ردي علي رد السيدة المجهولة المعروفة في الرد علي مقالتي السابقة (المنشورة باسم شامل)



داليا علي
2009 / 11 / 14

أولا لنفهم جميعا إن ما اكتبه ليس لتغيير قناعة
ثانيا أن ما اكتبه لتعريف ومساعدة من يؤمن ومن تكون قناعته في هذا الاتجاه
ثالثا أن ما اكتبه هو لمساعدة للتعريف وبالتالي التصويب وتثبيت اليقين في البحث عن الحق وتطبيقه
رابعا أن ما اكتبه هو حوار بين أصحاب قناعة واحدة وقد يكون فيه أيضا تعريف لأصحاب القناعات الأخرى بفكرنا (دون فرض) مثلما نتعرف علي قناعة الآخرين ملحدين وعلمانيين وآخرين وكل يختار ما يقرأ ليعلم أكثر عن أفكار من هم من قناعته ويعرف قناعة الآخرين, ليتعايش الجميع في فهم للنفس والأخر وبالتالي قبول النفس والأخر


بالنسبة للتساؤل حول النموذج الأول والذي أطلقت عليه النموذج الغربي وحكم السيدة عليه بأنه نموذج الفطرة, فاعتقد لو تكلمنا عن الفطرة لاختلفنا من عدة نواحي أساسية فالفطرة التي فطر عليها البشر ارتبطت بفكرة الدين والإلهة والسيدة تنكرهم فكيف لها أن تسمي النموذج فطري وهي تنكر أساس فطرة الإنسان
أما الفطرة الحقيقة فهي التي تفرق بين الذكر والأنثى فلا تجعلهم متماثلين بأي حال من الأحوال وليس في الإنسان فقط ولكن في سائر المخلوقات, ففي سائر المخلوقات يختلف الدور تماما بين النوعين ولنأخذ من حياة أي كائن نموذج وليس النحل فقط, وان كان المثال الخاص بالنحل هو أحسن مثال لتأكيد المعني خاصة في ذكر كل لما خلق له, والتي ذكرتها في مقالي والمرتبطة بالذات في نقطة البيعة وهي الدستور وقبول المرشح لحكم, عندما ذكر الرسول البيعة للمسلمات أكد إنهن يبايعنه ويوافقن علي دورهم في المجتمع في حدود ما خلقوا له وما يطيقونه (حتى لا يكلفهم بما لا يطيقونه فلم يكلفوا مثلا بالقتال, فان قاتلوا لا ممانعة لكنهن لسن مجبرات), ولنرجع لقصة النحلة, فالنحلة الملكة خلقت لدور مثلها مثل الشغالة فهنا هي خلقت لان تكون الملكة والتي تفرز العسل وهو دور النحل الأساسي وما خلقوا له وما تطيقه وهو أن تبقي بالعش لتفرز ولا تسعي ولا تخرج ولا تحارب, أما ما يطيقه باقي النحل فيهملوه ألا وهو السعي والذكر للتلقيح,,,, كل لما خلق له وما يطيقه وهذا يندرج علي الإنسان ودور المرأة واضح فيه وهو مكمل لدور الرجل في الأسرة وشرحت وأفضت في الشورى مع بقاء الريادة والقيادة في يد قائد واحد. وذكرت بالتفصيل أن العموم يكون الرجل ولكن ليس بالمطلق, وكلنا نعرف الفارق بين العموم والمطلق.
إذن لو نظرنا للقوامة وللدرجة التي ذكرت بالآيات والتي تغضب الكثيرات والكثيرين – فالتفسير الخاص بها والذي يتبناه المعتدلون واحسبني منهم هو إنها ليست لكل رجل علي كل امرأة ولا كل زوج علي كل زوجة.... وإنما الغالب من مجموع الرجال علي الغالب من مجموع النساء,, بحكم طبيعة التميز في الخلق, والتي شرحناها في خلق ليس فقط الإنسان ولكن سائر الكائنات كل لدور له في الحياة يتكامل فيه النوعين ولا يتماثلوا بأي حال من الأحوال, فهناك تميز في الخلقة والقوة والمهارة في التكاليف بميادين معينة... فهي قوامة مبعثها توزيع العمل بين النوعين (لكل الكائنات ولذلك هي الفطرة) وليست احتكار العمل ولا إغلاق ميادين منه إغلاقا تاما علي نوع دون الأخر وقد سردت وأفضت في الميادين التي عملت فيها المرأة في أيام الرسالة الأولي وهي مثال للميادين التي تشارك فيها النوعان, واعتقد الحرب والقتال وما يحتاجه لقوة وما شاركت فيه المرأة في الغزوات لخير دليل علي عدم إغلاق حتى اشد الميادين في وجه المرأة..... فقد يبرع بعض الرجال في بعض الميادين التي تبرع فيها المرأة عادة أكثر من الرجال(مثل التمريض حاليا به رجال) وقد تبرع المرأة في بعض الميادين التي خلقت ليبرع فيها الرجال (مثل القتال والحروب). لكن يظل ذلك في إطار الاستثناء الذي يؤكد القاعدة, قاعدة التنوع في الفطرة بين الذكور والإناث, ليتكامل النوعان, فتتحقق السعادة الخاصة بين الذكر والانثي, ويتحقق توزيع العمل وفق التنوع الفطري بين الذكور والإناث
ولان القوامة وهي المسئولية المتخصصة والتكاليف الأزيد بحكم التأهيل الفطري, والقيادة والريادة في ميادين بعينها. كانت المرأة "قوامة" في الميادين التي هي مؤهلة للريادة فيها أكثر من الرجال... أي أن هذا التمايز بين الرجال والنساء وليس الرجال فقط, وهو تمايز بين جملة ومجموع النوعين, وليس بين كل فرد وأخر من النوعين... وهو تمايز في الدرجات داخل إطار ذات التكليف المكلف بها الرجال والنساء, فكما شرحنا التكليف بين المرأة والرجل لا يوجد بينهما أي تمايز فالمرأة والرجل تقع عليهم ويجازوا تحت نفس التكاليف الربانية, وإذا كان تكوين الأسرة وتربية الأبناء هي اللبنة الأولي للأمة وللعالم, فكل الكائنات المخلوقة بفطرتها تعيش و تحيا للقيام لهذا الدور, فان كان التكليف هنا للرجل والمرأة علي السواء, فإن أسهم كل منهما تتفاوت وتختلف باختلاف ميادين البناء الساري, علي النحو الذي يتكامل فيه هذا التفاوت والاختلاف, فمنه ما تزداد فيه إسهامات الرجل ونه ما تزداد فيه إسهامات المرأة بحكم فطرتها ومكانتها و مع بقاء هذا التنوع: تنوع درجة, في إطار التكليف العام لهما معا ببناء الأسرة
هنا 3 نقاط رئيسية:
1- الاختلاف والتكامل وليس التماثل بين النوعين
2- الشورى في التفكير والتعامل
3- الريادة لفرد وليس أفراد فلكل مركب قائد واحد (رجل كان او سيدة) والفارق بين العموم والمطلق

