همسات نسائية ..؟



مريم نجمه
2009 / 6 / 10

1 – الحياة الزوجية .. جهاد يومي دائم ومستمر .. ومشاركة يومية
تفهّم الاّخر , إحترامه , العمل لإسعاده , في كل الوسائل وكل الأوقات .
الزواج , تقاسم الأتعاب , والأفراح , والأحزان , والاّلام .والمشاركة في القرار والمسؤولية
علاقة الحبّ بينهما ميدان للجهاد , للعمل , للكفاح الطويل تنميتها باستمرار لكي تبنى الأسرة بكل روح طيبة ورضا وصفاء ونقاء .
الحياة الزوجية هي , فن في العيش المشترك الواحد .
الزواج وعي . وانتباه .. ويقظة دائمة , ملاحظة وتفهم وحب وتصعيد وتطوير هذا الحب يومياً ..
الزواج ثقافة وحوار ومتعة .. وسعادة , وبالتالي تجدد للمجتمع النشيط الحي الديناميكي وتنمية قدراته الذاتية بعيداً عن الأمراض و التوترات الإجتماعية التي تهدد بنيانه الإقتصادي والصحي والنفسي والإجتماعي ..

في دائرة ومحيط الزواج , يدور صراع الأفكار( القديمة والجديدة , الثقيلة والخفيفة , الصاخبة والهادئة ) , ففيه الألم , فيه الفرح , فيه الجمال , وفيه التعب والإرهاق النفسي والجسدي .
في الزواج تنمو شجرة الصبر , والتضحية , والإخلاص . الزواج نقاء , طهارة , تربية وأخلاق ونظافة جسدية ونفسية وروحية ..
الزواج .. تعب وعرق وسهر , و إقتصاد , وتدبير
الزواج عهد مقدّس ... للأمانة والوفاء
وأخيراً الزواج ... محبة
" أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا " . ( السيد الميح ) .


*

2 – الحياة الزوجية .. علاقة مقدسة , مباركة .. ونعمة
الزواج .. تضامن و مشاركة , وثقة متبادلة , بعيداً عن الأنانية والغرور
ما يؤلمني ويصدمني في جيل اليوم , وعلى مساحة العالم كله تقريباً وما نقرأه ونسمعه من إحصائيات مخيفة , في إتساع ظاهرة الطلاق وسهولة الإنفصال لأتفه الأسباب , دون تفكير بالعواقب , وما يترتب عليه من تبعات ونتائج مخربة ومخلخلة للتوازن الإجتماعي ويقع الأطفال ضحاياها , رغم تفهمي لكل المتغيرات والضغوط في هذا العصر يبقى الطلاق جريمة وشرخ إجتماعي – إذا لم نقل تهديم بنيان المجتمع لأن الأسرة المترابطة المحبة هي عنوان سلامة المجتمع .


فغياب قدرة التحمل والإستيعاب عند الطرفين , إبتداء من المسؤوليات الجديدة والمتاعب والمشاكل والمتطلبات اليومية , وغياب الوعي والمستوى الثقافي والإرشادات الإجتماعية والأهلية – فعندما تكون الروابط العاطفية قوية وصحيحة – وخاصة إذا تضافرت معها الروابط الفكرية - فلا العامل الإقتصادي ولا السياسي ولا أي فارق وضغوط أخرى تستطيع أن تخلخل أو تهز هذا الصرح العاطفي وهذا البيت الصخري والعهد المقدس والرباط المقدس ..


الحياة الزوجية الناجحة .. والحب المتبادل والصراحة والصدق بين الإثنين , يستطيع التأثير في قوة وتمتين هذه العلاقة وتنميتها . يطوّر الإيجابي , ويقوّم ويوقف السلبي .. ودرجة الوعي لدى الإثنين , أو واحد منهما على الأقل تجعله حارساً طبيعياً وهادئا وبكل حب وصمت يسهر ويبقى يقظاً في سير هذه العلاقة في خط سليم دون الإرتدادات يمينًا ويسارًا .
الزوجة أيضاً , تستطيع أن تنمي العلاقة نحو الأفضل , في المضمون والشكل والعمق – دائماً وأبداً ..
ألم تكن هي الزوجة , والأم , وبانية دوماً للعلاقات والتربية الإنسانية الراقية , و المجتمع ؟

فالمرأة هي ركن أساسي كما الرجل , في إقامة وتشييد البيت والأسرة وخلية المجتمع المتراص المتين . إن نجاح واستمرار هذه العلاقة بشكل جيد وهادئ ومتوازن ودون " مطبات هوائية , أو صواعق حارقة " .. تتحمل المرأة باعتقادي الحمل والمسؤولية الكبرى في تفادي واكتشاف الخلل والخطر قبل وقوعه وتجنبه بقدر الإمكان ..( ألم تكن هي الثائرة والمكتشفة والصيدلانية والطبيبة وعالمة النفس والمربية الأولى في التاريخ البشري ؟؟ وهذا العمل والإنجاز لا يتم بسهولة بل عبر معارك وجهد فائق ونقد ونقد ذاتي وصراع سلمي , ثم وحدة عاطفية وفكرية أكثر عمقاً وحباً وقوة في تصعيد مستمر نحو الأفضل ..

... فالزواج إذا , هو نضامن وتكافل وتضافر إثنين .. في تضحيات متبادلة .. ومحبة , وانسجام , للحفاظ على مقدسات العلاقة وأسرارها وتطويرها بما يليق بالأثنين ومفهومهما للحياة والإنسان , وبما يحملان من فكر وديالكتيك وحوار ومبادئ , وجدارة وأسلوب فهم ومعالجتهما للأمور , ومشاكل الحياة اليومية .. وهمومها وتشعباتها ومداخلاتها , وعدم السماح للأهل والأقارب بالتدخل في شؤونهما الخاصة – وأسرار الحياة الزوجية الحميمية - والمشاكل اليومية والهموم والمتاعب والمفاجاّت وصخورها وحفرها المستمرة .

هناك تفهم الطرفين – العلاقة مع الأهل والأقارب وأسرة الزوجين , وتمتين واحترام وشفافية التعامل معهم
ثم العلاقة في المجتمع , وفي العمل


وبالتالي العلاقة العاطفية – والجنسية بين الزوجين وهي الأساس والأهم من كل ذلك المحافظة على سريتها .

فالزواج لا يخلو من إختلاف في وجهات النظر في كثير من الأمور , وهذا أمر طبيعي وبديهي , نظراً لاختلاف البيئتين والفكرين , وعادات وتقاليد كل منهما ..
إذاً , الزواج لا يخلو من حوار بين فكرين أو بالأحرى تناقض واختلاف وتفاعل بيئتين .. وثقافتين -
والحياة الزوجية هي إنصهار وتناغم لهذه العلاقة وهذا اللقاء بين روحين وجسدين وفكرين وثقافتين ..
حتى تبنى وحدة موحدة , مختلفة ومتساوية , متباعدة ومتقاربة , متضادة ومنسجمة في الوحدة .
فلا يجوز أن يلغي ويهمل أحدهم الاّخر – بل يكمله ويقويه , ويبرز بشكل أقوى شخصية وحضور الاّخر ..........................تحيتي ومع الشكر للقراء ... وللموضوع بقية
مريم نجمه / لاهاي / 2009