نشرات نسائية



فينوس فائق
2009 / 8 / 26

«تواجه الصحافية السودانية لبنى أحمد الحسين، عقوبة الجلد بعد إدانتها بارتداء (زي فاضح) لأنها ترتدي البنطال.. إلخ». «مواطنة عربية مسلمة في فرنسا تُمنع من دخول المسبح مرتدية زي سباحة محتشم لأنها محجبة». «طالبة مسلمة تضطر لحلق شعرها لأن مديرة المدرسة تمنعها من دخول المدرسة بالحجاب»، و«في ذكرى يوم المرأة العالمي، امرأة مسلمة في النرويج تحرق الحجاب». و«وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون المدينة من أصل عربي تقول: إن حظر البرقع والنقاب سيتيح استئصال (التطرف) الإسلامي».
كم ترهقني هذه النشرات الإخبارية وهذه المانشيتات القاسية، والعامل المشترك والمستهدف الوحيد منها هي المرأة. كم أشعر بالخجل والغضب والحزن في ذات الوقت عند قراءتي لهذه الكلمات، أشعر بالخجل من أن هناك قوانين تحاسب الإنسان على أبسط الحقوق البسيطة وهي الملبس، ويحولون المسألة نحو منعطف سياسي لا يخدم أي قضية، سوى أنه يشعل فتيل الكراهية بين المسلمين والغرب..
لست محجبة ولا حتى أرغب في ارتدائه يوماً، لكنه من دون شك يندرج في خانة الحريات الشخصية، أما أن يأخذ الحجاب طابعاً سياسياً فذلك مرفوض وغير مقبول، وأشعر بالغضب لأن هناك قوانين توضع خصيصاً لتحديد حركة المرأة وتحديد نشاطها وحضورها ورأيها، وتلغي شخصيتها بكل الوسائل، وتنتهك إنسانيتها بإتقان.. والكارثة هي أن واضع هذه القوانين هو الرجل، ومن أجل مسح شخصيتها وهدر كرامتها.. إزاء هذه النشرات أشعر بالحزن لأن هناك الملايين ممن يعانون من الأمراض الخبيثة في العالم، من أنواع السرطان والآيدز والأوبئة الفتاكة، ومناطق أخرى تعاني من الفيضانات والبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية، وضحاياها رجال ونساء، والدول الأوروبية المتقدمة عقلياً وإنسانياً وقوانين لا تدخر أبسط جهودها من أجل إغاثتهم ومد يد العون، وتنتشر حملات جمع المساعدات والمعونات، وتجهز جيوشا من المتطوعين من أجل تقديم المساعدات لهم وإغاثتهم، وفي دول مثل السودان تُمنع المرأة من ارتداء البنطال وتعاقب بالجلد، وبالعكس في فرنسا تمنع امرأة من مزاولة السباحة لأنها ترتدي لباس سباحة (محتشما) يشبه لباس الغواصين..
لا أظن أن هناك حديثا شريفاً أو أي نص قرآني يدعو إلى جلد المرأة بتهمة البنطال، ولا يوجد أي قانون من قوانين الأرض ينص على حظر لباس معين للسباحة..
كم أتوق لذلك اليوم الذي يكون بمقدورنا أن نفكر بحرية، وأن نكون كونيين ذوي أفق عال عند النظر إلى هذه القضايا الإنسانية، وأن نبعد عنها المرأة التي تكاد قضيتها تتحول إلى قضية صراع ديني وسياسي تضر أكثر مما تخدم أواصر علاقاتنا الإنسانية..

ديوانية الجمعة في جريدة أوان الكويتية، الجمعة 21/8/2009 العدد:638
www.venusfaiq.com