حول المساواة بين الرجل والمرأة 3



معاذ عابد
2009 / 8 / 20

مجموعة القمر المربع لغادة السمان مثالا- الجزء3 المؤامر على بديع

تدور هذه القصة حول شخصية بديع وعيدب وهو الاسم المعكوس لبديع وتحديدا هي شخصية مأزومة مصابة بالشيزوفرونيا نتيجة أزمة طفولة مر بها بديع وهي الانحطاط الأخلاقي الذي كانت تمارسه والدته وكان يعرفه واقيا لكنه كان يرفضه بكل وعيه ولا وعيه مما ولد لديه حالة من الفصام ورغبة بقتل والدته الخاطئة لكنها والدته التي يحبها ويدفئها،
الفكرة الدائرة هاهنا متشعبة فهي تتمحور حول فكرة البغاء إن صح التعبير
أولا قبل الخوض بفكرة البغاء أو الإباحية الجنسية في المجتمعات بشكل عام أود التنبيه أن فكرة البغاء هي فكرة امتهانية للمرأة تحط من قدرها الإنساني وتحويلها إلى مجرد آلة مستأجرة للرذيلة مما يفقدها القدر الكبير من الكرامة الإنسانية نتيجة هذا الامتهان الأخلاقي،ولا ابرأ هنا الذكور والسطوة الأبوية على المجتمع من هذه الرذيلة بمقدار ما أن الرجل شريك أساسي في هذا الامتهان فالذاهب إلى بيوت البغاء ليس أكثر احتراما من المومسات أنفسهن.
ان الفاصل الاساسي في قضية المساواة هنا هو الحرية الجنسية فالسؤال الذي يتم طرحه دوما من مبتذلي الليبرالية التحررية نسوة ورجالا هو كيف يمكن للرجل أن يمارس الجنس بحرية دون المرأة.
وهذه الدعوة الليبرالية المنحطة ترد عليها الفكرة الحقيقية في المساواة .
أن الرجل امتلك هذا الحق نتيجة مسلسل السطوة الذكورية على المجتمع من خلال العوامل المرسخة كالدين والعرف والعادات والتقاليد وتطورت بحسب المعطيات الاجتماعية لذا فأن الممارسة الجنسية دائما في المجتمع من مميزات الرجل دون الفتاة
فعلى سبيل المثال مجتمعنا الشرقي يجيز للشاب ان يمارس الجنس مع فتاة ولا يعتبرها جريمة بعكس الفتاة حيث نجد في القوانين والتشريعات الابوية السلطوية قانون مخفف لعقوبات ما يسمى بجرائم الشرف.
وهذا يعزز هذه السطوة المنحطة التي تميز بين الانثى والذكر في المجتمع دون الالتفات للخصوصيات التكوينة لنفسية المراة وتكوينها الجسدي والجنسي الوظائفي.

يطرح بعض المبتذلون امثال منصور حكمت بعض التشريعات التحررية القذرة كموضوع الاباحية الجنسية كرديف تحرري للمراة في ظل الاشتراكية العمالية وهي مذهب منحرف في المدرسة الاشتراكية العلمية "الماركسية"
بل ذهب منصور حكمت وزمرته من الاباحيين الى تحديد عمر الحرية الجنسية ب15 عاما أي انه يدعو صراحة الى الاباحية مع الاطفال ايضا متناسيا التطور الادراكي للفتاة والشاب في هذا السن
ومتناسيا التأثير الاجتماعي على التكوين الفكري للفرد
وطالب بتصنيف البغاء كمهنة مبتعدا عن أي تقدير للخصوصية الانثوية ومشجعا على الامتهان الذي تختاره بعضهن لأسباب قصرية وهذا نادر وهناك الاسباب المنحطة كالسعي الى الربح السريع والاكتساب المادي اللاأخلاقي من باب استنزاف الكرامة الانسانية.
ان الممارسة الجنسية بنظري تتعدى المتعة المؤقتة فوهب هذه العاطفة الغريزية بين اثنين يجب ان تربطه علاقة مقدسة "ليست دينية بالضرورة" وتحت إطار مؤسسي يجعل من هذا الرابط الجسدي جزئية صغيرة من رابط روحي وعاطفي كبير يكون ارتباطا مبني على اسس راسخة من التفاهم والحب والأهم من ذلك كله ..الأحترام المتبادل بين كيانين متحدين برابط أكبر من فروق فسيولوجية أي انه يرسخ لعلاقة تكاملية بعيدا عن انتهاك الخصوصيات الجندرية للطرفين.
هذه الفكرة التي لاقت حربا شعواء من منظري ما يسمى بالتحرر النسوي وتحت مباركة ضمنية من المجتمع ذو السطوة الذكورية برغم معارضة تكوينية استغلها المجتمع الابوي لتشكيل حالة استلاب للمراة.

ان الخصوصية الفردية للذكر وللانثى على السواء يجب ان لا تعامل تحت اسقاط المجتمع وتأثيره