أما النسب للام فاعتقد إننا سندعي في يوم الدينونة باسم الأم, أما النسب حاليا للأب فهو عرف, ولذلك عندما جاءت السورة قالت ادعوهم لأبائهم لم تقل لأبوهم والآباء هم الشاب والأم,,,,, فمن حدد الأب اعتقد أعراف متبعة لم يفرضها الإسلام والسورة واضحة
أما منزلة الأم في الأسرة فواضحة تماما:
1- لامك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك (وهذه هي منزلة الأم وريادتها هنا في تربية الأبناء وبالتالي العرفان) واعتقد معروف ماذا هنا
2- المرأة راعية علي بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم – الحديث واضح وصريح
أما منزلة المرأة ونظرة الرجل لها وما يجب أن تكون فاشد ما أعجبني بخلاف كل تصرفات الرسول مع زوجاته قول عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما, في رؤيته وتفسيره للمماثلة التي جاءت بالآيات الخاصة بالمماثلة وليس التماثل وهي من الآية 221 إلي الآية 237 في سورة البقرة
"أني أحب أن التزين للمرأة (الزوجة) كما أحب أن تتزين لي, لهذه الآية"...... يتزين للمرأة لتماثلهم في الحقوق والواجبات (وهذه الآيات تتكلم عن الزواج والمعاشرة والطلاق والهجران وباقي ما يخص الأسرة)
لهذه الآيات يتزين للمرأة فلها مثل ما له من حقوق
وهذا ما فهمه وما قاله وما كادته أفعال وأقوال الرسول مع زوجاته
وهذا هو الخلق الذي وان غاب في التطبيق فهو ما يجب أن يكون عليه وما يجب أن يراه الجميع
وما اكتبه لا اخترعه او ابتدعه إنما هو مكتوب ويتبناه الكثيرين قولا وفعلا وما أنا إلا ناقله ومعرفه فقط لما هو موجود

أما تحفظ السيدة علي كلمة الانحلال علي موضوع إننا من اكبر البلاد التي تقدم سياحة الدعارة ورفضها أن يكون هذا انحلال بل قد تعده تخلف لعدم قبولنا فهي تري انه عدم قبول للأخر.... ولا تعليق لي علي هكذا فكر يقر سياحة الدعارة ويعتبرها قبول للأخر وينكر تعريفها بالانحلال الخلقي, فمعايير الأخلاق مختلفة تماما هنا ولا قبل لي بمناقشة تلك المعايير

