ماذا قالوا لها ... عن دورها في الحياة ؟ ! وكيف كان الواقع ....



امنة محمد باقر
2009 / 11 / 11

احيانا لا ألوم نظرية الجندر ... حين تقول بأن ادوارنا رسمت لنا سلفا .. انت تلبسين قالب المرأة ... وانت تلبس قالب رجل...... ولكن الذين رسموا تلك الادوار غضوا النظر عندما اخذ الواقع مجراه .....
مثلا قالوا لها انها مكفولة وليست كافلة ... ولكن عندما تصطدم بالواقع ... فأن عليها مسؤوليات مالية كبيرة .... عليها ان تعيل نفسها حالها حال اي كائن اخر على سطح هذا الكوكب الذي يتأزم اقتصاده بين حين واخر .. فيضطر الاطفال انفسهم للعمل ؟؟؟
اما في العراق ... فأن الطفل الذي يفجرون اباه في سيارة مفخخة ... وامه الارملة لاتستطيع حيلة ... فأن ذلك الطفل يضطر الى ان يعيل امه واخوته .. حتى لو كان ابن عشر سنين ... ولا ابالغ ...
عندما كانت طفلة قالوا لها ... خذي هذه اللعبة التي صنعت على شكل انثى هي الاخرى او طفل رضيع ... فغرسوا في بالها انها ستتزوج مثلا وسيكون هنالك دون جوان يصرف على البيت ...
قالوا لها حين كبرت وصارت في عداد النساء وليس الاطفال .. قالوا لها ... ان السفر عيب , ولكن عليك بالدراسة في محافظة اخرى لكي تحصلي على الشهادة الجامعية التي تؤهلك للزواج والعمل معا ...
وحين سافرت ودرست ... قالوا لها ... انك طبعا قد حصلت على الشهادة ... ولكن الفتاة التي تسافر الى مدن اخرى .. تتغير طبيعتها ... ولديها عقد المتعلمات ... ولعلها عاشت قصة حب او ما شابه ... لذا : فرصك في الزواج قليلة ..
ولكن عندما حصلت على الوظيفة ........ قالوا لها .... لعلك تستطيعين ان تساعدي هذا الرجل المجتهد المستقيم .. تزوجيه ... لعلك تقودين عائلة طيبة ... ( اين ذهبت الانتقادات السابقة عن الفتيات اللواتي يدرسن خارج مدينتهن ؟!) ... ثم انها عندما ولدت الاولاد ... وتعبت وربت ... قالوا لها ...هكذا يجب ان تكون كل النساء ...
ولكن لو ان السيناريو تغير ... وقالوا لها ... لم تعملين ... الشهادة فقط هي المهمة ... النساء للبيت ...
جلست في البيت مئات السنين .... جاءوا فقالوا لها ... انت لست بذكية بما فيه الكفاية ... درست وجلست في البيت .. ما فائدة الدراسة ؟ ولماذا اضعت اربع سنين (( اضعت ! ) ... كان ينبغي ان تتزوجي باكرا بدل ان تجلسي في البيت ...ثم جاءوا لها برجل .. اي رجل ... لانها مثل اي ربة منزل اخرى .... لعله درس الاعدادية وهي درست الماجستير ... لكنها اضاعت الكثير من الوقت في الدراسة ... وهذا الرجل قبلها على علاتها !! وهي في التاسعة والعشرين !! هههههه.......
