واقع تعليم البنات شمال بابل



مها الخطيب
2009 / 12 / 5

مركز بابل لحقوق الإنسان والتطوير المدني

ملخص التقرير/يعاني تعليم الفتيات في الفترة العمرية 6 إلى 12 سنة من إهمال كبير في منطقة شمال بابل بعضه يعود إلى طبيعة المجتمع العشائري والقسم الأخر يعود إلى إهمال الحكومة في توسيع التعليم في تلك المنطقة والقسم الثالث ترك مقاعد الدراسة بسبب الوضع الأمني الغير مستقر في تلك المنطقة وعمليات التهجير وبشكل جعل عدد النساء الأميات كبير وأكدت الإحصاءات بان 4 فتيات من أصل 10 في تلك المنطقة يكملن تعليمهن الابتدائي.

الوصف العام/ تقع محافظة بابل في القسم الأوسط من العراق تبعد عن العاصمة بغداد حوالي 100 كم وقد ورد اسمها بالقرآن الكريم { وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} وكلمة بابل تعنى باب الإله و صارت بابل بعد سقوط سومر قاعدة إمبراطورية بابل، وقد أنشأها حمورابي حوالي 2100ق.

تبلغ مساحتها (6793) كم وتشكل بذلك نسبة 2%من مساحة العراق الكلية. ترتفع أراضيها المنحدرة نحو الجنوب (35) م فوق مستوى سطح البحر. يسودها مناخ الصحراوي يمتاز بقلة سقوط الأمطار تتراوح بين (50-200 ملم) وارتفاع درجات الحرارة صيفاً إلى(50مْ). يسودها جو دافئ شتاءاً. يبلغ عدد سكانها حسب إحصاء2006 م (1600675) نسمة. تتصف بكونها زراعية وتختصً بمحاصيل الحنطة والشعير والذرة الصفراء والقطن والسمسم والمحاصيل الثانويـة من الخضر والأبصال والدرنات، كما تكثر فيها بساتين النخيل والحمضيات وتتميز بوجود ثروة حيوانية كبيرة تضم الأغنام والماعز والبقر والجاموس والإبل وحقول الدواجن ومعامل الأعلاف تعتمد على الزراعة السبحية أو بالواسطة و تنعدم فيها الزراعة الديمية لقلة سقوط الأمطار. سـميت بابل نسبة إلى (مدينة بابل الآثارية) التي تقع قريباً من مركز المحافظة. من أهم مدنها:الامام،الهاشميه،القاسم،المتحتيه،الشوملي،المسيب،سدةالهنديه،الاسكندريه،المشروع، ،المحاويل،أبي غرق،الكفل.

وفيما يخص شمال بابل فإنها تتألف من قضاء المحاويل يتبعه ناحية الإمام وناحية جبلة في حين يتبع قضاء المسيب ناحية جرف الصخر والإسكندرية وسدة الهندية تضم هذه الاقضية 116 قرية او ما دون يحيط بمنطقة شمال بابل من الشرق محافظة واسط ومن الشال العاصمة بغداد ومن الغرب والجنوب الغربي محافظتي الانبار وكربلاء ويسكنها خليط من العشائر السنية والشيعية في مناطق محددة لكل منهما تتداخل في بعض الأحيان الا ان عمليات التهجير غيرت من ديمغرافية المنطقة كثيرا وتسببت في مضاعفة مشكلة التعليم بالنسبة للفتيات.

وتبرز مشكلة التقرير في:-

1- تبلغ عدد المدارس الابتدائية في قضاء المسيب الذي تبلغ كثافته السكانية أكثر من 336570 ألف نسمة 148 مدرسة ويبلغ عدد الأطفال دون سن 12 سنة 114800 ألف نسمة أي تقريبا نصف السكان وبالتالي فان الطاقة الاستيعابية للمدارس تتجاوز 800 طالب ومعظمها مختلطة وهذا يخالف عادات أبناء المنطقة العشائرية التي ترفض الاحتكاك بين الأولاد والبنات ولا سيما بان النضج الجسدي للأطفال في تلك المناطق الريفية يكون مبكرا قياسا بالمناطق الأخرى.

