قياديات عراقيات بافكار رجعية



نجاح العلي
2009 / 11 / 17

نجاح العلي*
كنت وما زلت مناصرا للمراة وضرورة مساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات، وقد حضرت العديد من الندوات والنقاشات في داخل العراق وخارجه، تنادي بحرية المراة، وقد تزامن هذا النشاط النسوي المكوكي مع تشكيل لجنة كتابة الدستور، وكان من المآخذ التي وضعتها المنظمات النسوية على الدستور العراقي قانون الاحوال الشخصية واعترضت الناشطات النسويات على وجوب وجود محرم مع المراة اثناء السفر، مدافعات في حينها ومازلن بضرورة سفر المراة وحدها لانها ليست قاصرا.
الغريب والملفت للنظر ان هذه المنظمات النسوية التزمت الصمت ازاء قرار مجلس محافظة واسط قبل ايام بتعيين محرم مع كل عضوة من اعضاء مجلس المحافظة، براتب شهري قدره مئتا الف دينار، مع العلم ان هناك 9 مقاعد للنساء من بين 28 مقعدا .
وبحسب سندس الذهبي رئيسة اللجنة الاعلامية في مجلس محافظة واسط ان القرار "جاء لمقتضيات المصلحة العامة وبناء على الطلب المتقدم من قبل عضوات مجلس المحافظة المتضمن حاجتهن إلى مرافقين شخصيين من المحارم نظرا للظروف الاجتماعية والعرفية ولكون الحماية المنسبين ليس من أقاربهن".
هناك حزمة من الاسئلة المشروعة التي تطرح نفسها على سن هكذا تشريع يخالف الدستور ويهدر المال العام: ما الداعي للمحرم في المجلس وهو مجلس فيه الكثير من الاعضاء وبالتالي ليست في (خلوة) مع عضو آخر من المجلس؟ وأي مبرر قانوني لهذا الطلب؟ ولماذا لم يعين المحرم ضمن الحماية اصلا؟ ثم أن كن مقتنعات بهذا الامر فليدفعن لمحارمهن من رواتبهن المجزية؟ وهل سيصحب المحرم السيدات الأعضاء الى الخارج في الأيفادات الرسمية؟ ثم ما معنى الظروف الأجتماعية والعرفية ولماذا تنطبق هذه الظروف على النائبات ولاتنطبق على باقي الموظفات؟ هل هذا استهانة أخرى من تلك القوى الرجعية بالمرأة العاملة وطعن في عرضها وهي تعمل في محيط عمل خالي من الأقارب؟ الن يفتح هذا الأمر بابا يتيح لكل موظفة (وعلى مبدأ المساواة) طلب تعيين محرم لها؟
هذا القرار لو نظرنا اليه بتمحض سنرى انه اساء الى المرأة بقصد او بدونه، وقلل من شأنها وقتل عندها روح التواصل مع المجتمع.
أن كانت السيدات عضوات مجلس محافظة واسط يعتبرن أنفسهن ناقصات عقل ودين ويحتجن الى محرم فلماذا ياترى يتقدمن لأنتخابات ويشغلن مقاعد هن غير مقتنعات بأحقيتهن بها؟
ولماذا بعد مرور اشهر من انتخابات مجالس المحافظات وممارستهن لوظائفهن طيلة هذه الفترة تنبهت عضوات المجلس أنهن يخالفن الشريعة الاسلامية والاعراف الاجتماعية حيث كن يذهبن الى الدوام بلا محرم.
كيف لنا نحن معشر الرجال ان ندعو الى حرية المرأة وتحررها من القيود التسلطية للرجل والمجتمع والعادات والتقاليد البالية وهناك نسوة قياديات اعضاء برلمان ووزيرات وعضوات في مجالس المحافظات يعودون بنا القهقري بدواع وتبريرات غير منطقية وغير مقبولة، تصدر من المراة بالضد من ابناء جنسها.
لا اعرف بالضبط في عراقنا الجديد هل ان الصلاحيات التي منحت الى مجالس المحافظات يستخدمها الاعضاء كيفما اشتهوا خدمة لمصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية ام ان هناك جهات رقابية وضوابط تحد من التعسف في استخدام هذه الصلاحيات وتنظمها خدمة للصالح العام وخدمة للناخب الذي لولاه لما وصل هذا العضو او لنقل العضوة الى مجلس المحافظة.
*اعلامي واكاديمي