رد على مقالة الدكتور نضال الصالح (الجنس بين العيب والحرام...) موضوع القوامة



زهير قوطرش
2010 / 1 / 2

في مقالتي هذه أحببت الرد على مقالة الأخ العزيز الدكتور نضال الصالح القيمة (الجنس بين العيب والحرام والأحتكار الذكوري) ,والتي أتناول فيها محور القوامة فقط ,لنرتقي به الى مفهوم عصري ,يتناسب وحاجة العصر


الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : "الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض....."
كما نلاحظ أن المفسرين لهذه الآية ,مع كل أسف بتفسيراتهم التي بين أيدينا وكما ذكرها الدكتور نضال في مقالته شكلوا مرجعية تراثية مقدسة أصبحت بحكم الحقيقة المادية في أذهان الخاصة والعامة في عالمنا الإسلامي وحدد ت هذه الحقيقة موقف الرجل الزوج من المرأة الزوجة, بحيث كرست مكانة المرأة الثانوية في المجتمع.
المشكلة الأساس أنه تم حصر مفهوم الرجال بالأزواج ,وحصر مفهوم النساء بالزوجات ,وعلى هذا الأساس تم تفسير الآية الكريمة.
لو عدنا الى قول الله تعالى عز وجل "الرجال قوامون على النساء"
في علم الرياضيات الحديثة ,هناك علم يقال له علم المجموعات.هذا العلم ساعد على حل الكثير من القضايا الفكرية والعلمية وخاصة في علم الإحصاء.لو حاولنا استخدام هذا العلم كمنهجية في تحليل وتفسير قول الله تعالى ( الرجال ,والنساء).مستخدمين علم المجموعات لتوصلنا الى أن.
الرجال هي المجموعة التي تشكل جنس المذكر البشري .
النساء هي المجموعة التي تشكل الجنس الأنثوي البشري.
من هاتين المجموعتين يتشكل جنس الإنسان(ذكر وأنثى) بشكل عام.
مجموعة الرجال ,كمجموعة عامة ,تحوي الكثير من المجموعات الثانوية .مثل مجموعة الأزواج ,مجموعة ال
الآباء, الأولاد ,الأقارب الرجال ,....الخ.
مجموعة النساء ,كمجموعة عامة ,,
تحوي الكثير أيضاً من المجموعات .مثل مجموعة الزوجات ,الأمهات ,الأخوات ,الأقارب النساء .....الخ.
كل هذه المجموعات الثانوية ترتبط مع بعضها إما ضمن المجموعة الواحدة أو بين المجموعتين بعلاقات نسب أو علاقة زواج أو قرابة .أو علاقات تعايش إنسانية أو حتى عدائية.ونظام المجموعات يسمح لنا بدراسة علاقات هذه المجموعات الثانوية فيما بينها ضمن أطار المجموعتين الرئيسيتين.
فمجوعة الأزواج ضمن مجموعة الرجال يقابلها مجموعة الزوجات ضمن مجموعة النساء .وقد عالج القرآن الكريم العلاقات بين هاتين المجموعتين .وشرع لهما الكثير من التشريعات المعروفة ألا وهي الآيات التي تعالج الزواج ,والطلاق وتربية الأولاد ...الخ.
من كل ما تقدم ,نستطيع دراسة طبيعة وعلاقة المجموعات فيما بينها ,من خلال وجودها وتفاعلها مع بعضها البعض ضمن المجموعتين الأساس.
أعود الى مجموعتي الرجال والنساء.الله عز وجل لم يبدأ الآية الكريمة بقوله الأزواج قوامون على الزوجات. بل عمم ذلك بقوله الرجال قوامون على النساء.
القوامة .كما أفهمها وكما وردت مرة واحدة فقط في شكلها اللغوي هذا في هذه الآية .تعني في عمومها علاقة مجموعتين أساسيتين من الجنس البشري.بحيث تصبح القوامة هي مسألة تكليف لا مزية تشريف.ولهذا تجعل المرأة في المجتمع مسؤولية اجتماعية , تقع على عاتق المجموعة الأولى الرجال بكل مكوناتهم ضمن المجموعة الأساسية للرجال. أزواج أباء أولاد أخوة ...الخ .أو بشكل أعم مسؤولية الرجال بشكل عام .وهذه المسؤولية تتلخص بتأمين الجانب اللوجستي للقيام بواجبها في إظهار جمال الحياة .والقوامة من قبل الرجال عامة بما فيهم الأزواج كمجموعة ضمن المجموعة الكبيرة هي واجب ,وهي تنشىء حقوق تكافلية تكون فيها المرأة هي الجانب المستفيد وعلى الرجل الذي يشكل مجموعة الرجال تقديم التضحيات وسن التشريعات التي تكفل لها حق القوامة .ووضحت الآية قضية أساسية وهي موضوع التفضيل(وتعني فيما تعنيه المواصفات التي أودعها الخالق في خلق الرجال ), والأنفاق(كمسؤولية ) فقط ,جعلت من حق المرأة القوامة كمسؤولية من قبل مجموعة الرجال,وليس تشريفأ أو تفضيلاً للرجال على النساء
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ"

,كون مجموعة النساء هن ( الزوجة والأم والأخت ....وهن نصف المجتمع المربي).
قد يقول قائل ولكن بقية الآية تتحدث عن علاقة المجموعتين ( العلاقة الزوجية)في قوله عز وجل.

"فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"
ألا يدل هذا السياق على أن الآية الكريمة تتحدث فقط عن قوامة الزوج على الزوجة. لا أعتقد ذلك فالآية الكريمة كما بينت والله أعلم بدأت بالمجموعة الأساس ,لتعالج بعدها ضمن المجموعتين علاقة الزوج بالزوجة أي العلاقة الزوجية التي تشكل أساس ترابط المجموعتين الرئيسيتين. أي انطلقت الآية من التعميم إلى التخصيص.والله أعلم