حقوق المرأة!!



سليم علي ريشة
2009 / 11 / 29

حقوق المرأة!!
هي عبارة من أرشيف الماضي، لكنها كمثيلاتها من العبارات التي لم تخرج من رؤوس العرب مازالت عقدة مستعصية في المحرك الرئيسي لديناميكية التقدم، هذا لأنها لم ترتكز يوماً على فلسفة تحترمها جميع أطياف المجتمع، ولا على أي منطق متمخض عن التاريخ الفكري لمجتمعاتنا، فنحن منقرضين تماماً على كل الأصعدة العملية والفكرية والبشرية وحتى الاستيعابية!!، كما قال أدونيس (إذا افترضنا أن الغرب قد سحب تدخله من بلادنا ماذا يبقى؟!)، وهنا يتجلى الانقراض، وتمسكنا بأهم أسباب انقراضنا هو ما يجعل من الديناصورات فصيلة محترمة أكثر منا لأنها لم تنقرض بسبب التطيير والخرافات والتاريخ المزور الذي تبنته عقائدياً، بل لأن الطبيعة هي من أهلكتها بغض النظر عن الشرح المفصل.
إذاً عندما نقول عبارة حقوق المرأة علينا أن نفهم الكثير من المسلمات الوجودية التي غيبناها ضمن جملة المحرمات التي نصّت من قبل أجدادنا والتي أطفأت أنوار العقل تماماً، ولكي لا أخرج عن الموضوع سأذكر البعض من تلك المسلمات الوجودية التي من المفروض أن تكون جزء من تركيبة العقل البشري..
حق الوجود – حق الحياة – التعامل مع متطلبات الجسد والنفس – فرض شعور السعادة كثقافة عامة غير قابلة للنقاش – عدم خلق حاجز عملاق بين الجنسين من وظيفته إدخالهما في حرب السلطة على الآخر(شهد التاريخ هذه الحرب وانتصر الذكر لأنه يتمتع بقوة بدنية أكثر من الأنثى).
من المؤسف أن الواقع اليوم بعيد تماماً عن ما ذكر سابقاً، وأستطيع أن أذكر عناوين لتبرير هذا النفي..
حق الوجود: العصبيات العرقية والقومية والدينية لا تسمح بشيوع هذا الحق مطلقاً، ولو أمكن كلّ من تلك القبائل على اختلاف تسمياتها أن تسحق الآخرين لفعلت دون تردد.
حق الحياة: الحياة ترتكز على عوامل أساسية مسؤولة عن استمراريتها، الهواء والماء والطعام، ولكن سلاطين الشعوب العربية هي الإله المسؤول عن تلك الأساسيات لتخضع تلك الأخيرة لمزاجياتهم.
متطلبات الجسد والنفس: بكل اختصار أصبحت تلك المتطلبات حرام وعيب كما أسماها القتلة الموجودون في دور العبادة ومن سلفهم من مدعوا النبوة، إلا إذا لبى الإنسان نداء الطبيعة تحت شروط هؤلاء الإرهابيين.
سلطة أحد الجنسين على الآخر: هنا عمق المشكلة، فمن المضحك أن تبقى البشرية تحت الاحتلال الذكوري بإيعاذ من الخالق الذكر!! وأن يفرض على المرأة أقسى أنواع التعذيب إذا سألت عن حقوقها، و تغييبها في ظلمات غسيل الدماغ، وإدخالها غيبوبة الدين الذي يصنفها (عورة من رأسها حتى أسفل قدميها)، هنا نجني حينها الفشل والقهر والحرمان والتخلف والذل جميعاً إناثاً وذكور.
الخلاصة من كل ما ذكرته أن للمرأة صنفين في مجتمعاتنا لا ثالث لهما، وسأترك تسمية هذين النوعين للقارئ:
الصنف رقم 1
فأي حقوق تريدين سيدتي وأنت تلفين رأسك بقماش يمنع عنه التهوية والشمس ويرضي أصحاب اللحة الموجودين في حيك ومنزلك!!، أي حق تريدين وأنت لم تخرجي من طرح مشاكلك الزوجية أمام أمك التي تنصحك بدورها باللجوء للخرافات والشعوذة؟!، أي حقوق تريدين وأنت لا تقبلين مصافحة الرجال خوفاً من الله!!، أي حقوق تريدين وعواطفك الهلامية تأخذ شكل الأغاني المازوشية التي تستقصدين إخضاع نفسك لكلماتها وقصصها لتعيشين مازوشيتك الدفينة!!، أي حقوق تريدين وأنت مازلت عورة؟؟!!
الصنف رقم 2
وأي حقوق تريدين وأنت تدخلين الدوائر العامة بلباس يستفز الهمجية الجنسية للرجل!! فيكون نصف سروالك داخل مؤخرتك، وصدرك بأعلى مستوياته، مرفوعاً وبارزاً كقالب الحلوة في رأس السنة!!، أي حقوق تريدين وأنت ترتدين ذلك الحذاء ذو الكعب الطويل اللامع كلوحة أعلانية أمام منزل لعاهرات رخيصات!!، أي حقوق وقد غدوت خليطاً من السيلكون واللحم!!.
احترموا النفس البشرية، فقد حقّرتم ما حقّرتم من هذه النفس.