التمثيل النسائي في العمل البلدي الجبهوي



عايدة توما سليمان
2009 / 6 / 13

مواد العمل البلدي الجبهوي (10)
عايدة توما وعبير قبطي

لقد سجل الحزب الشيوعي ومن بعده الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ريادية واضحة في مجال تمثيل النساء في المجالس المحلية والبلدية منذ بدايات السبعينيات. ويتضح من مراجعة سريعة بأن الجبهة أستطاعت على مدار السنوات حتى الانتخابات الاخيرة للسلطات المحلية أدخال 10 نساء للسلطات المحلية المختلفة من بينهن 3 لاكثر من دورة وتوزعن على 7 سلطات في الناصرة وكفر ياسيف والرامة ومعليا وحيفا وعرابة وعيلبون.

ويبلغ عدد النساء العربيات الجبهويات اللواتي شغلن عضوية السلطات المحلية 9 من مجموع 16 أمرأة عربية في المجمل أي ما نسبته 56% من مجمل عدد النساء العربيات اللواتي شغلن هذا المنصب على مدار السنين منذ العام 1948.

على الرغم من هذا فلا يمكن التغاضي عن الحقيقة باننا في الجبهة ما زلنا، بعيدين عن تحقيق التمثيل الملائم للمرأة والذي يرتقي بمبادئنا وتطلعاتنا.

فمعطيات الانتخابات الاخيرة تشير الى وصول 6 نساء فقط الى عضوية المجالس المحلية العربية، من بينهن اثنتين فقط عن جبهة الناصرة والباقي انتخبن ضمن قوائم مستقلة. هذا بالاضافة الى امرأة يهودية واحدة عن الجبهة في بلدية حيفا.

بحسب هذه المعطيات فانه في الانتخابات الاخيرة تم ترشيح 141 امرأة من بين 6727 مرشح في القوائم المختلفة للسلطات العربية، معظمهن في مواقع غير مضمونة.

ومقارنة مع الانتخابات الماضية فقد كان هنالك 5 نساء عربيات عضوات في سلطات محلية عربية من بين حوالي 700 عضو سلطة محلية، من بينهن اربع جبهويات (في عيلبون، الناصرة وعرابة). اي ان هنالك انخفاض الى النصف في عدد تمثيل الجبهويات في المجالس المحلية. (هذه الارقام لا تشمل ممثلة الجبهة في بلدية حيفا عدنا زاريتسكي على مدار دورتين)

هذه المعطيات تقول ببساطة شديدة بان نسبة النساء اللاتي ترشحن لعضوية السلطات المحلية هي 2% من بين مجمل المرشحين، ونسبة النساء عضوات السلطات المحلية العربية لا تتعدى ال 1%!

اما النساء الجبهويات عضوات السلطات المحلية فلا يصلن الـ 3% (عضوتين من 76 عضواً جبهوياً)، مقارنة بالدورة الماضية فقد كانت نسبة العضوات الجبهويات 5% من مجمل الاعضاء الجبهويين (69 عضواً).

هذه المعطيات تشير الى تراجع في التمثيل النسائي للجبهة في السلطات المحلية. وذلك على الرغم من ازدياد تمثيل النساء في القوائم الجبهوية، او ازدياد عدد النساء المرشحات مقارنة بالدورة السابقة الا انه بات واضحاً لنا بان هذا الازدياد هو شكلي لا اكثر لان غالبية الترشيحات للنساء كن في مواقع غير مضمونة.


التحصين:هنالك نقاش كبير في الجبهة حول تحصين النساء في مواقع مضمونة، النقاش هو شرعي وصحي ولكننا نعتقد اننا استنفدناه واصبح واضحاُ انه بتركيبة مجتمعنا، ثقافته السياسية الذكورية والعراقيل التي توضع امام المرأة للوصول الى مواقع متقدمة في العمل السياسي يحتم علينا تذويت فكرة التحصين كحاجة موضوعية ومرحلية والعمل على تطبيقها.

وفي هذا المضمار، أتخذت الجبهة في الانتخابات المحلية قبل الاخيرة قرارا بأن تضم قوائم الجبهة أمرأة من بين كل ثلاث مرشحين وهو قرار تاريخي يعبر عن رؤية أجتماعية وسياسية تليق بمبادئ الجبهة ألا أنه وللآسف لم تقم العديد من الفروع بتطبيق هذا القرار في تركيبة قوائمها حتى حين لم يكن هذا الترشيح واقعيا من حيص أمكانيات أدخال النساء للمجلس مما يؤكد على عدم الجدية في الرغبة بالتنفيذ. وهنا لابد من الاشادة بفرعي الجبهة في الناصرة وحيفا الذين التزما بالقرار القطري ليس فقط في تركيبة القائمة وأنما أيضا في التمثيل على دورتين متواليتين.

علينا في الجبهة الدمقراطية أن نستمر فيما اعتدنا عليه من تقديم القدوة لسائر المجتمع بل ورفع السقف بشكل خاص في هذه الانتخابات في قضية تمثيل النساء أزاء أصرارنا على التصدي لكل محاولات تحويل المعركة الانتخابية حول السلطات المحلية من معركة سياسية أجتماعية الى معركة تسيطر عليها الطائفية والعائلية والحمائلية والمصالح الضيقة.


توصيات :
* أعادة أقرار والتأكيد على القرار السابق بأن تشمل القوائم الجبهوية أمرأة من بين كل ثلاث مرشحين على الاقل على أن يكون هناك التزام أو ألية مراقبة لالتزام الفروع بالقرار .
* العمل على دمج النساء في الفروع في التحضيرات للانتخابات المحلية وكذلم في العمل البلدي اليومي وأبراز دورهن.
* أجراء نقاشات في الفروع تحاول طرح القضايا البلدية من وجهة نظر جندرية تعالج أحتياجات النساء ورؤيتهن للواقع المحلي مما سيكون من شأنه أن يثري برامج وطروحات قوائمنا المحلية وأستقطاب المزيد من النساء.
* فحص أمكانيات جدية لترشيح نساء لرئاسة بعض القوائم المحلية او انتخاب نساء كنائبات لرئيس السلطة المحلية حيث هنالك امكانية حتى نقدم مثلا جديدا وريادياً يحتذى به.
* ان لا تكون التحالفات المحلية على حساب النساء، اي الاصرار بأن لا تؤدي أي تحالفات مستقبلية مع قوائم محلية الى دحر الجبهويات المرشحات الى مواقع خلفية وغير مضمونة في الانتخابات.
* دائرة العمل البلدي في الجبهة عليها ان تتعاطى مع قضايا النساء بشكل جدي في عملها ونقاشاتها.
* وأخيرا تستعد هذه الأيام ثلاث جبهات محلية مجد الكروم والبعنة ودير الاسد لخوض الانتخابات المحلية ولتشكيل قوائمها الانتخابية ومن المهم أولا أن تقوم هذه الجبهات بتنفيذ قرار الجبهة القطرية السابق بضمان على الاقل امرأة من بين كل ثلاثة مرشحين وأن تضمن بالفعل تمثيل نسائي في كتلنا البلدية بعد ذلك .