يسألونني...متى أكف عن المطالبة بحقوق المرأة السعودية؟



وجيهة الحويدر
2009 / 5 / 19

كثير ما وُجه إلي سؤالا من نساء ورجال متى سأكف عن المطالبة بحقوق المرأة السعودية، حيث ان النساء السعوديات "بخير"، خاصة مع ظهور بوادر هنا وهناك، تـُبين انه ثمة اهتمام وان كان بسيطاً جدا بتحريك ملف قضايا المرأة السعودية، واطفاء بعض الرتوش التجميلية على وضعها المثير للشفقة مرات، والتعجب مرات أخرى.

وكي لا أجابه بسؤال مثل ذلك أو يجابهن به غيري من الحقوقيين الذين يحملون نفس الهم، وجدت أن أوضح أمرا من اجل أن يصل لأذهان الجميع, وذلك من خلال عكس صورة الواقع الذي نحن نعيشه، وقلب الأدوار بين المرأة والرجل، ومن بعدها ربما تتضح الغاية من المطالبة من تحسين أوضاع النساء السعوديات في جميع مناحي الحياة:

سأكف عن المطالبة بحقوق المرأة السعودية :

-حين أرى نساء سعوديات غير مؤهلات يتبوأن مناصب عليا من حاكمة أو وزيرة، أو سفيرة، أو رئيسة وزراء أوعضوة مجلس الشورى أو حاكمة منطقة، وغيرها من المناصب السياسية العليا لمجرد أن لديهن الصلات والعلاقات الخاصة الفئوية والدم القبلي.

-حين ارى أن المحاكم تديرها نساء سعوديات، ولا يُسمح للرجال السعوديين بمزاولة أية مهنة فيها، ولا يحق للرجال تمثيل انفسهم الا من خلال امرأة تكون ولية ووصية عليهم وعلى جميع شؤونهم. وبشرط ان لا يدخلون الرجال قاعة المحكمة الا بأمر من القاضية، ويأتي الرجل مجهول الشخصية ومغطى تماما بالسواد من الرأس إلى أخمص القدمين، ولا ينطق بكلمة الا بأمر من وليته ووصيته. ولا تُحسب شهادته الا اذا كانت مقرونة بشهادة رجل آخر.

-حين أرى رجال سعوديين متنفذين يظلون أسماء "لامعة" لأن همومهم تحوم حول فتح معارض خيرية او فنية او خاصة بالأزياء، بينما أخواتهن النساء أخبارهن تتصدر الصحف في ارساء مشاريع حيوية ومهمة، وإصدار قرارات مصيرية من اجل تطوير أوضاع البلد وتحسينها.

-حين أرى الرجل السعودي لا يتزوج ولا يطلق ولا يعمل ولا يدرس ولا يسافر ولا يتعالج ولا يتخذ اي قرار له خاص او عام ، ولا يخرج حتى من البيت سوى حين تسمح له المرأة المتكفلة به من المهد الى اللحد.

-حين يشعر الرجل السعودي بالخوف طوال حياته، لان بإمكان زوجته ان تستبدله او تضيف اليه رجل آخر عن طريق متعة او مسيار أو زواج ثاني لتلبية نزوات المرأة، وتسمي المرأة ذلك الظلم انه شرع الله.

- حين أرى امرأة سعودية تنهي حياة رجل سعودي ناجح بحرمانه من عمله بورقة.

- حين أرى رجال سعوديين بالغين راشدين عاقلين يجرجرون إلى مراكز شرطة المرور حين يقودون سيارتهم، ولا يـُفرج عنهم سوى بتعهد من ولية الأمر، بحيث لا يرتكبون تلك الفعلة مرة اخرى.

- حين تكون الوظائف في معظم الدوائر الحكومية والمؤسسات والشركات والبنوك حكرا للنساء السعوديات، ولا يُسمح للرجال السعوديين بدخول المباني فيها لاي سبب من الاسباب.

-حين يُسجن الرجل السعودي الراشد لارتكابه اية جريمة، وتنتهي مدة سجنه لكن لا يُسمح له بالخروج من الحبس سوى بموافقة المرأة التي هي ولية امره. وحين ترفض ولية الأمر استلامه، يبقى الرجل لسنوات طويلة مسجونا بدون ان يهتم احد لاخراجه.

-حين يُحرم الرجل السعودي من معظم الوظائف في القطاع العام والخاص، بحجة الاختلاط، او لانه لا يعيل، او لكونه مخلوق ضعيف ولا يتحمل مصاعب العمل، وتصل نسبة البطالة بينهم اكثر من 80% وتعد اكبر نسبة بطالة بين الرجال في العالم.

