توارد قرارات وزير الداخلية بتقييد حرية سفر المرأة العراقية مع قرار سيدة البيت الابيض حرية سفر الحيوانات يفضح مصدر القرارات واهدافها



سعاد خيري
2010 / 1 / 10

توارد قرارات وزير الداخلية بتقيد حرية سفرالمرأة العراقية مع قرار
سيدة البيت الابيض باطلاق حرية سفر الحيوانات يفضح مصدر القرار واهدافه
سيبقى استعباد المرأة اول واخر اسلحة انظمة استغلال الانسان الاخيه الانسان لاطالة عمرها . فمع بدء تكون الملكية الخاصة لوسائل الانتاج بدأ استعباد المرأة. وتطورت وسائل واساليب استعباد المرأة مع تطور انظمة استغلال الانسان لاخيه الانسان. متحدية الاسس الطبيعية للمساواة بين الرجل والمرأة والضرورة الحياتية لروابطهما فلا حياة للرجل بدون المرأة ولا حياة للمرأة بدون الرجل ولا استمرار للحياة بدون ارتباطهما. ويتجسد ذلك باستمرار الجنس البشري وتطوره. فقد تمتعت المرأة بحقوقها الانسانية كاملة قبل بدء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، وسميت تلك المرحلة بعصر الامومة تقديرا لدورها في انتاج الاجيال التي تبني الحياة وتربيتها . ومع بدء تكون الملكية الخاصة لوسائل الانتاج واستغلال الانسان لاخيه الانسان بدأ، استعباد المرأة من خلال تقسيم العمل وايكال مهمة ادارة الشؤون المنزلية وانجاب وتربية الاطفال في حين اوكل للرجل مهمة الصيد والرعي والزراعة والحماية كضرورة لاستمرار الحياة وتطورها. ومع بدء استعباد المرأة بدأ كفاحها من اجل حريتها ومساواتها باستخدام ارادتها في ممارسة حقها الطبيعي في علاقاتها مع الرجل. فتفننت الطبقات المستغلة في وسائل واساليب تقييد ارادة المرأة حتى في حقها الطبيعي في علاقتها مع الرجل من خلال الدين . فكل الاديان تفرض طاعة المرأة للرجل ولاسيما في تلبية رغبته وسلب ارادتها في اختيار شريك حياتها وقهر رغباتها . وعززت كل الانظمة الاستغلالية كل التقاليد والعادات التي ترسخ استعباد المرأة ورسختها بقوانين وروجتها بالادب والفن وجميع وسائل الاعلام . ومع تطور الانظمة الاستغلالية تطور الصراع الطبقي وارتبط تحرر الطبقات المستغَلة بتحرر المرأة. وساهمت المرأة في جميع الثورات الاجتماعية التي نقلت البشرية من مرحلة الى اخرى اكثر تطورا وكان لها الدور البارز في الثورة الفرنسية التي سجلت نهاية سيادة الاستغلال الاقطاعي وبدء سيادة الاستغلال الراسمالي . وساهمت في ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى التي سجلت بدء نهاية سيادة علاقات الانتاج الراسمالية وبدء تحرر البشرية من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد. فقد وضعت ثورة اكتوبر الاساس لتحرير المرأة وهو تحررها الاقتصادي واطلقت طاقاتها في جميع الميادين العلمية والعملية. فقدمت المرأة السوفيتية المثل لنساء العالم بان نقطة البدء في تحررها هو تحررها الاقتصادي وتصاعد نضال المرأة بدعم من جميع الحركات التحررية في العالم وفرضت الكثير من الاتفاقيات والمواثيق الدولية والوطنية ، التي بقيت سندا لنساء العالم واحراره رغم كل جهود اقطاب الراسمالية وادواتهم لالغائها او تعطيلها .
واذ تعيش علاقات الانتاج الراسمالية اخر لحظاتها تستميت في اطالة عمرها بترسيخ استعباد المرأة وشل نشاطها، رغم تناقضه الصارخ مع ما تدعيه من تحرير للشعوب وديموقراطية وحقوق انسان ولاسيماحقوق المرأة ، فضلا عن استهتارها بالقوانين والمواثيق الدولية . بدءا بسيدة البيت الابيض رغم كل ما تتمتع به من بذخ فهي وزوجها سيد البيت الابيض ليس اكثر من عبيد للراسمال الامريكي يخدمون مصالحه ويتفننون في استعباد شعوب البلدان التابعة لقاء تمتعهما بهذه الابهة الكاذبة . ولم يأتي اصدار قرارها بحرية الحيوانات في السفر نتيجة عطفها على الحيوانات الطامحة للسفر او حبا جامحا ومفاجئا او استجابة لنضالات محتدمة لحيوانات العالم ، بل طاعة لاوامر ادارات شركات النفط والسلاح الامريكية المهيمنة على العراق. وكاخر سلاح للايغال في اهانة الشعب العراقي وتركيعه من حيث توقيته مع اصدار قرار وزير الداخلية بتقييد سفر المرأة العراقية .
كماجاء توقيت اصدار القرار لاشغال الشعب العراقي عن المطالبة بانهاء الاحتلال وعن اجراء الاستفتاء على الاتفاقية الامنية مع التصويت في الانتخابات . وذلك بتصعيد الصراعات الطائفية والقانونية بل والدستورية حول هذه القرارات المخالفة للدستور العراقي رغم كل نواقصه وتناقضاته. فقد نصت المادة 14 من الدستور : العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية..الخ. والمادة 15 لكل فرد الحق في الحياة والامن والحرية ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق او تقييدها الا وفقا للقانون. والمادة 13 عدم سن أي قانون يتعارض مع الدستور. واخيرا جاء توقيته في اوج الحملة الانتخابية التي يطمح فيها وزير الداخلية العراقي لتبوء كرسي رئاسة الوزراء واستعداده لاقتراف اية جريمة بحق الشعب العراقي في المنافسة لكسب رضى المحتلين . وجاء التوقيت لضمان عدم معارضة أي من الوزراء او البرلمانيين للقرار، لحماية كراسيهم وامتيازاتهم بما فيهم من وزيرات وبرلمانيات.
ان كل ذلك يجعل المرأة العراقية وسائر القوى الوطنية المدركة لارتباط تحرر الوطن والشعب بتحرر المرأة ، تصعد نضالها على الصعيد الوطني والعالمي ضد هذه القرارات وضد كل القرارات والقوانين التعسفية وربطها بالنضال من اجل انهاء الاحتلال والتحرر من كل ادواته، بدءا باجهزة الحكم وقوانينهم وقراراتهم و دستورهم والتحرر من كل وسائلهم واساليبهم السلفية والحديثة لاستعباد البشرية وتضليلها . وبناء العراق الانساني الحر كنموذج رائد يقدمه للبشرية كما سبق وقدم ، من نماذج رائده على مر العصور . فلا اوطان حرة دون تحرير المرأة ولا بشرية سعيدة دون سعادة المرأة .
سعاد خيري في 10/1/2010