حول المساواة بين الرجل والمراة



معاذ عابد
2009 / 8 / 10

قراءة تحليلية لقصة راس القط من مجموعة القمر المربع لغادة السمان مثالاً

تدور اجواء القصة في باريس لشخوص من اصل لبناني غادروا بلادهم بسبب الحرب الأهلية ونستطيع ان نلمح الى النظرة البطريركية الأبوية في المجتمع الشرقي الذكوري المتخلف بسبب تعاليم دينية تحد من الكيان الانساني للمرأة بسبب نقصان وزيادة في التكوينات الجسدية
المطب الذي تقع فيه القصة هو المساواة المطلقة كدعوة ماوراء السطور دون الالتفات لخصوصية المرأة وهذا يبدوا جليا في عبارة ان الزوجة المطيعة لا يعلو صوتها الا في المخاض وان المتحررة"ليبراليا لا اخلاقيا" ترغب بكشف صدرها لتشمسه كما يفعل الذكر،وتحاول القصة بالوصول الى حالة صدام مع مكتسبات موروثة اجتماعيا وتكوينا للنفسية في الرجل الشرقي والغربي على حد السواء مع عدم اعتبار أي خصوصية للمرأة .
فالتناقض هنا يبدو جليا
فالمرأة برغم موقفها التحرري الليبرالي المبتذل من خلال طلبها كشف صدرها امام الناس لأن الرجل يكشف صدرها فهي في ذات الوقت تستطيع ان تعلي صوتها فوق صوته في حالة المخاض.
النقطة التي لا يجب ان تكون هم الداعين لتحرر المراة او ما يسمى بالمساواة هي المطالبات المجردة بمساواة قانونية ودستورية امام المجتمع الذي تتحكم به علاقات انتاج تطورت عبر تاريخ تفنن في اضطهاد الانثى الى ان نجح بزرع صفة اضطهادية في المرأة، فشكل الزواج بالشراء والربط الاقتصادي بالرجل من اهم المصائب البطريركية في المجتمعات الراسمالية الابوية ومخلفات الانظمة الذكورية دينيا وسياسيا واجتماعيا.
والمطالبة باكتساب الحقوق الانسانية للأنثى من خلال المكتسبات الخاصة بالذكر هو من تعزيز اللامساواة لأن الرجل قد اكتسب "حقوقا" غير مشروعة له بناء على علاقات اجتماعية اقتصادية" عززت الفرق الجندري والجذري بين الجنسين للكيان الانساني الواحد" وهذه العلاقات غير شرعية اصلا وباطلة وما بني على باطل
باطل ونصف.
ناهيك على التأثيرات السلبية في العلاقات الانسانية من خلال المطالبات الصادمة معرفيا بين الذكور والاناث على حد سواء.
ان المطالبة بالمساواة على اساس مكتسبات غير شرعية يجعل من هذه المطالبات النسوية اللبرالية تبخيسا في القيمة الانسانية للمرأة فالرجل حقوقه مكتسبة من خلال اضطهاد المرأة تاريخيا وابويا
وانتزاع حقوق المرأة لا يكون أبدا بمساواة مع ما لايجب ان يكون حقا للرجل.

حول دور النساء في المجتمع وفق تحليل الطبقات الابوية مجرد ملحق للرجال وهذا اساس الخطأ فالرجال حتى مدعي التحررية والمساواة كانوا يعاملون النساء كائنات ملحقة نسعى لتطوريها وتصبح كائنات مرادفة ووموازية!!!
وهذا الترسيخ للا مساواة من اكثر ما يفضح زيف مطالب المساواة التحررية النسوية اللبرالية
تحرر المرأة لا يكون الا بالقضاء على النظرة الالحاقية في المجتمع للمرأة بل وان التحرر الثوري للمراة هو من ابرز مكتسبات التحرر الانساني من قيود المجتمعات الرجعية الظلامية.

لذا فإن الفكرة المبطنة فيما وراء السطور في هذه القصة المختزلة ليست من باب طرح المساواة من باب ثوري يرفض الصفة الالحاقية بالمراة بمقدار ما هي تعزيز لفكرة المطالبة بالمساواة بحقوق غير شرعية اكتسبها الذكر من خلال الطبقات والثقافات الابوية في المجتمع .
وان مطالبات النساء من خلال هذه الاطروحات هي انتقاص أكثر من كيانهن الانساني باعتبار ان القضية النسوية تتلخص بزوائد في صدور النساء.
وحالة انكسار انثوي لغناء النسوة فرحات بذكورهن الاطفال.
ان هذا الطرح النسوي المبتذل لا يحمل الى التفكير بحل قضية المرأة وتحريرها بقدر ما يجعل من المرأة مبتذلة تسعى الى الانفلات الفردي من مجتمع ابوي
ان المهمة الرئيسية في جزئية تحرير المرأة هو تجريد الذكور من الحقوق اللا شرعية التي اكتسبوها ظلما خلال التاريخ الاضطهادي وهو أهم من محاولة اكتساب هذه الحقوق.
فعلى ارض الواقع لن يخسر الذكوريين أي شيء بل ستكتسب النساء من خلال عملية طويلة ومعقدة ومبتذلة مكاسب تلغي الخصوصية الانثوية الفسيولوجية وتجر حروبا اجتماعية لا طائل لها ولن تحقق أي مكتسب جذري في قضية التحرر الانساني من سجن الجسد الانثوي بسبب السجن الاجتماعي الابوي.

وللحديث بقية