ماهي السبل لتاهيل العقل العربي للخروج من نفق التعصب العشائري والاقليمي والطائفي



نوئيل عيسى
2009 / 9 / 28

التعصب الديني والعشائري والعرق ديني والاقليمي لم يكن علة فينا نحن العرب ولم نصير اليه كانماط منفردين بهذه العصبيات المتفشية بيننا اليوم فالعقل العام العالمي كان مبتلي بها قبلنا ولازالت فتاة منها نائمة في عقول قادة وعامة كافراد و منتشرة في ارقى انواع النظم الديموقراطية العلمانية وكمؤسسات دولة متبلورة وعائمة بشكل نقيض النقيض لفكر تلك الدول وفي عقل قادة مستقلين لهم وزنهم كعلمانين افذاذ ؟ الا انها نائمة او متختلة خلف متاريس من التعقل والمكر وقد يماط عنها اللثام بين الفينة والفينة وتاخذ نفس الشكل الموجود حاليا في العقل العربي كوسيلة لتحقيق غايات واهداف( بالعنف والعنف المفرط ) الا انها تاتي تحت شروط صحية لايمكن ان نشعر بها او ندينها تحت وابل من العمل الاعلامي المخادع والذي يغطي مثل هذه الافعال بعباءة الشرعية والمبررات العقلانية المقنعة والتي تذهب بهذه الاعمال بعيدا عن قفص الاتهام من مثل التعصب الديني الطائفي العرقي وقد عانت ولاتزال انماط اجتماعية تجمعية تحمل هذه العقلانية الشوفينية عند المسيحين الخ الهجمة الاميركية الاخيرة على العراق جرت تحت مبدا وشعارات اكتسبت الحق القانوني الدولي والشرعنة الدولية للقضاء على اسلحة الدمار الشامل ولكي تحصل اميريكا وبريطانيا بالذات على اهدافها كان عليها ان تنشر الفوضى بين افراد الشعب العراقي من ( فرق تسود ) وكانت كل العواطف العرق دينية الطائفية والمشاعر الاقليمية في العراق متوسدة الهدوء في نومة هنيئة الا من بضع عصابات اسلامية هشة هنا وهناك لاتاثير ولا وزن سياسي لها وبالذات الاخوان المسلمين .
فعمد المحتلين الى ايقاظ هذه المشاعر ودغدغة هذه العواطف فهبت من سباتها لتشعلها نارا متاججة هي الاخرى اي القوى الشوفينية لتحقق عن طريقها بعض الاهداف التي خسرتها نهائيا اضافة الى ان الرئيس الاميريكي المفترض ان يكون مرتديا لبوس العلمانية اخذ يطلق التصريحات والتلميحات بين الفينة والاخرى فضحت بعض مكنوناته النفس اجتماعية بينما كانت الاهداف الحقيقية وراء خطة غزوا العراق الهيمنة على مقدرات المنطقة لاغير ومن ضمن هذه التصريحات اعلان بوش ان مسيرته التحررية لنشر الديموقراطية في ارجاء العالم ومحاربة الارهاب كانت بدافع رؤى دينية حرضته للقيام بعمليته هذه ووعدته بالنصر الاكيد ورغم سماجة هذه الافكار التي طرحها عن طريق رسمي او غير رسمي يتضح منها انها تكشف عن مزيج من العقد في داخل عقله او داخل عقل اللوبي لو افترضنا انه لايحكم مباشرة وهذه العقد هي انماط من العصبية الدينية مترسخة في ذاته وعقله الباطن وكثرين من قادة العالم يشعرون وتتفاعل في داخلهم مثل هذه العصبيات مثل هيدر في النمسا ؟ هذا الوضع المتفشي في العالم المتحضر اشير اليه بعد ان انطحنت اوربا واسيا وبعض دول العالم تحت رحى حربين كونيتين كانت مبرراتها هي النقمة العنصرية دينطائفية كانت ام عرقية بحتة نسبة الى اجندة هتلر والنازية ومثل هاتين الحربين بددت او خدرت مثل هذه العصبيات واعدمتها داخل حتى العقليات الغليظة في نصف الكرة الارضية بعد ان شعرت الشعوب وجربت البلاوي التي جلبتها هذه الحروب عليهم الا ان شذرات منها بقيت تعوم لكن بشكل متخفي متستر في عقلية العديد من القيادات والقواعد الشعبية نائمة يستفاد منها احيانا في تحقيق اهداف سياسية مكروهة عامة او شخصية لكنها كفكر عام رفضت رفضا باتا بعد الماسي التي مرت بها شعوب نصف الكرة الارضية والتي كانت في مدار زوبعة الحربين الكونيتين واللتين قامتا تحت نفس هذه المشاعر العصبية قبلية كانت او عرقدنية الخ ؟ ان الهزة الحالية التي تتعرض لها الامة العربية وخاصة العراق ولبنان والاسلامية من باكستان وافغانستان والاقوى في ايران وحزب الله وحماس والاخوان المسلمين هم شعلتها التي لاتنطفئ وتتوقد شرارة وكلما اتيحت الفرص لقبر هذه المشاعر والاحاسيس تلهب شرارتها هذه المنظمات القميئة في عالمنا العربي الاسلامي اما القوى العروبية التي تحالفت في ازمنة متعددة مع القوى الاسلامية ( الاخوان ) وهي التي كانت ترفع شعارات التحرر الوطني تسببت في قمع اهدافها واهداف الثورة العربية التقدمية بقيادة الاحزاب الشيوعية والتي تعود اليوم هذه القوى العروبية والاسلامية العربية بعد ياسها من نيل اهدافها المعلنة في اجندتها ارى انها مجرد اهداف دجل وشعوذة لاستغلال عواطف الشيوعية العالمية للتحالف معها ضد حلفائها القدامى الانكلو اميركين من ( عدو عدوي صديقي ) الذين وضعووا العديد من قادتها في دسوت السلطة الا ان هذه الانماط من العمل السياسي اوقع الجميع في فوضى عارمة مهددت للاستعمار طريقا معبدا الينا دون اي مشاكل تذكر رغم التلميحات الاعلامية المخادعة انهم انغرسوا في طين العراق وافغانستان وووالخ لكن مع هذا الاحداث الحالية وعلى قسوتها وتاثيرها المدمر ربما ستمحق هذه المشاعر وتقضي عليها الى غير رجعة عموما وستنشا على اثرها افكار ورؤى جديدة لا للخروج الفردي من تحت هذه العصبيات بل قمعها كشكل عام معوم في حياتنا العامة خاصة داخل البنى الفوقية لاعادة التوازن الى الحياة العامة كالامن والسلام والاستقرار من اجل البناء الاقتصادي لرفاهية انساننا العربي ؟ واعتقد ان الاوضاع الشاذة التي خلقتها هذه العصبيات ومايجري بسببها اليوم على الارض من فضائع مرعبة سوف تكون ردود فعلها سببا في حدوث هذا التجزر الفكري العام للاستمرار في اعتناق مثل هذه العصبيات وان بقت داخل افراد تعتمل فلن تخرج الى وقع احداث اي فعل مشين ؟ واذا لم يتعلم عالمنا العربي القاعدة والقيادات دروس من حاضرنا الحالي للتخلي وقبر هذه العصبيات في العقل العام سوف يحتاج عالمنا العربي الاسلامي الى حرب قاسية او رجة عنيفة على غرار الحرب الكونية ليتخلى الانسان العربي عنها الى الابد ؟ هذا من المنظور العام اما المنطور الشخصي اعتقد ان هذه العصبيات تتخذ اليوم وكما اسلفت ذريعة ووسيلة لتحقيق غايات شخصية لدى القيادات كافراد واهداف وطموحات ضيقة وليس من اجل الدين او الطائفة او العرق المعنين ؟
هذه ايضا ستصع الفرد العربي الذي يغرر به وينجرف وراء هذه التيارت وبعد ان يعي انها لاتخدم حياته العامة ومسقبله الاقتصادي ومستقبل الاجيال القادمة بعد ان تتعرى امامه على انها مجرد خدع عقلية لاغير تخدم شلة من الطامعين وعلى اثر هذا الياس من تحقيق نهابات سعيدة للقاعدة الشعبية العريضة على ايدي هذه الشلة من المغامرين التي يوعدونهم بها ستنفرط حبات تجمعهم حول مثل هذه العصبيات وسوف يتنكرون لها ويرفضونها لانه احيانا الثقافة العامة لاتلهم الانسان بحقائق مسلم بها وستظل تطوف في عقله نتائج وهمية وهذه النتائج بعد ان تاتي عكسية وبعد ان تتحول الى عملية ستكون القشة التي تقصم ظهر البعران ونحن اليوم في خضم التجربة وهذه التجربة اعتقد انها ستكون هذه القشة وشعوبنا وامتنا العربية التي تستغل ثقافتها الدينية محرفة مزورة ستخرج من هذه المعاناة بعد ان تستلهم الحقائق التي استخدمها او يستخدمها بعض الغلاة للوصول الى اهدافهم وعن طريقها يتم استخدامهم مطايا ولن يطول الوقت كثيرا انشاء الله لتتوضح الامور وتتجزر الموالاة للاخر ويتبلور وعي جديد لدى القواعد الشعبية وستنبذ هذه العصبيات الى الابد وهي كما قلت اعلاه انها ليست حصرا بشعوبنا العربية الاسلامية بل هي نتوءات عامة تبرز في جسد كل امم وشعوب الارض وسيتم تجاوزها كما تجاوزتها الشعوب الاخرى فلا نقسوا على شعوبنا العربية الاسلامية لانها مغرر بها بل نقسوة على قياداتنا حتى نقبرهم نهائيا ؟
وليبقى همنا وغاياتنا وواجبنا اليوم ان نصبر ونعمل على تعرية الغايات والوسائل الدنيئة للقادة مجموعات وافراد ونضعهم على المحك مع فضحهم وجر البساط من تحت اقادامهم انذاك نحقق حلمنا بالتخلص من كل مايشوب العقل العربي الاسلامي من انماط العصبيات التافهة هذه ؟

نوئيل عيسى
28/9/2009