عراقيات يحققن التفوق



نجاح العلي
2009 / 8 / 3

رغم تكويني الجسماني الرجولي لكنني لم اجد بدا في ان انحاز مجبرا الى المرأة وبخاصة المرأة العراقية بعد ان اثبتت مقدرة وكفاءة عالية في جميع الميادين التي دخلتها اتحقق الانجازات والابداعات وتثبت للعالم اجمع انها موجودة وصوتها مسموع بالافعال وليس الاقوال رغم محاولة بعض الجماعات المتزمتة غمط حقوقها وتكبيل حريتها بسلاسل القرون الوسطى بدعاوى رجعية متخلفة، لكنها بعزيمتها واصرارها كسرت كل هذه القيود لتثبت بانها رديف للرجل بل متفوقة عليها في احيان كثيرة وفي مجالات مختلفة ومنها على وجه الخصوص مجال التعليم.
اثار انتباهي كثيرا في اعلان نتائج الامتحانات الوزارية للمرحلة الاعدادية بفرعيها العلمي والادبي للعام الدراسي 2008-2009 في العراق اربع فتيات متميزات ويستحقن الوقفة والاشادة احرزن المراكز الاولى في النتائج.
الفتاة الاولى هي الطالبة دينا حامد خضير من تربية محافظة كربلاء التي جاءت بالمركز الاول في الفرع العلمي وحصلت على معدل 98.57% تلتها الطالبة رضاء عوني مصطفى من تربية الرصافة الثانية في بغداد بمعدل 98.14% ، ثم الطالبة زهراء مكي من تربية محافظة ذي قار بمعدل 98%، اما بالنسبة للفرع الادبي فحصلت الطالبة نعماء اديب من تربية محافظة نينوى على معدل 94% “.
لقد اثبتت المراة العراقية بانها سيدة نساء الارض فها هي تتحدى الارهاب والظلم الاجتماعي وانقطاع التيار الكهربائي وسوء الخدمات لتسجل علامة مضيئة باحرازها المراكز الاولى على مستوى العراق وتفوقها على الرجل في التحصيل العلمي كما تفوقت عليه في الصبر والمطاولة ليضاف هذا الانجاز الى سجلها الحافل بالانجازات ووقوفها بوجه الصعاب في زمن الحرب والحصار ومن ثم زمن الارهاب وفقدان الزوج والاب والابن والاخ لتتحمل وحدها اعباء العائلة لتصبح مهمتها مزدوجة لانها تقوم بدور الاب والام في ان واحد، ونتيجة للخبرات التي اكتسبتها في نضالاتها ولإصرارها على اكتساب المعارف والتعاطي معها.. كانت كثيرا من القرى والنواحي تـُقسم وتحلف بأسماء نساء.. وأسفار بلاد ما بين النهرين تحتفظ بتاريخ حافل لقيادة المرأة ممالك ودول ومنظمات وليس غريبا هذا على تاريخ وادي الحضارات الإنسانية الأولى.