقيقة من متابعتي لبرنامج لعبة الحياة من على شاشة قناة البغدادية والذي هو من تقديم وأعداد الإعلامية الراقية رؤى البزر كان ، عرضت في فقرة خاصة بالبرنامج تسمى أشرا قات لحالة وَجَدتها بصراحة غاية في الإبداع الحضاري تحكي عن سيدة مصرية وتدعى ( كرم يوسف ) في محاولة منها لجعل المرأة بصيغة جديدة تخترق الكثير من الجوانب في أقامة مكتبة بشكل غير معتاد عليه في الساحة الثقافية العربية ولنقل أنه كمقهى أو مكان متسع يحتوي على رفوف ممتلئ بالكتب القيمة بعضها مخصص للبيع والآخر للمطالعة في جو مناسب تتوفر فيه كافة مستلزمات الراحة المختلفة ، فيدخل الفرد إليها سواء أكان رجل أو امرأة محاولاً أخذ جانباً للراحة واقتناء كوب من القهوة وبعض الأطعمة الخفيفة ليفاجئ بذاك الكم الهائل من الكتب فيكون مضطراً بالإمساك بأحدها وتصفحهُ ، من هنا باتت هذه الفكرة تحز في نفسي وأقول أين طموح المرأة العراقية المبدعة وأين أحلامها ؟؟ هل حُكم عليها حمل الهموم وتقديم التضحيات فقط ؟؟ وأن كان فالوقت اليوم أفضل من السابق ، إذاً لماذا لم نجد ذلك الطموح اليوم ، هل هو معطل ومتى يتم تصليحهُ ؟ طموح المرأة قد يتعارض مع الكثير من التقاليد والأعراف هذا كان عن رأي الكثيرين ، فالمجتمع والواقع الاقتصادي والمعنوي وحتى السياسي له أثر كبير في خلق أو طمس طموح المرأة.

المرأة تتناسى أدوارها في الحياة

كان لقائنا الأول مع الآء عدنان / مدرسة لتحدثنا بالقول " أين يكمن هذا الطموح الذي نتحدث عنهُ والمرأة مشغولة في كيفية تدبير وضعها ، فأن كانت ربة بيت نجد شغلها الشاغل أمور البيت وهموم الأبناء حتى نرى أن المرأة عند زواجها تَقتل ما لديها من طموح وأحلام لا لسبب فقط لأنها مؤمنة أن الحياة تتوقف عند تحقيق الزواج وبعد الزواج تكور روحها وتكرس حياتها كمربية وخادمة لنقل بصريح العبارة وتتناسى أن دورها لا يكمن فقط في هذه الأمور بل وَجَب التفكير في كيفية تطوير النفس وتحقيق الأحلام حتى لو كانت هناك مصاعب ، وتتابع حديثها أما المرأة الموظفة فهي لا تمتلك الوقت الكافي للتفكير في طموحاتها تكفيها مشاكل وظيفتها وصعوبة الحياة إضافة إلى مسؤوليات الأسرة والزوج "

حياتنا حافلة بالمنغصات

د. أحلام قاسم / أستاذة جامعية تقول " أن أهم شيء في حياتي الآن هو تطوير طموحاتي وتحقيقها في مجال عملي وهذا طموحي كوني أعمل ، والذي يساعدني في ذلك المطالعة والبحث عن الجديد دائماً ، لذلك نجد المرأة العاملة تنصب طموحاتها في عملها ، لكن المرأة الغير عاملة تفتقد إلى الطموح وحياتها روتينية وغير منتجة ، في ظروفنا الاجتماعية الحاضرة تحتاج كل امرأة منا أن تكون لها طموحات تبغي في تحقيقها أولاً لأن حياتنا حافلة بما ينغص ويبعث على توترات وكهموم مختلفة وكثيرة ، الطموح في الحياة يخفف ويعيد اتزاننا الشخصي ونجد في حياتنا كل يوم انتصارا وحماسة ، وثانياً لكي ترتقي المرأة بتحقيق طموحاتها وتمارسها كأن تتعلم فناً أو أي مهارة أخرى تحرك ذكائها وفكرها وتحول دون التفكير أو الوقوع في العادات السيئة أو كل ما يهمش دورها في الحياة "