أما عن الأيدلوجيات وقبول النموذج الثالث الوسطي واتهامنا بقبوله مع انه لا يختلف عن الأول لأنه إسلامي, فهنا نقطتين لا افهمهم:
1- كيف يتماثلا والأول يدعوا للندية والتماثل بين الذكر والاني والثالث هو وسطي يقبل جزء من الأول وهو التكامل وليس المماثلة ومؤكد ليس الندية ولكن التشاور فاعتقد جانب الصواب هنا في الحكم علي النوعين, وعندما نقول وسطي معناه انه يأخذ جزء بين نموذج واحد واثنين ولا يماثل أيهما تماما كما نقول لا يماثل الذر الأنثى والفروق تكاد لا تكون وضاحة مثل ما لم تلاحظيه هنا ولكن هناك فروق وهي جوهرية
2- الفارق بين المساواة في الحقوق والواجبات مع بقاء الفروق الفطرية بين الأنثى والرجل بينما النموذج الأول يلغي أي فروق
أما عدم فهم الندية او الفارق بين الشورى وبين الريادة فاعتقد إنني شرحتها باستفاضة فالنعش بحب وسلام ووئام وحياة قوامها المشورة لكن أليس لمجلس الشورى رئيس أليس لأي مجلس رئيس وهنا تكون الريادة سواء كانت لامرأة او رجل لكن لفرد, وكلنا نعلم أن في كل بيت في ريادة لكل فرد فيه لمجموعة أعمال وقرارات معينة في تشاور لكن بالنهاية مثل ما ثقال في كل أسرة "اسأل والدتك لو وافقت".... وهنا ليست الوالدة بديكتاتورة ولكنها الشورى التي بين الزوجين والتي رسخت الفكر والقرار الذي اتفقوا عليه في العموم, وعندما تحال المسألة هنا للام فهي إحالة لمن له الريادة هنا في اخذ القرار النهائي (لاحظ الأم) ولكن بناء علي المنهجية التي تم اتخاذها من قبل في :
1- فكر وأسلوب الأسرة ومنهجها في المواضيع
2- تحديد دور مسبق بين الأبوين في ريادتهم لاتخاذ القرار ومتي يكون منفرد ومتي يكون مجتمع (ولو رجعنا لوجدنا الغالبية في هذا الدور للمرأة)
اعتقد النموذج يوضح الفكرة بمنتهي الهدوء ويزيل عن السيدة الشك في إننا نتعامل بديكتاتورية وعدم فهم ووئام داخل الأسرة ولكننا نسعى لتوحيدها وليس لتمزيقها في اختلاف الآراء, او تشويه دور لفرد علي حساب الأخر

ولا تخلط الأمور فالنموذج الثاني كان أكثر رفضا من قبلنا من النموذج الأول فالأنوثة ليست للفراش او الجسد ولكن العاطفة والرقة والبسمة والحنان والكثير مما يغفل عنه مدعي التماثل كفارق بين طبيعة المرأة والرجل,

أما عما أصاب المجتمع من انهيار خلقي واغتصاب وأفكار انحلالية لم يفد ولن يفيد الإيمان فيها كما تعتقد إننا نفكر ولكن فلنراجع أنفسنا لم وصل الحال لما نحن عليه ولم تكن هذه لا أخلاق ولا أفكار ولا تصرفات هذا المجتمع من قبل 50 عام سابق,,,, اعتقد السيدة قد تكون أكثر قدرة علي رصد هذه التغيرات المجتمعية الشاذة وان لم يكن ورائها الفكر الشاذ والمنحل ودعي التحرر مثل العلاقات بدون زواج التي تراها السيدة جزء من احترام المجتمع المتحضر للحرية اعتقد قد تكون مثل هذه الأفكار هي السبب وراء الانهيار المجتمعي وارتفاع نسب الجريمة الدخيلة والتي أوحي بها أفلام الغرب العنيفة المنفتحة التي تسرب للعقول قبول كل أشكال انعدام الخلق بدعوي الحرية واحترام الأخر
اعتقد أن أكثر أمراض مجتمعنا الحالي سببها أفكار بعض المثقفين الذين كما قلت في مقالتي السابقة يتبنوا مقولة "من يأكل خبز الخواجة يضرب بسيفه"
وأنا أن اشكر السيدة علي تعبها والسيد شامل علي استضافة فكرها, لكني أعيب عليها تخفيها وهي الإنسانة المثقفة التي تدعي حرية الفكر والكلمة وتدعي القدرة علي التفكير والكتابة وبالتالي قادرة علي الدفاع عن فكرها فلم تخاف ولم تترك لغيرها الدفاع عنه, فاعتقد أن تخفيها خلف ستارة شامل يفقدها مصداقيتها في تصديقها لما تقول ومصداقيتها في إنها تفعل ما تقول ...