ردا علي تعقيبي علي مقالة المرأة المسلمه



سهام فوزي
2009 / 5 / 21

في مقالةبعنوان المراة المسلمة نشرها الأستاذ الكريم شامل تكلم عن المرأة المسلمة والتي تقبل بما يحدث لها ورددت علي تلك المقاله وقلت العله ليست في الدين ولكن العلة في نصوص استخدمها المجتمع وبرزها وجعلها دستور حياة ولو تركت هذه النصوص ولم يتم التركيز عليها لتناساها الناس وقلت أيضا أن هذه النصوص قد فسرت من قبل الكثير من الفقهاء الذين فسروها كما فهموها أو لنقل أرادوا أن يفهموها وتم التمسك بهذه التفسيرات علي الرغم من وجود تفسيرات تقدم وجهة نظر مخالفة تماما واتمني ممن يريد الاطلاع اكثر في هذا الموضوع أن يرجع إلي كتاب جمال البنا عن الحجاب ويكتشف ان هناك الكثير لم يقله من ذكرتم من الفقهاء الذين كثيرا ما نغفل انهم بشر يتأثرون مهما كانوا بالبيئة التي نشأوا فيها وفي دراسة رائعه واعتذر حقا بأني نسيت اسم الباحثة بعنوان الإستبداد السياسي قدمت هذه الباحثة أسباب انتشار الأستبداد السياسي وكان من ضمنها موقف المفكرين والفقهاء الذين اصدروا فتاويهم لتبرير أوضاع قائمة وللترويج إلي نظام حكم ولضمان سيطرة الحكام علي المحكومين فالحاكم يسيطر علي من هو أضعف منه ،ومن أضعف منه يسيطر علي من هو أضعف وهكذا ، اما الاحاديث التي ذكرت واهمها القوامه فهي وضعت شرطا لا اعلم لماذا يغفل دائما وهو بما أنفقوا وفي العلاقات الانسانية البسيطه فرب العمل الذي يقدم الاجر في آخر الشهر هو المسئول عن العمل وله الرئاسه ولكن بالتطور الحديث الحاصل فإن شرط القوامه قد انتهي وذلك لخروج المرأة إلي العمل ومساهمتها في أمور المعيشه وبذلك ينتفي شرط القوامه وهذا ليس برايي ولكنه راي مجموعه وعلي راسهم جمال البنا ،اما ما افلح قوم ولوا أمرهم امراة فهذا الحديث الذي يلجأ إليه الطرفان المتشددين الإسلاميين وغيرهم ممن ينتقدون الدين هو حديث أحاديأي رواه فرد واحد وهذا الفرد مشكوك فيه والدليل أن المرأة في عهد عمر بن الخطاب وهو من أشد الناس تعصبا للدين تولت مرفقا إقتصاديا هاما وهو الحسبه فلقد ولي عمر بن الخطاب أم الشفاء بنت عبدالله الحسبةومراقبة السوق والاسعار وظبط الغش وكذلك كانت سمراء بنت نهيك الأسديه التي كانت تمسك بالعصا وهي تمر بالأسواق وذلك دلالة علي منصبها الأمني ،هذه امثلة تغفل ولا تذكر وبما اني لست من المتفقهات في الدين ولا ادعي العلم بكل احكامه سأوضح موقفي في هذه النقطه لينتقل النقاش الي امرأولا :في اعتقادي الشخصي أن الدين هو علاقة خاصة تتعلق بين خالقي وبيني هو يملك فقط ان يحاسبني عليها ولذلك اتبع دائما قاعدة استفتي قلبك وولهذا أري انه من الأفضل عدم اتباع ذات الايات والفتاوي التي يتبعها المتطرفون لإخضاع المراة فالقضية بالتاكيد ليست في نصوص الدين ولكنها في عقلية مجتمع وهذا ما ساعود اليه لاحقا ولكن يتطلب الامر الاجابه علي امرين هامين
الأول وهو تساءل الأستاذ اسماعيل الجبوري عن حال المرأة غير المسلمة في البلدان الإسلاميه لماذا يكون أفضل حالا وصدقني يا أستاذي الكريم أنك لو رجعت إلي حال تلك النسوة لن تجده بافضل حالا من حال المراة المسلمه ،انظر الي وضع المرأة اليهوديه في اليمن ،وانظر الي واقع حال المراة المسيحية في القري والريف هل تعتقد انه يختلف عن وضع المراة المسلمه ،اتمني ان تقوم بزيارة الي صعيد مصر علي سبيل المثال بقراه وليس مدنه بل ومدنه واخبرني الفارق بين ما تعانيه المسلمه وما تعانيه المسيحيه فالصوت الأعلي هناك للعادات والتقاليد وشئنا أم أبينا فهي واحده لا تفرق بين دين وآخر وهذا ليس بكلام مرسل فالعمل الأكاديمي يعلمك ان تتبع في رايك دراسات الواقع والاحصائيات وهي موجوده لدي هيئات كثيره لتخبرك عن واقع المراة مهما كانت ديانتها مسلمة او مسيحيه او حتي يهوديه فهو واقع مر مملؤ بالقهر والتجبر
