معطيات اراي والراي الاخر في محاضرة الدكتورة منيرة اوميد



عالية بايزيد اسماعيل
2009 / 11 / 13

الصدفة وحدها شاءتني ان احضر فعالية اليوم الثاني لملتقى تكريم فقيد الادب الكردي الاديب ناجي عقراوي الثقافي في اربيل للفترة من 28 ـ 30 نوفمبر , وجاءت هذه الدعوة من قبل الاعلامي الشاب حسو هرمي والاعلامية الشابة وهبية سعدو مشكورين ,اللذان اتاحا لي فرصة التعرف الى جمع من الاسماء اللامعة في الثقافة والادب العراقي , والاستماع الى محاضرة للدكتورة منيرة اوميد , الا ان التوقيت المتاخر وسوء الحظ لم يحالفني ان احظى بمحاضرة الدكتور الاستاذ تيسير الالوسي وهي خسارة الوم نفسي على ضياع تلك الفرصة الثمينة مني , الا ان العزاء كان في التعرف عليه شخصيا ومحاورته في بعض امور وواقع الثقافة وشؤونها .

اما محاضرة الدكتورة منيرة اوميد القيمة المتكاملة , والتي تناولت فيه عدة محاور تخص المشهد الثقافي العراقي والكردستاني على وجه الخصوص , والتي اغنتها الدكتورة منيرة اوميد بالمعلومات والبحث المستفيض , فقد كانت ممتعة وغنية شدت انتباه الحضور , الا اني ساقف عند محور واحد الا وهو موضوع الراي والراي الاخر , فقد اثار هذا الموضوع لدي مجموعة تساؤلات وطروحات بعضها يتفق مع ماجاء في محاضرة الدكتورة الفاضلة والبعض الاخر لا اتفق معها , وهذا مادفعني الى تدوين تلك التساؤلات على قصاصة ورق وارسالها اليها , والتي تفضلت مشكورة بالرد المقتضب عليها , ومن ثم اكمال مناقشة الموضوع بعد انتهاء المحاضرة , لندخل معا في حلقة نقاشية حول الراي والراي الاخر , والطريف ان كلا منا كانت متمسكة بوجهة نظرها حول موضوع يخالف تماما مانحن بصدده من نقاش , لان الحوار بيننا بدا وكانه حوار الطرشان , ليمتد حلقة النقاش بعد ذلك وتستكمل مع المثقف الكبير الكاتب الاستاذ فلك الدين كاكائي وزير الثقافة السابق في حكومة الاقليم وبحضور المفكر الكردي المعروف كمال مظهر , الذي اصر على ان حرية الراي والراي الاخر مكفولة في العراق بكل انواعه ولجميع الاطياف على الاقل في اقليم كردستان , واختلافي مع هذا التفاؤل المشوب بالحذر , وبما ان الوقت لم يكن يتسع لاستكمال الحوار ومداه حول الموضوع , فقد ارتايت ان اتناول الموضوع بمقالة واطرح وجهة نظري فيه بما اختلف به مع المحاورين الافاضل , وساحاول ان اقسم الموضوع على عدة محاور كي لا تتداخل الامور مع بعضها وتتشابك .

• في المشهد الثقافي
كلام كثير يدور حول التسامح وقبول الراي الاخر في المشهدين السياسي والثقافي العراقي , لكن ياترى اين نحن من تلك العلاقة مع الاخر ؟؟ فالاخر المختلف فكريا او سياسيا او دينيا او قوميا دائما موجود , لكنه اما كافر او متامر , لايمكن قبوله الا ضمن بودقة الانصهار والاندماج , من قال ان التعبير عن الراي في العراق اصبح حرا وان المواطن اصبح يتمتع بوطنيته في ابسط الحقوق ؟؟ ان مايسمى بحرية التعبير عن الراي !! , ما هي الا اكذوبة تنطلي على اكاذيب شتى , قد تجرنا الى اكتشافات اخرى من اكتشافات مازلنا ندفع ثمنها للان , هناك حدود وموانع قومية ودينية وحزبية كلها تصور حجم الصدمة الانسانية المؤلمة , حين يقابل اي واحدا منهم حبه لوطنه بمشاعر قومية ودينية عنصرية وفق حسابات الاكثرية والاقلية , وليس وفق حسابات الكفاءة والقدرة , فالمشهد يزداد صعوبة وقتامة في ظل انحسار الامال وضيق الخيارات المطروحة امام المثقفين ,
فنحن اذن نشهد انتكاس الثقافة وتراجعها , وتراجع فكري ومعرفي , واصبح الجو العام للحياة العامة معاديا للثقافة , وهو من مواضيع الساعة , وشعار حرية الفكر بات شعارا زائفا مخادعا , رغم الحرية المزعومة والديمقراطية المزيفة , فلازال اسقاط الماضي على الحاضر فارضا نفسه بقوة على المشهد الثقافي .
والمثقفون يتعرضون لتهديد ثقافي متشعب الاوجه متعدد الجوانب وهو يستدعي بالضرورة مزيدا من العناية والمعالجة حيث ان المشكلة عندنا لها ابعادها وخصوصيتها واخطارها المميزة .

