معتقدات خاطئة... ومفاهيم مؤذية للمرأة



ريم خليفة
2004 / 6 / 15

كنت قد أشرت في وقت سابق إلى موضوع "ختان الإناث" وتطبيقه في بعض البلدان العربية والإسلامية مثل الصومال والسودان ومصر. هذه العادة التي للأسف لاتزال تطبق في بعض البيئات العربية المتـأثرة بالعادات الإفريقية القديمة التي ترى فيها عفة المرأة - بحسب المعتقد التقليدي - تعود بالسلب جنسيا على الفتاة إذ أن الختان يقلل من الرغبة الجنسية لدى المرأة.

ليس هذا فحسب فعادة الختان تعتبر إحدى الصفقات الاجتماعية التي تضحي فيها الفتاة بجزء من جسدها على حساب منافع اجتماعية مثل الزواج، حسن السمعة والأمان الاقتصادي في بعض هذه البيئات.

هذا الاعتقاد الخاطئ هو ما جعل بعض مسلمات القارة الإفريقية يعتدن على هذه العادة.

وحسب الاحصاءات العلمية الأخيرة والتي أصدرها مركز قضايا المرأة المصرية للعام الماضي فقد وجد ان الختان عادة اجتماعية تمارسها قلة من شعوب العالم بل وليس لها علاقة بالصحة إذ ان أكثر من 90 في المئة من الإناث في جميع قارات العالم يعشن بلا ختان ومن دون مشكلات صحية بدليل انها ليست زوائد بحاجة للتخلص منها تؤثر في نظافة المرأة بل هي جزء من طبيعة نموها المكتمل كأنثى.

كما ان السلوك الجنسي السليم مطلوب لكلا المرأة والرجل من دون استثناء ولا يتحقق إلا مع التربية السليمة من داخل البيت وعبر التحكم في السلوك الجنسي وليس عبر تقطيع أجزاء من الجسم.

وفي مصر مثلا هناك مئات من القصص الواقعية التي تمتلئ بها ملفات قضايا ختان الإناث في المحاكم المصرية بينما في بلد مثل الصومال فإن المسألة مرفوضة مناقشتها حتى داخل محاكمهم كونها تنظر على انها قضية مخالفة للعرف والدين بل وجناية بحق المرأة التي تسعى الى تحقيق مفهوم الطهارة الغريب في مجتمعهم.

وعلى رغم كل ما قيل عن هذه العادة فإنها لاتزال مستمرة حتى من دون أخذ إذن من صاحباتها اللواتي قد يتعرضن لتلك العملية في صمت من خلال تدخل أقربائهن لتصبح فيما بعد قضية علنية تملأ صفحات الصحف... لكن بعد فوات الأوان وبعد التعرض لآلام ولقهر جسدي ومن دون ذنب اقترفنه سوى انهن ولدن إناثا لا أكثر!