-حين ترتدي المرأة السعودية ملابس بيضاء مريحة، بينما يُـجبر الرجل السعودي على لبس وشاح اسود، وقفازات سواد، ورداء اسود يحوله الى كتلة سوداء، ويمشي تحت الشمس الحارقة التي تصهر الحديد، ويُسلط عليه نساء جبارات شرسات يطاردونه ويراقبون تحركاته باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكي يُـدرك الرجل أن له مكانين في هذه الدنيا البيت والقبر.

-حين يُمنع الصغار الذكور من مزوالة الرياضة في المدراس ، ويحرمون من أن يربوا أجساد صحية، ويُمنعون من أن يكونوا نجوم رياضيين عالميين.

-حين تستولي النساء السعوديات على جميع وظائف مراكز التسوق، وحتى وظائف محلات الملابس الداخلية الرجالية تعمل فيها نساء، وتعرض البضاعة على الرجال بكل بجاحة وقلة حياء.

-حين يُمنع رجال الأعمال السعوديين من القيام بأعمالهم سوى من خلال كفيلة سعودية.

-حين يٌحرم الرجل السعودي من التصويت والانتخاب في المجالس البلدية.

-حين تحصل المرأة السعودية على ضعف ما يحصل عليه الرجل من المال من ورث والدها، حتى لو كانت امرأة ثرية، وتمتلك أموال طائلة، واخيها فقيرا مدقع.

-حين يُسمح للمرأة السعودية بتطليق الرجل وطرده من البيت وحرمانه من صغاره، وجلب زوج آخر اصغر سنا منه ليحل بديلا عنه.

-حين يتزوج الرجل السعودي من امرأة غير سعودية، وتُحرم زوجته وأبناءه من اقتناء الجنسية السعودية، ويُعاملون كأجانب، ويُحرمون من جميع الحقوق كمواطنين، بالرغم من أن والدهم سعودي وعاشوا طوال حياتهم في السعودية.

-حين يستلم المعلم السعودي راتبا اقل من المعلمة السعودية ومميزات اقل.

-حين يُمنع الرجل السعودي من دخول مؤسسة علمية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولا يُسمح له بالعمل او الدراسة فيها، ويمنع من دراسة تخصصات الهندسية والمجالات التي تتطلب عمل ميداني.

-حين تُـقام دورات رياضية للنساء السعوديات فقط، وتكب عليهن ملايين الريالات لنشاطهم الرياضي، ويُحرم الرجال السعوديين من جميع الفعاليات لكونهم رجال.

-حين يستولي النساء السعوديات على جميع مناحي الحياة الثقافية والاعلامية، ولا يُسمح سوى بفئة قليلة من الرجال السعوديين يعملون على بنود أجور او بند المتعاونين.

-حين لا يُسمح للرجل السعودي الراشد بالدراسة في الخارج سوى بصحبة ولية أمره.

-حين تتخذ وزيرة قرارا قد يساعد على التقليل من القهر على الرجل السعودي، لكن لا يتم تنفيذه خوفا من ردة فعل المؤسسة الدينية النسائية، وهيئة كبريات العالمات.

- حين تخرج امرأة دين سعودية في جميع وسائل الأعلام الحكومية تجيز ضرب الرجل وصفعه من اجل تهذيبه ومعظم النساء يؤيدنها.

-حين يصبح 96% من حالات العنف تسبب فيها نساء ضد رجال.

-حين يكمن الشرف في جسد الرجل، ويتعرض للعنف والقتل إذا مسَت امرأة جسده.

-حين تستولي النساء السعوديات على جميع المنابر الدينية وتستخدمها لقهر الرجل وزيادة التضييق عليه، وتطالب بحرمانه من حقوقه الأساسية وحرياته الشخصية باسم الدين.

-حين تفتي امرأة دين سعودية بجواز زواج الطفل الذكر ذو التسع سنوات لامرأة مسنة طالما يتحمل ذلك الطفل الوطء ، ويوافقونها النساء في تلك الفتوى.

-حين تقوم المرأة السعودية بتطليق اخيها بحجة عدم تكافيء النسب وتشرد اسرته وتسجنه في دار الرعاية بحكم من المحكمة .

-حين تـُنشر في المجتمع السعودي من خلال أجهزة التعليم ووسائل الأعلام ثقافة النظرة الدونية عن الرجل ، ويتهم الرجل الراشد بأنه ناقص عقل ودين، ولا خير في امة وليت أمرها لرجل.

بالطبع كل ما ذُكر مسبقا هو ظلم افتراضي على الرجل السعودي، لكنه واقعي على المرأة السعودية، وكون الظلم بكل أشكاله مرفوضا جملة وتفصيلا، لذلك الحل لا يكمن في قهر الرجل بل في رفع القهر عن المرأة، وسيكف الجميع عن طرح ذلك السؤال حين نرى الجميع نساء ورجال يمتلكون حق المواطنة كاملا، ويكونون سواسية أمام القانون كأسنان المشط.