ضرب المراة بين ظلم الجاهليه وعدل الاسلام



طلعت خيري
2009 / 5 / 19

وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً{32} وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً{33} الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً{34} وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً{35}

اخذ المشكيكون بخصوص كلمة ( واضربوهن) ليوهموا الناس على انه اعتداء الرجل على زوجته واهأنتها... ويعتبرون هذه الكلمه خلل واضحا في عدالة الله سبحانه وان هولاء الظالين لا ينظرون الا بنظرة الفساد ولذلك قد اصم الله واعمى ابصارهم.. ان وجود هذه الكلمه وهي اسلوب اخر للاصلاح بخصوص طاعة الله بعد ان عرض الله عدد من الخيارات المطروحه ان يطبقها الرجل على زوجته وجعل الالية ضربها اخر الحلول المطروحه وان هذا الضرب ليس نتيجة خلاف الرجل مع زوجته انما اعتراض الزوجه على قانون التريكات وتقسيم الميراث....
ان الله سبحانه يريد من هذا التشريع ان ترجع الزوجة الى الحضيره الاسريه بعد ان نشزت من زوجها واطفالها اعتراضا على ما انزل في خصوص توزيع الميراث والتركات ولو امر الله الزوج بضرب زوجته لوقع الطلاق فعلا ... وسوف نقوم باذن الله بفك شفرة هذا الاشتباه ليعلم الذين في قلوبهم مرض والمنافقين ان الله هو الحق ومن دونه الباطل
ان مجموعة هذه الايات تتكلم عن توزيع الميراث على النساء بعد ان تدنى نصيب الزوجه من الميراث في الاسلام... بعد ان كان نصيبها النصف حسب قانون توزيع التركات في الجاهليه حيث اصبح نصيبها الربع اذا لم يكن لهن ولد .. واذا كان لهن ولد فلهن الثمن مما ترك الزوج صنفت مجموعة هذه الايات النساء ثلاث اصناف
1-الصنف الاول .. ظهر الصنف الاول من النساء بعد نزول ايات تقيسيم التركات او الميراث وظهر اعتراضهن (بامنيه) اي يتمنون ان ينالوا بما كتب الله نصيبا للرجل من نصيبه في التركات... حيث قال الله للذكر مثل حظ الانثين ..
... وهنا ظهرت امنية بعض النساء بزيادة نصيبهن من الميراث وهو من باب الحسد بما فضل الله بزيادة حصة الرجل... ولقد رفض الله هذا التمني على اعتقاد منهن ان الله سوف يستجب لهن عن امنيتهن بالدعاء من خلال تغير التنزيل... ولاكن الله طلب منهن ان يسالوا الله من فضله اي انه يزيد عليهن الرزق ويزيد عليهن من فضل الله ان هداهن للايمان .. وان الله عليما بما ينتفع من هذا التقسيم حسب المسؤليه الملقات على عاتق الانسان الوارث سواء ان كان ذكر او انثى
قال الله
وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً{32}
اراد الله سبحانه ان يبين السبب الذي جعل نصيب الرجل اكثر من نصيب المراه في الميراث؟؟؟؟؟ حتى يقنع الله معشر النساء لابد ان يبين الله سبحانه( العله) من هذه الموازنه والاختلاف في الميراث ... السبب ؟؟؟ ان الله قد جعل لكل وارث موالي اي اتباع ينفق عليهم من ميراثه ... اي عندما جعل للرجل مثل حظ الانثين اي ان الرجل له موالي اي اتباع يتولى رعايتهم وهم اطفاله وزوجته وهذا يعني ان مستوى المسؤليه عند الرجل تفوق المسؤليه عند المراة فهو يحتاج الى المال اكثر من المراه التي تكون في بيت زوجها وينفق عليها زوجها مع اطفالها.. هناك عقد يعقده الرجل مع رجل اخر من اقاربه او غير اقاربه على ان يعطيه من ميراثه حسب اتفاقيات ترتبط بينهما حسب تتطلبه المصلحه الاقتصاديه والاسريه بالاضافه.. الى ان هناك عقود قد ابرامها الرجل في حياته كعقد ايجار البيت او المحل وما يترتب على تلك العقود السداد السنوي لها.. فان الله يشهد بما يتحمل الرجل من اعباء الحياة والله على كل شيئ شهيد
وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً{33}
2- وهنا يظهر الصنف الثاني من النساء .. بعد ان بين الله الاسباب التي جعل فيها نصيب الرجل اكبر من نصيب المراة وبين الالتزامات المترتبه على الرجل او التي عقدها مع اشخاص اخرين وجميعها تصب في تبريرات ان مسؤلية الرجل اكبر من مسؤلية المراة .. وفق تلك المسؤليه( قوم) الله الرجال على النساء بزيادة نصيب الرجال على النساء... بما فضل الله عليهم من اموال التركات وجعل السبب ؟؟ بان يكون الرجال قوامون على النساء هو تحمل الرجل مسؤلية الانفاق من اموال تلك التركات .. لتكون( مسؤلية الانفاق )هي وحدة القياس اوالتقويم التي جعلت الرجال قوامون على النساء ..ويظهر هنا الصنف الثاني من النساء هن الصالحات الاتي لم يعترضن على ايات التركات ..(قانتات اي ساكتات) لم يعترضن (حافضات..طاعات) للتنزيل بما حفظ الله.. بما سيطر على خلقه من خلال هدايته الخلقيه ليكون هذا التقسيم اعدل لسائر الخليقة
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ
3- وهنا يظهر الصنف الثالث من النساء وهوالصنف المعارض لتقسيم التركات السبب ؟؟؟ كان اهل الجاهليه يقسمون الميراث مناصفتا بين الزوجه والابناء.. وعلى هذا الاتفاق تزوجن الكثير من النساء في الجاهليه على ان يحصلن نصف ما ترك ازواجهن.. ففي التقسيم الذي اقره الاسلام اختلف ميراث الزوجه مما ادى الى نشوز الكثير منهن عن ازواجهن
ان الزوجة ترث زوجها بنسبة الثمن اذا كان لهن ولد واذا لم يكن لهن ولد فلهن الربع ... ونتيجة هذا التقسيم وتدني نصيب الزوجه في الميراث مما ادى الى معارضة الكثير من الزوجات قانون تقسيم التركات.. ان الله لم يستجيب بمطالب النساء وهن يردن ان يغيرن شرع الله وعدله بما يشتهين ويرغبن بما في انفسهن... انما امر الله سبحانه بمعالجة الموقف بالامور التاليه..
الاسلوب الاول .. الوعض .. وهو تبين حكم الله في هذا التقسيم وانه لايريد ان ينتقص من قيمة النساء انما يريد الله العدل منه .. فان قسم من النساء رجعن عن المعارضه بهذا الاسلوب ...
الاسلوب الثاني.. في حالة استمرار الزوجه بالمعارضة على التقسيم على الزوج هجر الزوجة في المضاجع وتركها من اجل العدول عن هذه المعارضه .. ربما يكون هذا الاسلوب الاكثر تاثيرا من الاول

