ختان الاناث عمل اجرامى



كريم عامر
2004 / 6 / 14

منذ قديم الأزل ....انتشرت بين الفئة الذكورية المسيطرة الفكرة القائلة بأن المرأة هى السبب الرئيسى وراء كل المصائب التى عمت البشرية...ابتداءا من الاغواء بالأكل من الشجرة !!!!وهى التهمة التى عوقب عليها البشرى الأول (ادم)بنزولة الى الأرض بعد أن كان يعيش فى الجنة....مرورا باتهامهابأنها كانت السبب الرئيسىوراء ارتكاب أول جناية قتل على سطح الأرض.حينما اختلف قابيل وهابيل نجلى البشرى الأول (ادم)على الزواج من احدى الفتيات التى هى فى حقيقة الأمرأختهم وانتهى هذا الخلاف بصخرة رفعها الأول ليرضخ بها رأس الثانى ....ويدون باللون الأحمر الدموى قصة أول جريمة قتل ارتكبت على سطح الأرض....وانتهاءا بما لا ينتهى من أكاذيب وافتراءات-لا حصر لها-اختلقتها الفئة الذكورية الحاكمة لكى تتمكن من السيطرة على مقادير الأمور ولتمنع المرأة من مشاركتها فى الحكم .
كانت هذة هى الأفكار والمعتقدات التى انتشرت فى هذا الوقت ونجحت بالفعل فى اقصاء المرأة من مكانها الملائم بوصفها النصف الفعال فى المجتمع لكونها صاحبة الفضل الأول فى استمرار الحياةوعدم انقراض النوع الادمى من على سطح البسيطة.
ولكن ....وكما هو معلوم....فان بذور الشر بدأت تؤتى ثمارها فى عقول الفئة الحاكمة ....ونمت هذة البذور ...وتحولت الى بادرات ...انتجت بعدها أفكارا شريرة تحالفت مع بعضها البعض فى مواجهة المرأة ثم اتخذت قراراتها وبدأت تطبيقها على أرض الواقع ....وكانت جل هذة القرارت لا هدف منها الا الحاق الأذى بالمرأة وجعل حياتها كابوسا مرعبا تنتظر الموت للتخلص منة ....وكانت احدى هذة القرارات حرمانها من الباعث لها على الأمومة ومحفزها على انبات بذرة الطفولة....ومن ثم استمرار الحياة على سطح الأرض ألا وهى اللذة الحسية التى تستشعرها المرأة عند التقائها بالجنس الاخر وكان لهم ذالك بارتكاب تلك الجريمة الشنعاء باستئصال ذالك الجزء الحساس منها فيما يعرف باسم(الختان)والذى أطلقوا علية اسما اخر من باب تجميل القبيح فسموة (الطهارة!!!) وهو الى الرجس والنجاسة أقرب.
لقد انتشر الختان فى المجتمعات القديمة وأصبح عادة محببة الى الناس ....ولكن المثير والمقزز فى نفس الوقت ...هو استكانة الأنثى ورضوخها للأمر الواقع وعدم تفكيرها فى عواقب الأمور.

وبانتشار هذة العادة ....أصبح لدى الكثيرات اعتقاد مفادة أن مجرد التفكير فى اللذة الحسية المصاحبة للقاء الجنسي هو فى حد ذاتة جريمة شنعاء لا تغتفر...وأصبحت المرأة تربى ابنتها على تلك القيم والعادات المتخلفة....فكنا نرى المرأة البريطانية فى سالف عهدها تنصح ابنتها فى ليلة زفافها قائلة لها(أغمضى عينيك وفكرى فى انجلترا) ...تريد بذالك ان تصرف انتباهها وتفكيرها عما يحدث معها فى تلك اللحظة عما يحدث لها وأن تفكر فى موضوع اخر.
انة لا يختلف اثنان (اعنى انسانان ولا أقصد الحيوانات الناطقة من بنى ادم) على أن ختان الاناث هى جريمة نكراء فى حق الأنثى فهى عادة غير انسانية تهدف الى تجريد المرأة من انوثتها وتحويلها الى مصنع انتاج ادميين.
انة وعلى الرغم من أن بعض التشريعات والقوانين جرمت هذة الفعلة ووضعت لها عقوبة شبة رادعة....فاننا لا نزال نرى الكثير من الأطباء عديمى الشرف اللاهثين وراء المادة الزائلة والباحثين عن الثراء السريع لا يزالون يمارسون هذة الجريمة داخل عياداتهم الخاصة بعيدا عن اعين القانون.....ولكن....ينبغى أن نقول ان المجتمع هو الذى ينبغى أن يتغير ....فاننا لن نتغير الا اذا غيرنا مابداخلنا ....يجب علينا أن نطرد تلك الأفكار البالية من اطار تفكيرنا....يجب علينا أن نعيد النظر فى قضية المرأة من جانب انسانى بحت....بعيدا عن سطوة المادة ورسوخ التقاليد والتطرف الدينى.
اننا سنظل هكذا واقفين موقف المتفرج المذهول حيال مايحدث حولنا من تقدم حضارى يتمتع بة غيرنا ....اذا لم نسارع الخطى بنهضة هذة الشريحة ....فاذا لم تنهض فلا نهضة لأمتنا .
انة يجب علينا أن نحافظ على المرأة كانسانة وألا نهدر كرامتها وانوثتها بهذة الأفعال التى تستحى الحيوانات العجماوات من الاتيان بها.
وقبل أن انسي ....فانة من المعروف أن اكثر النساء اللاتى تعرضن لتلك العملية القذرة عانين فيما بعد من البرود الجنسي والذى أدى بالبعض منهن الى تدهور حالتها النفسية والصحية....فالى متى نظل هكذا ظالمين للمرأة ....محملين اياها تبعات ذنوب لم ترتكبها....وأوزار لم تقترفها؟!!! الى متى؟