لماذا تعترض المسلمة على شرع الله ؟



ياسمين يحيى
2009 / 7 / 9

عندما يتزوج رجل مسلم على زوجته تثور الزوجة وتغضب ويجن جنونها وتتهمه بخيانة العشرة وتغرق في بحر من الاحزان والآلآم النفسية وتشعر بأنهيار كرامتها وجرح انوثتها وخراب بيتها ورغم جميع هذه الاعراض الطبيعية لا تعترض على خرافة أن هذا شرع الله وتقوم بكل سذاجة وغباء بدعاء الله عليه ولا تنتبه او لا تريد أن تفهم أن هذا الزوج لم يفعل شيئا يغضب الله حتى تدعوه عليه وتطلبه أن ينتقم لها منه .لأنه هو من اباح له هذا ووعده بالمزيد منه ايضا في الجنة الموعودة.
وهي لا تدري أن هذا اعتراض على شرع ربها.
وبدلا من أن تدرك حينها أن هذا التدمير النفسي والقهر والألم وسحق الكرامة لايمكن أن يأمر بهم خالقها ولا أن يبيحهم بحقها بدل ذالك تلجأ اليه ليقف معها في مصيبتها ويصبرها عليها وهو من أمر وسمح بوقوعها عليها، مثل من يطلب الرحمة من سيد الجلاد الذي أمر بجلده ورحل الى مكان بعيد لايعلمه الا هو .
هذه المسكينة تعتقد أن الله الذي اباح واجاز له تلك الجريمة بحقها سيخفف عليها وينزل عليها الصبر والسلوان ( يمكن ليكفر عن ذنبه) والرضا بالقضاء والقدر لأن هذا قضاءه وقدره ومن صفات المؤمن
الحقيقي الرضا والتسليم بالقضاء والقدر .
هكذا وبدون تفكير تصدق وتستسلم لهذه الفكرة بدون مناقشة رغم اعتراضها على زواج زوجها،

سأتخيل نفسي أن زوجي تزوج علي ورغم بشاعة هذا الخيال الا أنني سأتحمله من اجل أن تكون الفكرة اكثر وضوحا وتأثيرا .
اولا سأقول له من سمح لك بهذا ؟ سيقول :الله . سأقول لماذا؟ سيقول: الاسباب المعروفة لدى الجميع التي يبررون بها التعدد رغم أن التبرير لايحتمل اكثر من زوجتين والتعدد أربع زوجات . سأقول نفس الاسباب لدي ؟ سيقول : أنت امرأة . سأقول: وماالفرق؟ سيقول : الابناء الى من ينسبون؟ سأقول: سأعرف من خلال تحليل ال DNA . ثم يحاول أن يأتي بموانع ويختلق المعوقات لعدم جواز تعددي ومخالفته للفطرة وجواز تعدده هو ومطابقته للفطرة البشرية السليمة . وبعد أن أنسف جميع اسبابه ومبرراته بالعقل والمنطق سيقول: هذا قدر الله وقضائه على المرأة ثم يذهب لزوجته الجديدة ويستمتع معها . وهنا انا سأبدأ عملية التفكير بالقضاء والقدر وسأبدأ في أول تساؤلاتي : لماذا هذا القدر يقع على النساء فقط أليس الامراض تصيب النساء والرجال معا؟ وجميع مصائب وكوارث الدنيا لا تفرق بين امرأة ورجل ؟ أليس الخير والشر يصيب
الأثنين معا ؟ أليس الغنى والفقر لايميز بين امرأة ورجل؟ فلماذا خصني الآهي بهذه المصيبة التي تقتل انسانيتي دون الرجل ؟
حينها سأفهم وأعرف أن هذا الحكم من المستحيل أن يكون من إله حقيقي. لأن كيف لإله رحيم وعادل يخلق بي كل تلك المشاعر الانسانية التي ترفض هذا الحكم على المرأة والرجل معا ثم يشرع للرجل سحقها . ولا يسمح بها على الرجل لكي يكون عادلا بالظلم . ثم أقول واحدة من الأثنين اما أن يكون الله شخص ظالم واناني وذكوري واما أن لا يوجد إله بهذا التشريع. ثم أقول : هذا الكيان الظالم لايستحق أن يكون إله و هو غير جدير بالعبودية وبالتالي لا يستحق العبادات والصلوات (الا من الذكور ) والظلم ليس من صفات الإله إذن فالاحتمال الثاني هو الصحيح . أنتهى التخيل . طبعا انا لا اسمح لنفسي في الحقيقة أن اسئل الزوج اسئلة النصف الأول من التخيل عن اسباب زواجه لأني أعتبره ضعف ولكني أردت أن يدلي هو بأجاباته اللامنطقية،
هذا بالنسبة لي انا،
اما بالنسبة للمسلمة التي لا تسأل لماذا وكيف ولما انا بالذات وهو لأ ؟ فهي بالرغم من عدم نكرانها لشرعية هذا الفعل تقسم الى ثلاث حالات وهذه الحالات لم ائتي بها من خيالي وأنما من
واقع المجتمع الذي اعيش به . وهي :