والمواقع الالكترونية تشهد على هذا فهي تضم كتابات من اقصى اليمين الى اقصى اليسار , ومن التدين الى الالحاد , بعضها كتابات ساخرة واخرى تحمل هجوما تمس الكرامة بكلمات بذيئة بما يخدش الحياء وبما لاينسجم واخلاقنا وتقاليدنا .

فهناك امية اخلاقية وامية اجتماعية ورفض للاخر ونقص في الوعي يسود غالبية الوسط الثقافي من اشباه المثقفين , الذين يتبنون مفاهيم ومعايير اجتماعية بالية , اقلام لا تمتلك رصيد اخلاقي ولا علمي تحاول تسقيط المعارضين لهم في الراي , وتهاجمهم بوقاحة , وتسقيط خصومهم اعلاميا , يتبنون مفهوم انا ومن بعدي الطوفان , التي تعكس مدى حالة الفصام نتيجة الازواجية في الشخصية الذي تظهرهم امام الناس بشخصية براقة تتقبل النقد و الراي الاخر بينما في الحقيقة يمارسون كل انواع التسقيط والاستبداد .
والمشكلة ان الدور الذي يمارسه الاعلام في اختراق حدود النقد والتحريض وتشويه كل ما يتصل بالاخر المختلف تصل في بعض الاحيان الى حد العنف لانها تعتمد على تاجيج مشاعر الناس البدائية واثارة حماسهم بتوظيف المشاعر الدينية واليوتوبيات التي تودي الى تغليب الطابع الطائفي المتعصب ,
ونقصد بالثقافة هنا بمعناها الواسع التي تشمل الادب بفروعه المختلفة والفنون بكل اشكالها والاعلام وانماط التفكير واساليب الحياة وكل مايكون التراث وهو ماينطوي تحت عنوان الهوية الثقافية .
فاين نحن من احترام الراي الاخر المختلف ؟؟؟



• في المشهد السياسي
انتشرت بعد الحرب 2003 بما يسمى حرية التعبير عن الراي , بشكلها الفوضوي التي حملت معها سلبيات كثيرة , من ثقافة العنف , ورفض الاخر , والتهميش , والكراهية , والاستبداد , والفوضى , والقتل , والتي كلها تعتمد على مبدا الاقصاء , وفرض الارادة , وجعل القوة اساس التعامل , وفرض قيود لا تخدم الا جماعات معينة , وتهميش الاخرين , لترفع من حالة الغليان وتودي بالبلاد الى اوضاع حرجة تنشر الفزع والترويع والتي لا تولد الا العنف المضاد ,
فاصبح التراشق الديني والسياسي والقومي والفكري الذي لم يكن له وجودا من قبل , على الاقل من الناحية السياسية والاعلامية , هو المشهد المسيطر , حتى بات يهدد وحدة العراق , وتسلط الكيانات السياسية ذات الاغلبية السكانية على مفاصل الحياة مقابل زيادة في تهميش حقوق الاقليات الدينية والقوميات الاخرى , واصبحت الاطياف والمكونات العراقية , كلها تتحدث بلهجة التعصب والطائفية رغما عنها , ولم لا مادامت الطائفية اصبحت شرعية قانونية ودستورا حياتيا .
الانسان عندما يولد فانه بلا شك ينتسب الى دين معين والى قومية معينة , وهذا شي لا دخل للانسان فيه لانها مفروضة عليه منذ ولادته , لكن المشكلة هي في اقحام الدين والقومية في تفاصيل الحياة العامة , ومصادرة حقوق وحريات الاخرين عن طريق فرض سياسة الامر الواقع ,

