دور المرأة العراقية بين الحقيقة والواقع



مليحة ابراهيم
2009 / 6 / 9

ان الحديث عن المرأة و دورها داخل المجتمع هو حديث فية الكثير من الشجون والكثير من الالام ليس بسبب تعقيد وضع المرأة داخل المجتمع العراقي فقط وانما لان هناك الكثير من القضايا المعقدة والمتشابكة والتي تركت منذ سنين كثيرة بدون ايجاد اي حلول لها او مناقشتها بصورة علمية وواقعية للوصل الى بها الطريقة الصحيحة في حل هذة المشاكل واشراك المرأة داخل المجتمع اكثر واكثر ففي العهد السابق نلاحظ ان المرأة بلرغم من اعطائها حقوقها كما يسمى ولكن كان هذا لاعطاء شكليا وابتعد عن الواقعية في حياة المرأة والدليل على ذالك هو بقائها متخلفةاجتماعيا اسيرة للعادات والتقاليد البالية وللعرف العشائري الظالم الذي يفتك بها بكل اشكالة فلم تستطع منظمات ومؤسسات ذاك العهد بمساعدة المراة واعانتها كثيرا خصوصا وهي مؤسسات محسوبة للدولة تعمل باجندة الحكومة ولذالك فان شريحة كبيرة جدا من النساء لم تستطع ان تقدم لها اي مساعدة او اعانة وخصوصا من كان يرفض هذا النظام ويعادية او من كان قابع في سجونة وهي ان حاولت مساعدة نساء من ذالك الجانب المؤلم فلقد استخدمتهم لاغراض خبيثة ومبطنة ولجعل لاخ يتجسس على اخية والزوج على عيالة او اطفالة على اقرانهم الصغار عندما يخرج للعب او عندما يذهب الى المدرسة واعتمادا على هذا يتم القبول بلمستويات العلي اسواء اكان دراسيا او اجتماعيا او سياسيا والمرأةعلىاهل بيتها واسرتها .اما في الوقت الحاضر فبلرغم من التحرر من هذة القيود ولكن ايضا المرأة لازالت تعيش بواقع معاش صعب للغاية وقاسي جدا ومؤلم كثيرا ,لقد عانت المرأة في الفترات البعيدة جدا في الم واستغلال ومثلما لم يعمل العهدالسابق على تغير هذا لاستغلال ايضا بلوقت الحاضر لازال هذا الالم ولاستغلال باقيا كما هو .لو عدنا للتاريخ القديم نجد ان المرأة كانت تعيش على الزراعة مثلها مثل الرجل فالمجتمع كان زراعيا وفي هذا المجتمع الزراعي لم يتم انصافها فهي تعمل بالارض تزرع وتقلع بالاضافة الى كل اعمال المنزل واعبائة القاسية بدون ان تعطى اي اجر على عملها او ان يكون لها الحق في اخذ جزء مما تزرع كمورد مادي لها لقاء تعبها فنصيبها منة هو ما تاكل فقط واحياننا حتى هذا النصيب تحاسب علية واذا ما ارادت ان تحصل على اجر مادي فعليها البحث عن مصادر اخرى غير الزراعة كالعمل بمكابس التمراو في تنظيف التمر او كما يطلق عليها (طوش التمر) وايضا لم يكن من الحق المرأة القبول او الرفض فليس من حقها مثلا ان ترفض العمل بالارض الزراعية ,ومع مرور السنين تغيرت هذة الصورة القاسية بلشيء الكثير فاصبحت تدرس وتتعلم ومن حقها ان تقبل او ترفض وايضا من حقها ان تعمل في المعمل والمصنع والمنشأة والمطالبة بحقوقها المادية ولاجتماعية والمطالبة بلمسوات .بينما في الوقت الحاضر نلاحظ ان المرأة بدأت العودة الى عهود لاستبداد والظلم القاسية من جديد والعودة الى تلك الصورالقاسية والظالمة فهي بلرغم من حصولها على حقوقها المادية لكنها لم تستطع الحصول على حقوقها لاجتماعية داخل المجتمع ,فالواقع المعاش ايضا يفرض عليها من جديد قواعد اجتماعية من نوع اخر وفي الواقع هذة القواعد صعبة لايمكن لانفلات منها او من اثرها سواء أكان للرجل ام للمرأة .فالاتزال الكثير من النساء ثرثارات يحبن تناقل الكلام والثرثرة ولايزلن محاصرات داخل بيوتهن وفي الشارع عندما يخرجن للعمل. وهي اصبحت لاتعرف كيف تطالب بحقوقها او ان تدافع عن مكتسباتها .لقد عاشت المرأة عهودا من لاستغلال المادي والثقافي ولاجتماعي والسلوكي وما ان بدأت هذة العهود السيئة بالانحسار حتى بدأ عهد جديد من استغلالها وبشكل مادي وجسدي وبصورة بشعة ايضا فهي اصبحت مقيدة بمشاعرها وباحلامها وبامانيها ومن دون ان يكون هناك اي انصاف قانوني او سياسي .ان ما تعيشه المرأة بلوقت الحاضر لهو خير دليل الى مدى السوء الي وصلت الية بلعهد السابق حيث تم اعادتها بوعيها الى تلك العهود السحيقة حيث نجد انا بلوقت الحاضر مهملة كثيرا في المطالبة بحقوقها وبواجباتها وانها وان عاشت في الفترة السابقة على هذةالمباديء لكنها لم تستطع ان تطالب بحقوقها بشكل صحيح لانها لم تكن تعرف معنى هذة الحقوق بلشكل الصحيح ولم تكن تعرف مغزاها ومعناهافهي لاتزال واقفة عند ابوب التربية لاجتماعية المتخلفة التي تناقلتها من جيل الى اخر بدون ان تحاول تصحيحها او تغيرها وتطويرها نحو لاحسن بما يخدمها ويخدم قضاياها ولذا نراها بلوقت الحاضر غير مهتمة وغير مبالية فهي لاتفهم من هذة القوانيين ولانظمة شيء ولكنها تعرف انها ترزح تحت ظلم شديد ومعاناة قاسية لاترحم .