اي الامرين يرضي الله ؟ ان ينسب الطفل الى امه ام يقتل الاثنان معا ؟



ناديه كاظم شبيل
2009 / 7 / 15

اي الامرين يرضي الله ، ان ينسب الطفل لامه ام ان يقتل الاثنان معا ؟
كنت لاازال طفلة صغيرة حين تعرفت على معنى كلمة لقيط لاول مره ، كان هنالك هرج ومرج ، اطفال يتدافعون خلف شاب يدفع عربة نقل حديدية صغيره ، لم استطع رؤية مافيها في بداية الامر بسبب تزاحم الاطفال ، ولكنني سمعت الكل يصرخون وجدنا (نغل) ، لم تستوعب اذني هذه اللفظة الغريبه وتصورت انهم وجدوا غولا او (غريريه) كالتي رأيتها قبل فترة وجزه ،والتي ضربها الاطفال حتى الموت ، واستمروا بضربها مع سب وتشفي وكأنها فجعتهم بعزيز . عندما وصلت العربة بالقرب مني هالني ماارى ، كان هنالك طفل حديث الولادة يرقد بسلام بالعربة ، رأسه الصغير يميل الى اليسار ، يبدو الطفل نائما لولا زرقة خفيفة تعلو محياه ، حزنت لهذا الطفل العاري تماما من الخطايا والملابس ، اسرعت الى غاليتي حزينة باكيه : رأيت نغلا ياجدتي .
: صه لا تقولي هذا .
: لم يكن نغلا ياجدتي كان طفلا صغيرا ولكنهم يصرّون على انه نغل .
: نعم انه طفل ولكنهم يدعونه (نغل) كونه ناتج دون زواج .
اغلقت جدتي الموضوع بسرعة ولكن ظل فكري مشغولا بهذا الملاك النائم عفوا الميت الى يومنا هذا .

منذ اختفى ذلك القتيل البرئ عن ناظري ، لم اعد ارى وجها عزيزا علي ، كان وجه فلاحة صبية تقطن عائلتها خلف منزلنا ، كانت شابة في بداية مرحلة المراهقه ، تخرج صباحا ومساءا لرعي الاغنام ، اصطحبتني مرات معها الى الحقل القريب من بيتنا ، كانت تجلسني خلفها على الفرس ، وتجري بنا بسرعة الريح ، كنت اصرخ مرعوبة فتضحك هي وتقول : تمسكي بي جيدا ولا تخافي .

في الحقل كانت الحياة تبدو اجمل ، اشجار الفواكه المتنوعه و الخضرة و اصوات الحيوانات وزقزقة العصافير تبعث في النفس انشراحا عجيبا ، كانت (هديّه) صبية ممتلئة بالمرح والنشاط ، ما ان نصل الى (الكود) حتى تخلع عباءتها وتغط في الماء مرات عديده ، وتبدأ بالضحك والصراخ ، عندها يعلو صوت ذلك الشاب بعينه الذي كان يغني لها كل مرة ، ويبدأ بينهما حوار لا افقهه ، لم ارهما معا على الاطلاق ، كان يتراءى لنا من بعيد ، وكانت تمازحه والضحكة لا تفارق وجهها البرئ الجميل .
افتقدت هديه واصبحت ايامي بدنها حزينة متشابهه ، فلا مرعى ولا غناء ولا كود ولا فاكهة طازجة ، افتقدتها وافتقدت معها كل بهجة ومرح .

سألت امها عنها كثيرا ، كانت تجيبني بالدموع فقط ، وبعد فترة وجيزة انتقلت العائلة الى مكان اخر ، وانقطعت صلتي بهم تماما .
همهمات من هنا وهناك عرفت بأن هدية قتلت بعد ان وضعت غلاما .