فالخطاب الديني التكفيري و طبيعة الثقافة التي تستسيغ الموت , ومع انتشار المد الديني الذي انطلق بقوة ليجتاح كافة مجالات الحياة , الا انه تدين فاشي حيث تجري عملية غسل ادمغة لكثير من الانتحاريين وتعبئتهم بمفاهيم دينية مسخت روح وتعاليم الدين وجعلته ساديا يتلذذ بقتل الضحايا , وتعرض عن الحياة وتملأ قلوب المتطرفين حقدا وبغضاء ضد الاخر المختلف دينيا وعقايديا , واكتشاف الادلة التي تبرر لهم منطق العنف والاقصاء والكراهية , يصورون افكارهم وثوابتهم كانما هي وحدها المبادىء وان الاخرين لا يدور في رؤوسهم الا المؤامرات , لماذا يعتقدون انهم وحدهم المستقلون والمبدعون وغيرهم ما هم الا دمى تحركها الايادي الخفية ,

في القرن الماضي سيطر الفكر القومي على مجمل الحياة العامة والسياسية منها بشكل خاص وتنامي الشعور القومي الذي اثبت التجارب التاريخية فيما بعد فيما بعد فشله في تبني التوجه القومي كما حدث في فشل القومية الالمانية التي نادى بها هتلر وموسيليني , مما ادى الى انحسار معطيات القومية , واخذ يخسر مكانته لانها تعارض مع النهج الديمقراطي .

فالمتمسكون بالقومية يرون دائما ان قوميتهم هي الاعلى وهي الافضل شانا من غيرهم فيتعالون على غيرهم , فالقومية العربية ترى نفسها انها خير امة اخرجت للناس بينما لم تقدم للناس غير العداء والكراهية والتعالي , والقومية الارية التي ترى ان الله اصطفاها من بين كل القوميات وفضلها على غيرها وانها هي الاعلى شانا من غيره , وكذلك الحال بالنسبة لباقي القوميات الفارسية والتركية وباقي القوميات الاخرى , بينما لا توجد قومية تعلو على غيرها ولا قومية افضل من اخرى .
ان وضع الاقليات الدينية في العراق وضع مؤزر ومؤلم , فالنظرة الشوفينية الاستعلائية هي التي تسيطر على المشهد السياسي , والتي كان اخرها قانون الانتخابات الذي خصص مقعدا واحدا فقط لليزيديين من اصل 275 او 310 مقعدا في البرلمان وفق نظام الكوتا , مقعد واحد لشعب يزيد تعداده عن ال 75000 الف نسمة في عموم العراق !!!!! , ان كان هذا ليس اقصاء ولا تهميش فما هو اذن ؟؟ , فكيف سيلبي هذا االمقعد اليتيم طموحات الشارع اليزيدي المنكوب بواقع ماساوي الذي يعاني الازمات الشائكة والتي تزداد في كل مرة تعقيدا والتي يدفع اليزيديون وحدهم في النهاية الثمن غاليا من مقدراتهم ومن فرصهم في الحياة والمستقبل الافضل ,

ان مشكلة الاقليات في العراق تعتبر رمزا لازمة فكرية واخلاقية وسياسية تتمثل في غياب مفهوم المواطنة والعدالة والمساواة , بسبب تعرضهم الى التمييز العنصري على الصعيد الاجتماعي والسياسي , واعتبارهم اقلية محرومين من حقوقهم الطبيعية في المشاركة السياسية الكاملة واحتلال اعلى المراتب الوظيفية في الدولة , ونجد على الصعيد الاجتماعي لا يعاملون الا على اساس عنصري فهم مواطنين درجة ادنى مهمشين يسلب منهم حقوق المواطنة والمشاركة السياسية ,