أما ردي الآخر فهو موجه للاخ فايز محمد ومن قال لك باني كمسلمه اقبل الإهانه أو أقبل الضرب أستاذي الكريم ارجع الي كل ما كتبت ستري اني ارفض الاذلال الذي يمارس ضد المراة كائن من كان مصدره ولذلك فلن اقبل تحت اي ستار ان اضرب او اهان او أذل فانا بشر انسان
أستاذي شامل سؤالك لماذا تقبل المرأةالمسلمة بالقهر والظلم ولماذا تكون اشد تعصبا من الرجل سأطرحه بصورة أخري لماذا تقبل المراة العربيه بالقهر والظلم ساقول لك لأن المجتمع منذ ولادتها يربي فيها هذا الخوف ويزرعه فيها يجعله ركنا اساسيا من اركان حياتها ويل لمن تخالفه او تتمرد في المناطق الريفيه قد تقتل وفي المدن ستنبذ ويتجنبها الناس باعتبارها مصدر للعدوي ولذلك ستقبل وترضخ ،اضف الي هذا ما تحرص الأمهات علي تلقينه لفتياتهن منذ نعومه اظافرهن بان الزوج هو الحياة وان الطاعة واجبه وصدقني لا تختلف اي امراة عربيه عن غيرها في قبولها لهذا المبدا بسبب الدين انظر الي حال المراة في البوادي والقري في كل ارجاء الوطن العربي واتحداك ان تجد اختلافا بين حال المراة هناك بسبب اختلاف الدين كلهن في الهم شرق اما في المدن فالامر يختلف بسبب ارتفاع نسبة تعليم غير المسلمات وكذلك لانهن لا يجدن هذا الحصار الديني الخانق الذي يحاصرهم ليل نهار
سيدي التعصب الديني من المراة له مبرراته تعلم جيدا ان الخوف غريزه طبيعية في الإنسان خاصه الخوف من المجهول ومع ارتفاع نسبة الجهل والأمية وقلة القراءة يصبح الطريق ممهدا لخفافيش الظلام الذين تسترون خلف رداء الدين ويدعون ان الطريق الي الجنة يمر من خلالهم يبدأ هؤلاء في استغلال غريزة الخوف الفطري لدي الانسان وخاصه المراة ليؤثروا فيها ويدفعوها باسم الدين ان تقبل ما هو مطلوب منها القبول به ولا تجد المراة خاصه في ظل هذه الازمة الاقتصاديه الخانقة والغياب التام لمؤسسات الدول العربيه الإعلاميه من يقدم لها المعلومة الصحيحه فتري ان السبيل الوحيد للنجاة مما ينتظرها هو اتباع ما يقول هؤلاء وتبدا تردد ما تلقن دون ان تعرف صوابه من خطأه ولكنه هو الطريق للنجاة من العذاب ومن الخوف ،اما التفسير الآخر وقد يبدو مضحكا لدي البعض وقد اوضحته في ردي علي مقالتكم الكريمه هو ان الانسان في لحظات الإبتلاء والمحن يلجأ الي الله ويتمسك بالدين وواقع المراة العربيه هو أشد المحن والإبتلاء الذي تصبر عليه باللجوء للدين
أستاذي الكريم ان اردت ان تتوصل الي الاسباب الحقيقية لقهر المراة من جانب وخضوعها وتسليمها بالامر انظر الي المنظومة الثقافية التي تتحكم في حياتنا نساءا ورجال وستعرف ان الخلل كل الخلل في هذه المنظومة والمنظومة الثقافية لا تعني الدين فقط ولكنها تعني العادات والتقاليد والقيم التي نتشربها من الصغر وتعني التنشئة الإجتماعية التي نتلقاها تعني نوعية التعليم الذي نتلقاه ،من يريد حقا اصلاح اوضاع المراة لا يجب ان يقصر القهر علي جانب واحد وهو الدين ويغفل جوانب اخري اشد خطورة تفتك بنا ونغفل عنها ونكثف جهودنا في جانب واحد ابؤا من القاعدة والاساس عادات بدوية متخلفة قائمة علي الغزو واستعباد الاضعف والفتك به قبل ان تعلقوا الامر علي شماعة الدين ...