الحالة الأولى: وهي افضل الحالات وأشرفها حيث تقوم تلك المرأة برفض هذه الاهانة وطلب الطلاق واذا لم تحصل عليه تلجأ الى الخلع لأنه اسهل قليلا بسبب العوض الذي تدفعه. وهي طبعا تكون امرأة عاملة ومستقلة ماديا كأن تكون دكتورة او مدرسة وقد تكون من النساء الملتزمات دينيا جدا لدرجة أنها لأتأتي الى الاعراس بسبب وجود الموسيقى ولكنها تعترض على شرع الله الذي أباح له التعدد في كتابها المقدس. وهذه الحالة سعيدة الحظ لأنها تملك المال الذي اعزها وانقذها من العيش في ذل وهوان.

الحالة الثانية: وهي التي تعيش بين نارين بين نار البقاء بقلب مذبوح وانوثة مجروحة وكرامة مهدورة وقهر دائم وبين نار الطلاق وهو الذي ينفق عليها وعلى ابنائهما خاصة اذا كان ميسور الحال لأنها لاتملك شهادة وليست عاملة فهي اما أن تبقى بهكذا مأساة واما أن تعود الى بيت اهلها بدون اولادها لأنه سيأخذهم منها وحينها ستفقد بيتها الذي بنته وتعبت عليه واولادها فلذات كبدها وتعيش عند أهلها تحت المراقبة والقيود خاصة اذا كانت شابة (ليس كل أهل يعملون هكذا ولكن الاغلبية)،وحتما حال الطلاق ارحم وأشرف واكرم من حال البقاء معه
رغم خسائرها الا أنها بطلاقها ربحت كرامتها وانسانيتها واثبتت للناس أجمع أنها ليست ناقصة وليس بها عيوب لأنها رفضته كما رفضها بزواجه عليها لأنها لو استمرت معه ستثبت له اولا والناس ثانيا بأنها ناقصة وغير كافية له لذالك بحث عن من تكمل نقصها وستسقط من عينه ومن عيون الناس جميعا. اما اذا تركته فسيندم لانها احترمت نفسها ولم تسمح له بتدنيسها وعندما تتزوج غيره سيبكي بكاء الاطفال اما اذا بيقت معه سيحتقرها يوما بعد آخر الى أن يمل من هذا الاحتقار ويطلقها من نفسه بدون طلب منها. وهذه النوعية من النساء لو كانت حرة وتستطيع أن تعيش في سكن لوحدها بعد طلاقها وفي بلد يعطيها حقوقها لما ترددت ثانية واحدة في الطلاق ولكنه شرع الله.