الاسلوب الثالث.. ضرب المراة.. وهنا انتهى دور الرجل في الاصلاح ولو امر الله الرجل بضرب الزوجه في هذا الضرف لوقع الطلاق فعلا.. ليس زوجها الذي يضربها انما والدها او اخواها او من يكون وليها او مسؤل عنها ... فان طاعة الزوجه زوجها ولم تعترض على امر الله في مانزل بخصوص التقسيم فلم يكن لكم عليهن سبيلا ان تهجروهن او تضربهن
وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً{34}

والدليل ان المراة ليس زوجها الذي يضربها انما والدها او اخوها او وليها .. لانها في حالة انفصالها ونشوزها عن بيت زوجها سوف يكون وجودها في بيت اهلها او ابيها او احدا من اقاربها هو الذي يضربها... بعد فشل كل المحاولات من اجل استرجاعها الى بيت زوجها وفي حالة ان الضرب قد فشل ايضا يضع الله سبحانه الاليه من اجل استرجاع الزوجه حتى لو يعطى لها نصيبا من المال
وان خاف اهل الزوجين من ان تتدهور الامور وتصل الى الطلاق او الانفصال ياتمرون اهل المشورة والحكمة من اهل الزوجين ...فان كان هناك نيه للتراضي ولاصلاح يوفق الله بينهما ان كان اختلافهما على قضية الميراث يقرر المؤتمرون الاصلاح حتى لو يدفعون لها مبلغا ماليا مقابل رجوعها.. وان كانت هناك مشاكل اخرى غير مشكلة التقسيم ..تحل حسب ما يراه المؤتمرون.. ان الله كان عليما بما وصل اليه الحال وخبيرا بخلق الانسان.. كيف لا وهو خلقه وهو يعلم بسلوكيه التي يسايسها من خلال التنزيل
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً{35}

ان الله سبحانه امر بضرب الزوجه التي اعترضت على حكم الله واعترضت على ما وضع الله لها من حلول ..وقد تجاهلت امر مصيرها يوم القيامه.. لان الله سبحانه امر بطاعته وبتطبيق التنزيل ومن عارضه فهذا مصيره...
قال الله
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{13} وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ{14}
ان مجموعة هذه الايات لاتعمل في وقتنا الحاضرالسبب ؟؟؟؟ لانه لايوجد اعتراض على تقسيم التركات من ناحيه.. ومن ناحية اخرى لانها عالجة مشكله حصلت سابقا بسبب الاختلاف بين تشريع الجاهليه وفترة التغير الى الاسلام تم معالجة هذه الاشكاليات بين حدود ما انزل الله وميراث الزوجه.. ولا تزال الكثير من الدول الاسلاميه تعمل بموجب تشريع الحقوق المدينه والشخصيه في مجال التركات والميراث وفق الضوابط التي انزلها الله
ان مجموعة هذه الايات لاعلاقة لها بتاديب الزوجه من خلال الضرب ولا تعالج المشاكل الأسرية الناتجه عن اختلاف الزوجين ولا تدعو الى ضرب الزوجه من اجل اطاعة زوجها