ارادة الحياة عند العراقية



تهاني نوري المياحي
2009 / 6 / 20

الجنة تحت اقدامهن .. امهات صابرات ، زوجات مضحيات ، أخوات وبنات مقاومات .. الى من ينحي الراس اجلالا الى من فقدن ازواجهن قتلاً او خطفاً او اعتقالاً الى العراقيات الوفيات رمز القوة والعفة ... احببت ان اكتب لهن بعض الكلمات والتي لا تفيهن حقهن ولكن اضعف الايمان كما يقال . ولنبدأ باعطاء هذه الشريحة الكبيرة حقها الوافي من الكتابة ولنظهر لنساء العالم وما يعانينه لنيل العيش الكريم ، ما سأكتبه عن بعض النساء في مقالي هذا ليس خيال او مستوحاً من بنات الفكاري ولكنها قصص حقيقة اسمعها واعيشها لان احد النساء هي زوجة اخي التي افتخر بها واعتبرها مثال للوفاء والتضحية ام احمد التي فقدت زوجها منذ ثلاث سنوات وهي ام لثلاث اطفال اخرهم يبلغ السنتين والنصف من عمره لم يرى اباه ابداً والتي تكافح من اجل نيل شهادة السادس الاعدادي بعد تركها للدراسة مدة 16 عاماً وهي مدة تنسيها كل ما تعلمته من الدراسة ولكنها بالرغم من ظرفها القاسي فأنها تناضل ، بفضل الله اولاً وايمانها بنفسها ثانياً للوصول لاسمى غاية وهي طلب العلم السلاح الذي لا يهزم وهناك ام عبد الله زميلة لي في المدرسة قد قتل زوجها في الاحداث اقصد السنين المشؤومة ( 2006-2007) حيث سادت الفتنة الطائفية والتي انجرف وراءها مع الاسف الشديد الكثير من العراقين هذه المرأة تعمل ليل نهار من اجل ان توفر لاطفالها الحياة الكريمة اما ام خالد ذات الراتب الذي لا يكفي لاعالة ثلاث مراهقين اجدها لا تنفك تبحث عن السبل الشريفة التي تقيها ذل السؤال والطلب .. وهذه الحال تنطبق على عشرات بل مئات الالوف من العراقيات اللاتي فقدن المعيل اما تحت الثرى او غيبوا تحت التعذيب في السجون والمعتقلات ولاضمان اجتماعي لهن .. لان لان الروتين القاتل وذوي النفوس الضعيفة من الموظفين والوسطاء ممن يعملون في هذا المجال اما يؤخرون المعاملة الى اجل لا غير مسمى او يطالبون برشوة للتعجيل بالمعاملة وقد تصل الى 300 دولار وفد سمعت من بعضهن يعلق بسخرية ..لو كان لدي هذا المبلغ لما أحتجت لمعونة الدولة !!!! وعندما اسمع مثل تلك القصص اتعجب وأتساءل الى اي حد وصل الجشع والطمع والانانية وفقدان الحس الوطني والانساني ببعض العراقيين ؟؟؟فعلينا نحن بما نملك من امكانيات بسيطة ان نربت على ايدي نسائنا ونشجعهن على المثابرة والصبر فالصبر مفتاح الفرج ولتكن قدوتهن في ذلك السيدة زينب عليها السلام مثال القوة والصبر والتضحية ولتضع كل عراقية نصب عينها قول الشاعر :-

اذا ما طمحت الى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر
ولم اتجنب وعور الشعاب ولا هبة اللهب المستعر
ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر

هذه هي ارداة الحياة ... عند العراقية .. فطوبى لها...