ولكن لو ان السيناريو تغير قليلا .......... وقالوا لها .... لم تذهبين الى محافظة اخرى وتدرسين ... شهادة الاعدادية تكفي ... اجلس وتعلمي الطبخ والنفخ ..... وكيف تخبزين الخبز الابيض او خبز العروك ... وستحصلين على احسن حياة .... وجلست في المنزل سنوات وسنوات ... وتخرجت قريناتها ... واصبح لديهن الاولاد والبنين ..... ثم هي تزوجت رجل يقال انه متدين ...تطلقت وتزوجت ... لانها لم تعرف كيف تحاور الرجل الاول ... ولقلة خبرتها وتجربتها في الحياة ... ولقلة تعليمها .... لم تستطع ان تتعايش معه ..... لم يكن هنالك تفاهم .... ازدراها .. اراد موظفة ... ممن اكملن تعليمهن وعشن الحياة ... وحاورن غيره من الرجال ..... ولم ينفع تدينها ... طلقها .... جلست في البيت مرة اخرى ... وتزوجت من جديد ... حصلت على شهادة براءة اختراع ..... او خبرة من الزواج الاول .... لكي تستطيع ان تعيش مع الزوج الثاني ............. هههههههههههههههههههههههه
ولكن : ماذا لو ان السيناريو......... قالو لها : من المتوسطة فقط تتزوجين .... لاداعي للاعدادية .... نعود الان الى فترة الثمانينيات .... لأن سيناريو الجامعات والدراسة في مدينة اخرى ... راج بعد عام 2000 ... المدينة كانت متعصبة قبل ذلك ... المهم قالوا لها تتزوجين وتتركين المدرسة .... وليس لك حل اخر .... هاقد كبرت وصار عمرك 15 سنة ... وبدأت معك الدورة الشهرية ....حكايتها ... وقالوا لوالدها ... زوجها .... حرام عليك ان تحيض في بيتك ... تزوجت احد فقراء الحي... كانت شابة نابضة بالحياة ... ملأت البيت بألف ولد .... وبنت ... والميزانية لاتحتمل ... طبعا لاتحتمل ... ماذا تتوقع من ملأت البيت ببطنها ؟؟ !! لذا لابد ان تعمل !! مالحل ... لابد ان تساعد في البيت ... ( تذكروا بأن السيناريو الاول اقترح ... عليها انها مكفولة وليست كافلة ... ولاتعيل احدا ... هي معالة وليست معيلة ... ) على اي حال ليس لديها مؤهلات ... ماذا تفعل ؟ اوه !! فكرة تذكرت انها تستطيع ان تتفنن في تجميل الحواجب ... فاصبحت حفافة !! هههههههههه تأتي اليها كل نساء الحي ... فكرة جيدة ... ويتقافز اطفالها الصغار على النساء اللواتي يدخلن البيت كأنهم حبات الذرة وهي تتطاير في ماكنة البوب كورن !!! ولاندري اي من بناتها ستدخل الجامعة .. ام ستعاد قصة الحفافة من جديد ... ولكن النظرية التي ستزرعها في عقولهن هي الحكاية التقليدية بأنهن مكفولات لاكافلات .. ولاداعي للعمل ... ويعاد المسلسل من جديد .... والا كم من بنات الحفافات ... قد اصبحن شيئا اخر ..( لكل قاعدة استثناء على اي حال وتلك هي مهنة شريفة ... القصد هو كيفية صنع ادوار النساء ... والى اين يتجهن منذ البداية ... )
وماذا لو ان السيناريو عاد بنا الى الوراء الى عام 1891 عندما ولدت جدتي ......... رحمها الله ...... ههههههههههههه اعتقد ان جدتي اخبروها ... او قالو لها : ان جميلة ورشيقة ووالدك يريد تزويجك الى رجل من العشيرة الاخرى ... يضمن بستانا ما في مدينة ما .. لم لانزوجك له ... وكانت طبعا طفلة ... لم تذهب الى المدرسة ... وجاءت الى بيت جدي .. فوجدته رجل الحقل والمزرعة .... ولكن حين قالوا لها ... ماقالوا لها !!!
كانت جدتي هي الاخرى قد ... قالوا لها ... بأنها امرأة مكفولة وليست كافلة .. وتأكل الحلوى وتمرح وتلعب في بيت والدها ... ولكن ... ماقالو لها .... انها ستشقى في حقل جدي ... مثلما هو مكافح ويشقى ... وستحلب الجاموس ... وستزرع الحقل كالرجال .... ولكن جدتي لم يحتسبها احد في القوى العاملة لعام 1905 حين تزوجت جدي .. وبدأت رحلة ... ما قالوا لها عنها .............................