طموح المرأة يخلق الأجيال الواعدة

أما وليد ألمرشدي / موظف قال " لماذا لا تفكر المرأة سواء أكانت ربة بيت أو موظفة بالبحث عن أمر أو قضية تخدمها وتخدم أسرتها ومجتمعها بدلاً من الشجار السافر أو المستتر والبحث عن مواضيع القيل والقال التي لا تنفع في تقويمها في كونها جزء من مجتمع يحتاجها كما يحتاج إلى الرجل للنهوض به ، الطموح يتولد في الأمل في الحياة وعدم اليأس يتولد من الشعور في المسؤولية ، الطموح صفة جليلة في الإنسان وعظيمة الغايات ، والإصرار على تحقيق أي أمر نرغب فيه يدخل ضمن دائرة الطموح ، النجاح ، والسعادة تتولد من خلال طموحاتنا وسعينا لتحقيقها ، أما البحث في القضايا التافهة التي لا تقدم ولا تأخر شيئاً سوى خلق المشاكل سيتعبنا ويتعب ويضيع حياتنا ، ويضيف وليد ، أرجوا تذكير المرأة بصورة عامة أن طموحها يخلق الأجيال الواعدة والطموح يبني البلد ويطورها ويجعل لها مكانة مرموقة في المجتمع "

بعض النساء تحتاج إلى النصيحة

يقول عبد الله " المرأة العراقية مبدعة ولديها الكثير من الطموحات ولكن الظروف التي مرت بها جعلت من ضوئها يخفت ، يجب أن لا نلومها أو لا نحاول اتهامها بأنها فاقدة للطموح وحتماً هناك نساء برزن على الساحة بالكثير من المجالات ونجحن وتفوقن ، نحب اليوم أن نذكر تلك المرأة التي لا تلتفت للطموح والنجاح وهمها في الحياة هو الأكل والنوم وباقي الأمور التي لا تعد كونها لإدامة حياتها دون التفكير في كيفية تطوير النفس والشخصية ، فعلا هذا النوع من النساء يحتاج إلى النصيحة والآخذ بيدها لكي تطور نفسها وتفكيرها ، ويتابع أما عن وسائل الأعلام فهي فرصة كبيرة ومتاحة للمرأة لكي ترى ما تسير عليه المبدعات في كل مكان ، أنصح المرأة في محاولة منها بتطوير ذاتها وفكرها وخلق الطموح لخدمة الجميع "

قمع طموح المرأة

وتفسر مها العزاوي / باحثة اجتماعية ، هذه الحالة بالقول " أن نظرة المجتمع تؤثر على طموح المرأة بصورة عامة فهي لا تشجع النساء في تحقيق طموحهن وجعل المرأة الطموحة دائمة الشعور بأنها مختلفة عن باقي النساء وأنها تمتلك علاقة الخروج من الأدوار التقليدية للجنسين من ناحية الشخصية أو المناخ الثقافي ، المرأة التي تحاول تحقيق ذاتها أكاديميا ومهنيا هي أكثر عرضة عن غيرهن من النساء بالانتقاد اللاذع والقاسي ، وعلى الرغم من إنها غير حضارية ولا تمثل واقع العصرنة الحالي إلا إنها باقية وغير زائلة في المجتمع ودائما ما ينظر للمرأة كصورة لجسد ، هذه النظرة كان لها دور كبير في الحد من طموح المرأة وأن واجبنا عكس هذا الاتجاه لتحقيق الكثير من القضايا التي تسعى المرأة إلى تحقيقها ، ولكن كيف نحقق مساواتها مع الرجل في كافة المجالات لنجد أن قمع طموح المرأة من قبل المجتمع والعادات والتقاليد والأعراف أحد أهم المعوقات التي تقف في مسيرة تحقيق أهدافها "