المرأة و الإحساس بالحياة



نرين طلعت حاج محمود
2004 / 6 / 15

الشكوى الدائمة من وقت الفراغ –كآبة العمل –اللامبالاة تجاه المجتمع –الاستسلام للإحباط.
هذا ابرز ما يلمسه من يتعاطى مع نساء الشرق.
السعادة إحساس داخلي و تحقيقه يتعلق بأمور عديدة منها الشعور بالرضا - تقدير الذات - الإنجاز في العمل – نوعية النشاط في أوقات الفراغ –الانسجام مع الزوج الذي يمثل احد أهم الأطراف التي تمنح الدعم المعنوي و النفسي و الاجتماعي.
فالسعادة بالمحصلة هي شعور الفرد بان هناك معنى و غاية من حياته.
حسنا فما نسبة النساء اللواتي يزاولن عملا يشعرن معه بالإنجاز و الإنتاج و هذا ينطبق أيضا على الرجال و لو بدرجة اقل لان المهن المتاحة للمرأة اقل بكثير من تلك المتاحة للرجال .
في ظل معدلات الطلاق المرتفعة و المتزايدة كل عام حيث ظروف الزواج التقليدي لا تتيح للطرفين أن يكونان صديقين و زوجين معا , و أيضا مع ارتفاع نسبة العزوبة في كثير من البلاد العربية فكم نسبة النساء اللواتي تحصلن من الزوج على دعم نفسي و معنوي الذي لا يأتي إلا بالحوار و التفاهم و المشاعر الايجابية.
و في ظروف العادات و التقاليد المحددة لحركة المرأة و في الظروف المادية الغير مشجعة التي يعيشها القسم الأكبر من النساء العربيات ما نسبة النساء اللواتي يمارسن هواية أو يقضين وقت فراغ يشعرن معه بالقيمة و المتعه, إن لم تكن تلك الأوقات أوقات غيبة و نميمة و تفريغ عن شحنات شخصية تجاه الآخرين.
و إن كان الحب أهم حدث في حياة الإنسان و أهم مصدر للمشاعر الايجابية التي تجعل الفرد أكثر إحساسا بالحياة و صلة بها, فكيف يمكن في ظل أسلوب الحياة المقيد هذا أن تصادف المرأة هذا الحدث المهم في حياتها ,بالتأكيد ليس في الزيارات العائلية الرتيبة.
فمن من نساء الشرق تشعر بالمغزى و المعنى في حياتها و من تلك التي تشعر بتقدير الذات و الرضا و الهناء الداخلي.
ليس الرجل الشرقي بأحسن حالا من المرأة و لكن الحريات المتاحة له توسع من اختياراته و فرصه.
يبقى الدين هو المتاح الوحيد الذي يبعد الشعور بالوحدة , و لكن مع الأسف في أجواء تغيب فيها المبادرة الفردية و الثقة بالنفس التي تحتاج إلى طاقة مبدعة قادرة على البحث عن الرسالة الحقيقة للخالق و اكتشاف الدين بالقراءة و التفكير و العمل, يصبح هذا المتاح الوحيد بيد مؤسسات دينية و مرشدات لاحظ لهم من العلوم الدينية و يصبح هؤلاء هم المآل الوحيد و الملجأ الأخير لأمهات الأجيال القادمة.