في العهدالسابق لم يحاول احد ولم يسئل كيف يمكننا ان نصنع أمرأة قوية وصلبة قادرة على ادارة حياتها اولا ومجتمعها ثانيا وتركت المرأة لوحدها لتجاربها الخاصة وخبراتها واستنتاجاتها بدون ان يكون هناك اي ناصح او مرشدالها سواء على مستوى المؤسسات اوالمنظمات او مستوى التعليم او ادارة الحياة وهي في ذ الك الوقت كانت تكافح لتكون مساوية للرجل ولكن كيف ولماذا لاتعرف .وبلوقت الحاضر لم يختلف لامر كثيرا فلازالت المراة مهملة ومتروكة لخبراتها السابقة ولاعراف لاجتماعية المتخلفة ضمن صراع مادي عنيف لايرحم فلم نسمع مثلا عن قانون او تنظيم او تشريع يهتم عملية توعية المرأة بحيققتها وبحقوقها او بكيفية التفكير بالاماني وبالطموحات ولابكيفية البدأ بلخطوة لاولى لتحقيق هذة لاماني ولاحلام فهي متروكة ومهملة ظمن لاعراف والقواعد لاجتماعية المتخلفة التي تحاول خنقها وتحييد دورها واستغلالها ,وبلنتيجة فان ما تنتجة هذة الام المظلومة والظلمة بنفس الوقت والمتالمة والمستبدة والمستكينة والجانحة جيلا مماثلا لها بكل المقاييس وبلمشاركة مع الرجل او حتى بدون مشاركة الرجل فهي متروكة لالامها واحزانها وماسيها ولكل اشكال القسوة والظلم .ان اصلاح اوضاع المراة يتم من خلال اصلاح اوضاع القوانيين ولانظمة التي تعيد لها حقوقها وتعمل على تقويمها وجعلها عضو نافع للمجتمع ومساوية فية للرجل ومكملة للادوار الحياتية ومتفاعلة معها متاثرة بها ومؤثرة بها ,ان عملية خلق وعي داخل المرأة ليست بلعملية الصعبة او المستحيلة وخير دليل على ذالك هو ما حققتة المرأة الكويتية فمن خلال مشاركاتها العديدة استطاعت اثبات جدارتها واستطاعت اقناع شارعها ومجتمعها بوجودها وبدورها وهي بذالك تقدم مثالا ونموذج لكل الشارع العربي .
والحديث عن المرأة ومستواها الثقافي يرتبط وبشكل كبير ومباشر وصريح للغاية بلطفل فهي اول ما يراة الطفل واول مصدر للرعاية والحنان والتعلم ولادراك والفهم لطفل وهي النموذج البشري لاول للحياة والتي يراها بكثرة في حياتة وهي مركز اغلب سلوكياتة وتصرفاتة ومشاعرة وادراكاتة ولذا قيل ا ن المراة هي نصف المجتمع وهيالمربية للنصف الاخر فاذا ماكانت تعاني من الا ضطهاد والعوز ولالم والفقر والجوع سواء اكان هذا الجوع ماديا او ثقافيا ستكون بلنتيجة ثمرتها تعاني ما تعانية حتى لو حاولت بكل الطرق المتاحة لها ابعادة عن هذة التاثيرات ,فهذة التاثيرات ولانفعالات موجودة بداخلهة وتنعكس بتصرفاتها وسلوكياتها وبلنتيجة سيكون هناك انعكاس تام لتصرفاتها وسلوكها على الطفل .ولذا فان عملية لارتقاء بمستوى المرأة الثقافي ولاجتماعي ولاخلاقي والفني ولادبي والسلوكي هو ارتقاء بلجيل الجديد وبلمجتمع باكملة حيث ان ارتفاع مستوى المراة يؤدي الى ارتفاع مستوى المجتمع باكملة وحتى الرجل كذالك ,وما لاشك فية ان خلق مثل هذا الوعي لايتطلب فقط لاستماع الىالمحاضرات الدينية وبصورة يومية مكثفة او فقط بممارسة فنون الشعائر الدينية من لاستماع الى المواويل او لاغاني الدينية او بممارسة الطقوس الرياضية الفنية في الدك واللطم او الخروج في مواكب لطامة .تعتبر الفنون بكل اشكالها هي المعلم لاول للانسان فعندماتعرف المرأة ماا يعني اللون ماذا يعني التنسيق ولاختيار المناسب لللون ومراعاةالتنسيق والتنظيم داخل منزلها وخارجة وتانيق كلما موجود داخل بيتها وتانيق نفسها وسلوكها هو البداية الحقيقية لاي تغييروهذا التغيير يبدأ بلنساء دائما وايضا هذة الخطوة يجب ان تكون متلازمة مع سن القوانين ولانظمة التي تحمي المرأة وتظمن لها حقوقها وتعينها وليس بجعلها مقيدة داخل بيتها واطفالها فقط ,الكثير من النساء داخل مجتمعنا تعاني من العنف بصورة مستمرة وهذا العنف ليس بلضرورة ان يكون من خلال الضرب ولاهانة فقط فلتقليل من اهميتهاودورهاوعدم اعطائها الحق في ابداء الرئي او نصحها وارشادها باساليب علمية ونفسية وليس بالاسلوب العنيف او المهين لها ولانسانيتها يعتبر ايضا عنفا ونتائجة واثارة داخل المجتمع ستكون اكبر