شكراً ........ للرجل الكويتي



فوزية الحُميْد
2009 / 5 / 22


ساند الرجل الكويتي المرأة وفازت في الانتخابات ,هذا الرجل الاستثنائي لم يساندها من فراغ , بل أثبت بوعيه أهمية دور المرأة في المشاركة السياسية وصنع القرار.وعندما منحها صوته , منحها صوت العقل والمنطق في المطالبة بحقوقها. أنها المرأة الشريك في الفعل الحضاري . وفي( أمة 2009) لم يعبأ الصوت المنصف بالصوت الآخر الذي يفصل الفتوى على هواه. لقد تعرضت المرأة الكويتية لعملية الإقصاء من بعض محسوبي التيار التقليدي الذي يخلط المفاهيم ويركز على جسد المرأة في التعاطي مع حقوقها .أنها إستراتيجية الرجل العربي الجاهزة والمعتادة للدخول في كل مايعيق حركة المرأة التقدمية . وفي داخل الثقافة العربية , ومن تاريخ أفكارها ما يؤكد ذلك, وفي تجربة الكويت ينتصر الرجل على نفسه ,وتنتصر المرأة على كل المعوقات. في هذه الانتخابات التي تجاوزت التعبيرات والشعارات وأقتربت من
الأفعال والتطبيق , ولم تعبأ بالتعبئة حول المرأة , ولا بالعقل المتعالي , وحسمت سيرها للأمام بصوت الرجل والمرأة على السواء. وحيث الحياة الرجل والمرأة معاً تنتصر الفطرة لذاتها , بعيدا عن التأويل , وفي العصر الأول للإسلام لم تكن المرأة بمعزل عن المشاركة السياسية . إنه لا يكفي لتفسير هذا الموقف الصادر من الرجل الكويتي في إعطاء صوته للمرأة على وضع آخر في ثنائية الحسابات والأدلجة بين الأصولية والليبرالية , وربما بلغ العقل الكويتي سن الرشد في معرفة حقوقها .و يتجاوز مرحلة النظر إليها ككائن ناقص الأهلية بفعل حركات عملت طويلا على تجاهل حقوق المرأة هذه الحركات التي تدعو لتعدد الزوجات لرغبة في نفس يعقوب !وفي الوقت الذي تحارب فيه عقل المرأة وتريد أن تحمي هذا العقل الناقص من وجهة نظرها . وهي إساءة بكل تأكيد للعقل البشري !!! وبالمصادفة تفوز أربع نساء دفعة واحدة كنائبات في مجلس الأمة الكويتي ! كما أنه من الملائم و في لحظة التطور الذي يشهده العالم من حولنا مقارعة الرأي المتطرف في خطاب التمييز والأدلجة. ولأن الإسلام ومنذ البدء خارج آلية الأدلجة والتحزب بل الإسلام الأول وفي عصر النبوة بالتحديد حيث لا تمييز بين الرجل والمرأة, وكلاهما مكلف ,وقد عملت المرأة في كافة المجالات , والسؤال ماالذي تغير؟ ؟ و في التجربة الانتخابية للمرأة الكويتية تظهر الشفافية في التعامل مع قضايا التقدم بوضوح , وهي خطوة إيجابية ليست للمرأة الكويتية أوالخليجية فقط ولكنها تحسب لصالح المرأة العربية بشكل عام, ومن المؤكد على أي حال أن ممارسة الفكر الأحادي وفي مراحل عدة لم يتصادم مع الراهن باعتباره من المقدس فقط !!و لم يكن همه في الرهان الصورة الإسلامية الحقيقية ,بقدر ترويجه لخطابه المبني على فكرة المفسدين في الأرض ,و الساعي لمكاسب أخرى مستترة وراء هذا الشعار الحاجب! وقد بالغ هذا الخطاب كثيرا, ومعه أصبحت المرأة هي الفساد في الأرض. وفي الرهانات تدخل المرأة الكويتية بوابة الرهانات البعيدة, وتتخطى الرهانات الآنية وبشكل ملفت للدخول في صياغة المستقبل. وهو إنجاز تاريخي تسجله و تستحق بجدارة ما وصلت إليه . ولابد أن نستوعب هذا الحدث في عملية التقدم . وهي بداية للعمل على حرق مراحل التعلل بعدم أهلية المرأة(هذه المرأة المسلمة في عصر النبوة شاركت في حضور بيعة الرضوان، تلك البيعة التي اعتبرت حجر الأساس في صرح الدولة المنتظرة، حضرتها (نسيبة بنت كعب) و(أسماء بنت عمرو) و (فاطمة بنت قيس) اجتمع أهل الشورى في بيتها لتنصيب الخليفة الراشد الثالث وهناك العديد من الأمثلة لنساء شاركن في الفعل الحضاري الذي أسس له الإسلام الدين , لا الإسلام العادات والتقاليد, إسلام القرآن لا إسلام الحركة! وفي مقولة عبد الله بن عوف عقب استشهاد عمر بن الخطاب و في سعيه لاختيار خليفة للمسلمين من الستة الذين رشحهم عمر قال ((والله ماتركت ذا رأي من رجل ولا صاحبة فضل إلا أخذت رأيها)) مقولة ضد كل أنواع التميز! هذا هو الإسلام . تحية لشعب الكويت بهذا المنجز الرائع,
ونأمل النظر لهذه التجربة الانتخابية بواقعية , وفي الاستفادة منها .كون هذا الفوز يتجاوز في أهميته خطاب الصراع والتطرف ,والخطاب المبتور, إلى لحظة الصعود و حيث يتحقق للمرأة الكويتية ما أرادت...