يحزنني أن تكوني أنتِ



عواطف عبداللطيف
2009 / 11 / 16

يحزنني أن تكوني أنتِ

كنت أراقب نشرة الأخبار على أحدى القنوات الفضائية العراقية وإذا بخبر مفاده تم الأعلان عن تشكيل القائمة الفلانية وأهدافها كذا وكذا لم يكن يعنيني منْ تكون هذه القائمة ولا لأي حزب تنتمي أو لأية جهة أو طائفة فالكل سواء ما يهمني هو وطني ومن يمثل هذا الوطن ويعمل على خدمته بصدق بعيداً عن المنافع الشخصية , وكيفية الخلاص مما نحن فيه خاصة بعدأن شبعنا شعارات وتقيئنا هتافات ونال منا ما نال من منجزات القوائم التي تم أنتخابها وما قدمته لنا خلال السنوات السابقة من أزدهار مقابل ما خٌط في لوائحهم الأنتخابية من مشاريع كان يسيل لها اللعاب وها نحن نحصد ما كسبناه على مر السنين سنة بعد أخرى من قتل ودمار ونقصان في كل أنواع الخدمات الأساسية لأن يعيش المواطن في بلد غني يطفو على بحر من الخيرات كأنسان ,من جوع وفقر وتهجير وتفجيرات أودت بحياة الأبرياء وفساد ينخر العظم في كافة المفاصل وأموال العراق تهرب مقابل كروش تكبر بدون رقابة او مسائلة أو حساب وأعداد الأرامل يزداد وأفواه الجياع والطفولة تغتال بكل مفرداتها والعنف يزداد ضد المرأة بكل أشكاله ونسب العنوسة والأمية بين الفتيات بأرتفاع هائل وفيتامين واو يكبر وينشط في كل المستويات والخريجين ينامون على أرصفة الشوارع بأنتظار الفرج أو يمدون أياديهم لتجميع الرشوة المطلوبة منهم للحصول على العمل والجهلة يعتلون ناصية الوظائف بشهادات مزورة لأنهم وكما يقال (أبناء عم الخياطة التي خيطت بدلة العرس) وها هي بدلة العرس يصيبها الغبار من كل جانب وتصبح بنية اللون وباهتة المعالم .

تطلعت ألى الخبر وما كان يهمني منه هو العنصر النسوي الذي يقف مع المصطفين وحز الألم في صدري وأسئلة عديدة تبادرت ألى ذهني فيا تٌرى :

أين عالمات العراق وكفائاته ؟

أين الكاتبات والطبيبات والمحاميات والمدرسات والمهندسات والمشرفات التربويات والخبيرات والرائدات ممن قدمن الكثير لخدمة الوطن وأفنين حياتهن لأجل ذلك وأكتسبن من السنين خبرة في كل المجالات يشيد لها الأجيال ويفخر ويعتز بها ؟

أين المرأة التي خبرتها الحياة وأعتصرها ألهم وصفعتها الحروب ونالت منها وهي تكافح من أجل أن يعيش أبنائها بشرف وعزة وكرامة راضية بالفتات؟

أين التي أعطت وقدمت من قرابين لتراب الوطن وضحت؟

هل فعلا أصبحنا عاجزين عن أيجاد مثل هؤلاء النسوة؟

هل هن من سيعتلين كراسي البرلمان ليكونوا الصوت لنا؟

هل كان ترشيح النسوة ليقفوا في الصورة فقط لكي يقال ان القائمة الفلانية أكملت العدد المطلوب أم من أجل أن يستفاد من هو خلف هذا الترشيح مما خطط له من وراء ذلك أم ؟ وأم ؟ وأم؟ وعشرات الأسئلة تقف عاجزة تنتظرأجابة.

نحن بأمس الحاجة
للمرأة القادرة المتمكنة
للمرأة القوية
للمرأة الأنسانة
لتملئ المكان وتشغله بكل كفاءة ونزاهة وأخلاص

لما لها من دور فاعل في صنع القرار في المستقبل من أجل تثبيت حقوقها الدستورية والقانونية.
وللوقوف أمام تمرير القرارات التي لا تخدم المرأة بكل قوة وموضوعية وواقعية.
وأن تعطي رأيها بكل صراحة وصدق وأن لا يكون دورها لتكملة عدد والتصفيق فقط بدون أن تعي وتفهم حسبما يشار لها .
وأن تقوم بمناقشة قضايا المرأة بشكل مفتوح وصريح وبدون خوف ووجل .
والتصدي لكل أشكال العنف التي تطال المرأة والسعي للألتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولة .
ومحاسبة وغلق المنظمات النسوية الصورية والتي جاءت لأغراض خاصة داخلية كانت أم خارجية.


أعذريني

يحزنني أن تكوني أنتِ.

فقد أستوعبنا الحكاية وفهمنا الدرس وما يحتويه.
لن نرضى أن نستمر بالسير الى الخلف والكل يسبقنا الى الأمام كما هو مخطط لنا نحن نريد أن نكون نحن لا كما يريد الغير.

وحتى تتضح الصور أكثر يكون الله في عوننا جميعاً

والله من وراء القصد