ولو عدنا باذهاننا الى الخلف قليلا وتذكرنا ايام الدكتاتورية لراينا ان العراقيين كانوا يعيشون بتالف وتاخي لا تفرقة دينية ولا مذهبية ولا قومية , وكانت الحياة والامن مستقرة , الا انه بعد الاحتلال بدات بذور التفرقة تزرع هنا وهناك , وبدات حلقات الطائفية والتفرقة تكبر , ونسينا اننا ابناء وطن واحد , وباتت الطائفية شرعية منذ ان اتخذها الساسة الجدد منهجا للعراق الجديد ,
هذه الظاهرة اللا حضارية ادت الى انتشار ثقافة العنف والتهميش واصبح الانتماء الديني والمذهبي والاثني هو الفيصل الحاكم للتفضيل بين الناس .
اما الوجود اليزيدي في ظل انتشار المد الاسلامي المتطرف والاستعلاء القومي كل ذلك ادى الى تهميشهم , فلا ذكر لليزيدية في الخطب السياسية وفي المؤتمرات والندوات , الايعني هذا اننا نفقد تدريجيا هويتنا ؟؟؟
صحيح ان عنف الانسان ضد الانسان ليس طارئا في الحياة الاجتماعية لكنها لم تكن بهذه الصيغة التي تفجرت منذ احداث 11 ايلول , والتي حولت الدين من مفهوم التسامح والمحبة الى عنف وتعصب , وجماعة تحتكر الدين وتحارب من يخالفه تسعى الى الهيمنة على الدين والدنيا , واهدار كل القيم الروحية وانسانية الانسان , عبر تحشيد المهمشين والمحرومين وجعلهم اداة لنشر ثقافة العنف والانتحار وتمجيد الموت عن طريق تشويه الاخر وتصويره رجسا مدنسا ,

فلا حقوق لنا من قبل الغالبية لعظمى من المتعصبين المؤدلجين المشحونين ضد العقائد غير السماوية , همهم الاول النيل منا ,

فكيف يضمن الدستور في هذه الحالة حقوقي كمواطنة عراقية اذا كنت مواطنة من الدرجة الثانية , لالشيء الا لاني يزيدية الدين ؟؟ كيف اطالب بحقوقي في ظل قانون يعتمد الشريعة مصدرا اساسيا في دستوره , المادة ـ4 ـ " الشريعة الاسلامية هي مصدر القوانين " و "دين الدولة هو الاسلام " .
ماينقصنا هو فقط منح الفرصة الكافية لاثبات الجدارة والامكانيات , فلدينا مهارات علمية وثقافية وكفاءات كاقلية عددية تبحث عن وضع مستقر واوضاع وصوت مسموع على قبول ادنى النشاطات نحن نحتاج الى كل شي ونفتقر الى ادنى شي
ترى هل بلغ ساسة العراق والقادة تلك المرحلة التي يعوا فيها تلك الدروس والعبر في التاريخ لتجنب الكثير من الكوراث .




• في التمييز بين الرجل والمراة

ان ميثاق الامم المتحدة يؤكد على الايمان بحقوق الانسان الاساسية وبكرامته وبقدرته , ويعلن ان جميع الناس يولدون احرارا ومتساويين في الكرامة والحقوق دون أي تمييز ,
الا انه مع ذلك بالرغم من القرارات والاعلانات والتوصيات التي اعتمدتها الامم المتحدة والوكالات المتخصصة للنهوض بمساواة المراة والرجل في الحقوق , هناك تمييز ضد المراة يشكل انتهاكا لمبداي المساواة في الحقوق واحترام كرامة الانسان .
فالرجل يرى في المراة مخلوق ادنى منه لاترقى الى مستواه مهما علت ثقافتها وامكاناتها ومهما قلت ثقافته وامكاناته , فهو الرجل السيد المتسلط التي لاترقى المراة الى مستواه في التفكير والعقل والخلق , لذلك فرض واجب حمايته لها من نفسها ومن نفسه ايضا , لذلك هي دائما تحت مراقبته , وغير مسموح لها بالاختلاط في مجتمع ذكوري .
ان وضع المراة اجتماعيا الان لهو اكبر دليل على صورة اليمين الحاكم الذي يمثل تيارات دينية وفق نظام الدولة الاسلامية و تفرض قوانين وفق الشريعة ,التي ترفض الحياة الدنيوية وتصفها ـ بالحياة الدنيا أي السفلى ـ , فكيف سيكون هناك معنى للحريات السياسية والمدنية ؟؟؟؟ , لذلك من الصعب تخيل وضع ا كثر سوءا للنساء في هذه المرحلة , فهن اولى ضحايا الاعراف الدينية والعشائرية والقبلية الجاهلية التي حولت النساء الى سجينات تمتهن حقوقهن اما الحديث عن وضع المراة داخل العائلة فهو حديث ذو ترف , فلا حماية قانونية ولاحماية اقتصادية , ولاحماية اجتماعية , حيث لايخفى ان اعتماد المراة اقتصاديا على غيرها يشكل سببا رئيسيا في امتهان كرامتها .
فلايزال ينظر للمراة في مجتمع ذكوري على انها احتياطي وليس عنصر رئيسي فاعل لمجتمع لايسمح لها باخذ دورها , فاين هي المساواة وتكافؤ الفرص التي ضمنتها مواد الدستور؟؟؟؟


