عن المرأة – من الكويت لاستراليا .



صلاح الدين محسن
2009 / 5 / 19

ابتهجت الاوساط الحقوقية ، والثقافية الحضرية لخبر انتصار المرأة في الكويت . وتمكنها من تثبيت حق متواضع . بذل أعداء العصر جهودا لمنع وصول ذاك الحق البسيط اليها . في الانتخابات البرلمانية الكويتية الأخيرة . ولكن خابت مساعي أعداء النور والحرية والعصرية .
ونضيف صوتنا لاصوات من زفوا التهاني للمرأة الكويتية .
ولننتقل للحديث عن المراة الاسترالية .

" معاش الأمومة " باستراليا
قرات منذ حوالي خمس سنوات . خبرا صحفيا . عرفت منه ان استراليا تصرف للمرأة معاشا خاصا اسمه " معاش أمومة " ..
كان الخبر يتكلم عن نائب بالبرلمان الاسترالي . وقف ليقول أن هناك نساء لم ينجبن طفلا واحدا . ومع ذلك يحصلن علي " معاش الأمومة .. " ..
فماذا كان الرد ؟؟
هاج زملاؤه النواب عليه . واستنكروا ما قاله . أشد الاستنكار.
رحت اتأمل الخبر .. وأفكر في هذا الأمر الذي لم نسمع عنه ببلادنا التي يزعم الزاعمون بأن المرأة عندنا قد حصلت علي كل حقوقها ! . بل ويطالبون باستعادة مزيد . حصلت عليه بدون وجه حق (!) . فمن أين لها هذا ؟!
سألت نفسي : لماذا يعطون المرأة في استراليا " معاش أمومة " ؟!
فرأيت هذا السؤال لا يحتاج لاجابة أو تفكير . فالكل يعلم بما تقدمه الأمهات من تعب في حمل وولادة وارضاع وتربية .. هذا معروف . ويجب الانتباه ومنحها هذا الحق الذي من الظلم الا تحصل عليه .

ولكن لماذا أعطوا باستراليا " معاش أمومة " لكل امرأة . حتي ومن لم ينجبن ؟!

لم أفكر طويلا لأجد الاجابة . فسرعان ما رأيت أن المرأة حتي وان لم تنجب لأي سبب فسيولوجي أو بيولوجي . أو حتي اجتماعي . فانها أيضا تستحق معاش أمومة . هذا ما توصلت اليه بقليل من التفكير . فلماذا ؟

لأن كل امراة وان لم تنجب ، وان لم تتزوج . فهي تعيش آلاما شهرية ولمدة حوالي 30 ثلاثين سنة .. وهذا من لوازم الأمومة .. سواء تحققت الامومة ، وسواء لم تتحقق – بدون رغبتها أو برغبتها . لذا فهي تستحق التعويض عن ذاك الالم والشقاء – لمدة 30 سنة - بسبب الحكم الطبيعي عليها بالامومة ب 30 سنة تتحمل فيها شكلا من أشكال معاناة الامومة – الدورة الشهرية ..
والمراة تمارس الأمومة كعطاء من الحب والحنان سواء أنجبت ام لم تنجب .. ! فهي بطبيعة الامومة بداخلها تحب الاطفال ، تحنو عليهم ، تغمرهم بدفء الحب الأمومي اللازم لينمو الاطفال فيه ليكبروا يحملون معهم الحب والرحمة الانسانية .
جلست ذات مرة . في احدي الادارات العامة - مونتريال - . منتظرا دوري مع المنتظرين لقضاء مصالحهم مع تلك الادارة . وكانت توجد صفوف كثيرة ممتدة من المقاعد . كل ينتظر دوره . دحلت سيدة تحمل طفلا عمره عام واحد تقريبا ..
فلاحظت ان كل النساء يتسابقن علي ملاعبته وملاطفته واضحاكه .. هذه تشير له بيدها من بعيد فيضحك ، وتلك تهز له رأسها فيبتسم . وثالثة تصفق له بهدؤ علي يديها فيرقص فرحا ، ورابعة ، وخامسة ، وسادسة . . . لم يقع عين امرأة علي ذاك الطفل الا وشاركت في ملاعبته ومداعبته واضحاكه واسعاده .. حتي الطفلة ذات السبع سنوات . تكمن بداخلها الامومة فكانت تفعل نفس ما تفعله أمومة النسوة الكبار ..
كل هذا يحتاجه الطفل ليكبر انسانا .. سويا مملؤا بحب الناس ومحبا للسلام وحب الآخرين ..
كم رجلا رأيته يشارك في مداعبة ذاك الطفل واضحاكه وادخال السرور علي قلبه ؟
لا اتذكر رجلا قد شارك ....
انها المرأة .. هي الأم ، والامومة ، الحب والحنان ، والدفء الانساني .
المرأة .. تواجدها ضروري . في كل مكان ، وفي كل ميدان . من البرلمان ، للحقل ، للمصنع ، للمعمل ، والسيارة ، والطائرة ، ومؤسسات رئاسات الدول . لكي يرفرف في حياتنا الحب والرحمة والدفء الانساني .