2- عمليات التهجير الواسعة التي شهدتها منطقة شمال بابل بعد أحداث العنف عام 2003 والتي أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من العوائل التي تقطن تلك المنطقة حوالي 654 عائلة معظمها من الإسكندرية وجرف الصخر وبسبب التغير المكاني للعوائل فإنها أجبرت أبناءها على ترك الدراسة وخاصة الفتيات بسبب الظروف الاقتصادية المتغيرة او بسبب التهديدات حيث اكد المشرف التربوي ف.ح. بان أكثر من 561 طالبة تركت مقاعد الدراسة خلال العام الدراسي الماضي 2008/2009 بعض منهن عدن إلى مقاعد الدراسة والبعض الأخر لا زال متسرب.

3- المشاكل الأمنية التي لا زالت تعاني منها منطقة شمال بابل بسب حدودها الواسعة مع محافظة الانبار عبر منطقة جرف الصخر ومحافظة بغداد عبر اللطيفية ومحافظة واسط حيث اكد العقيد ع.ع من الجيش العراقي بان المصادر الاستخبارتية لا زالت تؤكد بان منطقة شمال بابل هي منطقة حاضنة للخلايا القاعدة البعض منها ناشطة والبعض الأخر .

المنطلقات القانونية:-

لقد كفل الدستور العراقي الجديد حق تكافل الفرص في الحياة والمعيشة بالنسبة لكافة العراقيين ومنها التعليم حسب المادة 16 كما أكدت المادة 29 الفقرة الرابعة عل منع العنف في كافة أقسام المجتمع الأسرة او المدرسة آو المجتمع وبما ان العنف واحد من أسباب عزوف الفتيات عن الدراسة لذا وجب على الحكومة العراقية محاربته كما أكدت المادة 34 في الفقرة (1,2,3) على أن التعليم إلزامي في المرحلة الابتدائية كما تشجع على البحث والابتكار في كافة المراحل ,كما تناولت المعاهدات الدولية والاتفاقات جانب حماية تعليم المرأة وخاصة السنوات الأولى من عمرها منها:-

1- معاهدة سيداو CEDAW لسنة1979 والتي تتضمن القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ضد المرآة وتعزيز دورها في كافة مجالات الحياة الفقرة (ه) من م10 والتي تكفل حق التساوي في فرص الاستفادة من برامج مواصلة التعليم بما ي ذلك برامج تعليم الكبار ومحو الأمية الوظيفي ولا سيما البرامج التي تعجل بتضييق أي فجوة في التعليم بين الرجل والمرآة.

2- أكدت الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل التي تم الإعلان عنها عام 1989 ودخلت حيز التنفيذ عام 1990 حسب قرار الأمم المتحدة رقم 49 "على إلزامية التعليم الابتدائي بالنسبة للأطفال وبالمجان وتكون الدولة مكلفة بهذا التعليم حسب المادة 28 الفقرة(أ) ".

المقترحات:-

1- تطبيق قانون التعليم الإلزامي للمرحلة الابتدائية من قبل الحكومة العراقية بصورة دقيقة والاستعانة بالحكومات المحلية من جهة وشيوخ العشائر من جهة أخرى وخاصة فيما يتعلق بتعليم البنات.

2- العمل على توسيع بناء المدارس الابتدائية في المنطقة بشكل لا يشكل الوصول إلى المدرسة من قبل الطالبات أمر شاق من حيث البعد عن المنازل وصعوبات الطرق ووسائط النقل.

3- تشجيع منظمات المجتمع المدني على القيام بدورها الفعال في محاربة أمية الفتيات الصغيرات من جهة والقيام بحملات توعية لأولياء الأمور حول أهمية تعليم البنات ودفعهم الى أعادة بناتهم الى صفوف الدراسة.



أعداد التقرير



من قبل مركز بابل لحقوق الإنسان والتطوير المدني

مها الخطيب

009647801265133