نادين البدير



عبدالرحمن اللهبي
2009 / 12 / 25

هذه الشابة الرقيقة المهذبة الذكية بنت البيت الكريم التي ضاق بها الحال في بلدها من تربص المتربصون ممن نصبوا أنفسهم حماة للدين و أعداء للمرأة و وقر في نفوسهم أن الأصل في المرأة الفساد لذا يجب أن تحسب عليها سكناتها و حركاتها وجل همهم أن يقفلوا عليها أو كما يقولون في مغالطة بليدة أنها جوهرة يجب المحافظة عليها و وضعها في صندوق و قفله عليها أو كما يقولون أن مكان المرأة البيت أو القبر.
مسخ النساء في بلادنا حتى أن ثلة منهن ألفن هذا المنطق و أصبحن كالعصفور الذي ألف القفص فلا يؤيد أن يفارقه.
أنا لم أشرف بمقابلة هذه الشعلة المضيئة والتي تجهد أن تنير الطريق لبنات جنسها دون تشدد و لي أعناق الآيات و الأحاديث بمنطق إسلامي يتوافق مع العصر و لكني تلقيت منها رسالة منذ أمد تقطر أدبا و حشمة يفتقر لها بعض النساء المتلبسون لباس التقوى. و تابعت مسيرتها منذ أن بدأت الكتابة فوجدت أنها تطلق الأسئلة التي تثير الفكر و تحرك العقل وتحثه على التفكير الصافي البعيد عن السير على خطى جمع كريم اجتهدوا و لكن ما توصلوا إليه لا يتوافق مع زماننا ولا مكاننا بالرغم من أن المتأسلمون يقولون أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان و لكنهم يجانبون قولهم و يدخلوا الإسلام في أنبوب ثلاجة تجمده حتى يصعب تفكيكه فتفكيكه يفقد السلطان و المتشددون مصالح يعضون عليها بالنواذج.
كتبت الكريمة مقالة في أحد الصحف المصرية فحواها أنه مادام يحق للرجل الزواج من أربع.إنما قالت نادين ذلك ليس لتحدي الدين ولا الخروج عنه و إنما لتحريك الماء الراكد الذي لم يتعمق في مقاصد هذا القول و الذي أتبع الآية قول العزيز الجليل (ولن تعدلوا) و أن الرخصة إنما أعطيت لظروف محددة و ليس لكل من عن له فعل ذلك و يكفينا أن سيدي رسول الله عليه أزكي سلام وقف على المنبر خطيبا و قال عندما أراد علي بن أبي طالب الزواج و الزهراء رضي الله عنها في عصمته قال:ما معناه :و الله لا تضام فاطمة بنت محمد بضرة فأحجم علي عن الزواج حتى لقيت الزهراء وجه ربها. لقد ضربت نادين مثلا بتحريم الرق و هو مثبت في الكتاب. فالدين من المرونة لا يماثله شيء .
الغريب أن مفتي روسيا يحتج وهو الذي يعيش على إعانات نعلم مصدرها و يسعى لإرضاء مموليه.
امضي يا نادين في إشراقك ودعي منتقديك وراء ظهورهم فهم يحللونه عام و يحرمونه عام كالتلفاز و الفيديو و التلفزيون و السنتيانات و غطاء الوجه و الاختلاط فقد تبعثروا و تلك بداية نهاية التشدد.