ايقظ طلب الحوار المتمدن مناقشة (امكانية نسب الطفل الى والدته ) هذه الحادثة المؤلمه مرة اخرى . وقررت ان ابين رأيي صراحة في مثل هذه الامور المؤسفه . وساقارن بين السويد والعراق ولو ان البعد يبدو شاسعا بينهما ولكن لا بأس من ذلك ، اذ كانت السويد بلدا زراعيا ايضا ، وكانت الكنيسة الكاثوليكيه هي التي تسيّر البلاد ، بطبية الحال كانت تنظر الى العلاقه الزوجية نظرة جدية مقدسه ، فلا انفراد بين المخطوبين الى ان يتم الزواج الرسمي، ولا طلاق هناك لاي بسبب الا بسبب الخيانة الزوجيه او تغيير الدين ، ولكن تحول الدولة الى الكنيسة البروتستانية فيما بعد ، وتحول البلد الزراعي الى صناعي ، قلب ميزان الامور بسرعة خطيره ، اذ ابتدأت المعامل تغري العوائل الى النزوح من القرى والارياف الى المدن ، وبدأت الزوجة تعمل جنبا الى جنب مع الرجل ، مماجعلها تقرر الانفراد بدخلها من خلال الانفصال عنه والاكتفاء باللقاء به دون عقد زواج . ونتج عن هذه العلاقه اطفالا بدون اباء ،يعانون نقصا حادا في العواطف ، مما اضطر الدوله الى تاسيس مستشفيات نفسية خاصة لمثل هؤلاء الاطفال ، وازدادت مخصصاتهم النقديه عن اقرانهم نتاج العلاقة الزوجيه ،ولكن رغم العناية والرعاية التي تقدمها الدولة للطفل والام الوحيده ، الا ان هذا لم يعوض اهمية وجود الاب البولوجي في حياة الطفل ، و تجدهنالك العديد من الاشعار والقصص المؤثرة في الادب السويدي التي تتحدث عن تلك المعاناة التي يمر بها الطفل والام .


اما في بلداننا الشرقية فكان الزواج المبكر هو الحل المناسب لتلك المشكله، وجه التشابه مع السويد هو ان بلداننا زراعية ايضا ومتشددة في تقديس العلاقة الزوجية ، ولكن نظرا لان المرأة بدات تشارك الرجل في كسب العيش ، وتتواجد معه في المعمل او المستشفى او المدرسة ، وربما قضت الليل بطوله معه في غرفة واحده (الخفاره في المستشفيات ) ، ونظرا لان سن الزواج اختلف عما كان عليه سابقا بسبب اصرار الاهل او الفتاة على نيل الفتى او الفتاة الشهادات العاليه (متجاهلين احتياجاتهما الجنسيه الملحّه ) او بسبب انتظارهم للزوج الكفؤ وماالى ذلك من تعقيدات الحياة التي تضر بالفتاة ، او بسبب الضروف الامنيه التي تمر بها البلاد والتي تسببت في خطف الفتيات البريئات اللواتي قتلن على ايدي ذويهن بعد ان اغتصبن من اجل فدية او من اجل التنكيل باهالها كونهم ينتمون الى حزب معارض او او امور اخر .

نحن امم نستمتع بقتل النساء لسبب او دون سبب كونها الجنس الاضعف فلقد قتلت العديد من النساء في جنوب العراق على ايدي الميليشيات االاسلاميه ، كونهن لا يضعن غطاء الراس ، رغم علم القتله انهن غير مسلمات ، والسبب هو جعل المرأة سلما للصعود الحزبي .
وقتلت المرأة في كردستان كونها تطالب بالتحرر والمساواة ، وتقتل المرأة لانها ولدت سفاحا من شخص تقدم لخطبتها ورفض من قبل الاهل ، اسباب عديده تتم معالجتها بقتل الطفل او امه او قتلهما معا ويبقى الجاني حرا طليقا .او قد يحدث الحمل من احد المحارم فيقتل الفتاة خوفا من الفضيحه،.

بما ان الله كلّي الرحمه ، وكلي المغفره فمن غير المعقول ان يوصي بقتل المرأة او الطفل ويخلي سبيل الجاني ، بل انه طلب من الاهل ان يزوجو الفتاة بمن تحب ،او ان يعفو عنها في حالة الاغتصاب ،ويلحق الطفل باسم الجاني من خلال المحاكم والفحص الجيني ، والا فيلحق الطفل باسم والد الفتاة كما هو الحال مع شقيقها، وقد اخبرتنا كتب التراث والتاريخ الاسلامي بان هنالك العديد من المسلمين الاوائل نسبوا الى امهاتهم ، وليس في ذلك ضير ، وانا مع ذلك الراي ( فايهما ارحم احياء نفس ام قتلها ؟)