الحالة الثالثة :وهي اسوء حالة رأيتها في حياتي فهذه المرأة تكون امرأة عاملة تملك وظيفة محترمة ودخل مادي ممتاز بحيث أنها لو طلقت تستطيع أن تعيش في قصر فاره وسيارة آخر موديل وخدم وحياة رغيدة ومع كل هذه النعم ترضى وتخضع لزواج زوجها عليها وتعيش كل حياتها في غيرة وهم وحزن من اجل أن لا يقال عنها مطلقة او لأنها مع كل ماتملك من وسائل عز وكرامة تحيا بداخلها نفس ذليلة وضعيفة تحب
أن يحتقرها الآخرين ويقللوا من شأنها وهذا الشيئ موجود في الحياة ومعروف فكم أناس فقراء وفي حال ضعف واستكانة وينظروا لأنفسهم أنهم من أغنى الناس وكم من أغنياء وهم يروا أنهم مساكين ولايملكون شيئا ودليل ذالك يوجد شحاذين هم من أثرى الاثرياء في بلادهم ومع ذالك يشحذون وهو بالتأكيد مرض نفسي بالنسبة للشحاذ وللمرأة الثرية التي ترى بالذل والاحتقار والانتقاص من قدرها رغم مقدرتها على الطلاق بسهولة وبأقل خسائر وستبداله بآخر بسهولة ايضا لأن المال يحقق كل شيئ . وهذه الحالة والحمدالله قليلة جدا ولاكنها موجودة وعذرها هو معروف طبعا (شرع الله ).
وسؤالي هو : مادام أنكن تؤمنن بأن هذا شرع الله فلماذا تعترضن عليه وتلجئن الى مشرعه بالشكوى من قسوة هذا الموقف و ألمه وتحطيمه لكن ؟ هل تعترضي على أباحة الله لزوجك شراء سيارة او منزل جديد او عمارة او كمبيوتر ؟ بالطبع لا لأنه لايضرك وتستطيعي أنت ايضا أن تفعلي مثله ولكن لأنه ضرك أنت تعترضي وأنت لاتشعرين ولاتعترفين بأعتراضك هذا ولكن ردود افعالك تثبت اعتراضك مهما انكرتي .
صدقيني أن الله (اذا موجود) لايبيح اضرارك وخراب بيتك وتشتيت اطفالك فمن يبيح هذه الامور لا يمكن أن
يكون إله بل هو ذكر باحث عن اشباع غريزته الجنسية بشكل حيواني على حساب كرامة المرأة وانوثتها واستقرار الاسرة وتماسكها وسعادة الاطفال بين ام وأب وليس بين أب وجواري لا يرونه الا في ليلة ولداتهم التي لاتخلوا من العتاب والتحقيقات بسبب الزوجة الأخرى والتي تتحول الى مشاكل امام اطفالهم فيكبروا مشوهين نفسيا.

فهل بعد كل ماسبق تصدقي أن هذا شرع الله ؟ أذا كان الجواب نعم فأرجوكي اذا تزوج عليك زوجك افرحي بدلا أن تحزني واضحكي بدلا أن تبكي واسعدي بدلا تعيشي تعيسة ولاتشعري بأي سوء فهذا شرع الله فالله حرم شرب الخمر لأن به مضار بسيطة على الناس واحل زواج زوجك عليك رغم مايجره عليك من مضار عظيمة ومآسي تؤدي في بعض الحالات الى الاصابة بمرض السرطان بسبب القهر ، وعدم استقرار الاسرة او هدمها وضياع الاطفال وتشتتهم بين أسرتين وماهو اخطر واعظم.
سؤال: من اكثر اضرارا على المرأة والمجتمع والطفل شرب الخمر أو تعدد الزوجات بنتائجه سابقة الذكر اعلاه ؟
سيجيب الاسلاميون:أن شرب الخمر عظيم الخطورة ويؤدي الى كذا وكذا. وانا اقول لهم هناك شعوب اوروبية يشربون الخمر ومجتمعهم من أحسن المجتمعات واطفالهم اسوياء وسعداء والمرأة
عندهم لاتشتكي من العنوسة وفي أحس حال سواءا تزوجت أم لم تتزوج، وحتى لو كان عدد العازبات كثير لديهم فهو بأرادتهن لأن الرجل ليس مشكلتها الأزلية كالمرأة عندنا وتستطيع الحصول عليه بالطريقة التي تعجبها وقد لاترغبه كزوج وتفضله صديق بأرادتها وليس رغما عنها وهم يسمعون بعدد العازبات عندهم ثم يقولون بطريقة تفكيركم انظروا أنهن عوانس لم يتزوجوهن فقط يلهوا بهن ولايعترفوا بأنهن هن ماأخترن هذه الطريقة بالرغم من معرفتهم لأنهم غير قادرين على استيعاب أن السلعة قادرة أن تقرر وتختار فالمرأة سلعة عندهم سواء عربية او أروبية او امريكية اوحتى صينية . لذالك اسألهم هذا السؤال وأتمنى أن يفتوني به وهو : اذا كانت المرأة عرجاء مثلا هل هذا العيب سينقص من قيمة المهر مثل ماينقص من قيمة الكرسي الذي مكسورة أحد ارجله ؟ افتوني اثابكم الله الذكوري . أنتهى .