• العلمانية هي الحل

كيف الخروج من عنق الزجاجة مع كل ماتقدم من معطيات التي تنبذ الاخر وتتعمد اقصائه وتهميشه ؟؟ , الحل يكون بدستور علماني ليبرالي ديمقراطي , وابعاد الدين عن المسائل الحياتية العامة , في بلد متعدد الاعراق والاديان , فقد اصبحت مواضيع السياسة والدين من المواضيع الشائكة , حيث ترى العلمانية في الايمان مسالة شخصية فردية بحيث لايجب ان تكون مدعومة من الدولة لا ماديا ولا سياسيا ,
ان مايجمع البشرية على اختلافهم هي الانسانية , مؤمنا كان ام ملحدا , دينيا ام علمانيا , رجلا ام امراة , الانسانية هي فوق الاديان تحترم الحياة , علينا ان لاننسى اننا اخوة في الانسانية هكذا قالها رسول المحبة والسلام السيد المسيح كلنا بشر خلقنا الله .
العلمانية ليست الحادا وهي ليست ضد الاديان , العلمانية تفصل الدين عن نشاط ومفاصل الحياة العامة بكل جزئياته وتبقي علاقة المتدين مع ربه علاقة خاصة لا شان لاحد بها لانها شان شخصي , والعلماني يفصل بين عباداته وسلوكه مع محيطه العلماني , يتعامل مع الاخر كما هو لاكما يمثله من اسم ولقب وخلفية اجتماعية , لايعنيه ابن من وماذا يمثل في المجتمع , العلمانية تدعو الى مساواة كافة الموطنين امام القانون في الحقوق والواجبات وفق اسلوب حضاري بما يتماشى مع روح العصر , العلماني سلوكه واخلاقه لا تسمح له بالاساءة مع المختلف عنه , لان العلمانيية تعني السلوك المتحضر ومراعاة شعور الاخرين لاتسيء لمعتقدات الاخرين .
فالاصلاح يبدا من من الجامع كما بدات من الكنيسة في الغرب , بالاصلاح الديني وسن قوانين تحد من سلطة رجال الدين على عقول الناس والاخذ بمبادىء حقوق الانسان وحقوق المراة وتامين الحياة الاقتصادية والسياسية .
انتقاد الغرب لنفسه مكنته من التقدم الذي نشهده وقبوله بالراي الاخر ومحاكمة الدين الميتافيزيقي واخراجه عن العلاقات العامة ,فهو لم يلغي الدين بل منع تدخله في شؤون الدولة واستبدل قوانينه بقوانين المساواة الاجتماعية الاكثر عدلا , فلن يكون هناك قبول للاخر الا بنقد الذات اولا , هناك اية تقول " لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم " فلا يمكن تقبل الاقلية مالم يبدلوا هم علاقاتتهم مع انفسهم وبطبيعة الحال هذا لن يكون الا بنقد الذات اولا .
فهل بعد ذلك هناك من يقول ان حرية الراي والراي الاخر مكفولة في العراق ؟؟؟