السفيرة هند صبرى وتهنيئة العربية



شذى احمد
2010 / 1 / 12


من الاخبار المفرحة للعام الجديد ان يتم اختيار ممثلة شابة ناجحة لتكون سفيرة لاحدى المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة . عندما تقدمت المذيعة في قناة العربية الخبر واعلنت ان على الخط الممثلة التونيسية الاصل المقيمة في مصر هند صبري انتابني الفضول لمتابعة اللقاء خصوصا" وان هند من فنانات الجيل الجديد الذي نجح في جذب انتباه المشاهد لافلامه ومايقدمه من مسلسلات تلفزيونية هادفة. لكن ما اصابني بالخيبة طريقة عرض الخبر على القناة العربية وتعاطي المذيعة واسئلتها التي بدت بلا معنى وكانها تقول لماذا اختاروك لهذا المنصب.
لقد تعمد الفلم المصور الى اظهار هند صبري وهي تزور المناطق الفلسطينية وتلتقي بالرئيس الفلسطيني عباس وكانها اخذت المنصب لتتفاخر بما حصلت عليه ، والادهى عرض الخبر كيفية تعاطي النجمة الامريكية انجلينا جولي مع نفس المنصب وكيف ذهبت بدورها الى الفقراء والمساكين والمستشفيات , بينما لم تذهب وهذه هي رسالة العربية هند صبرى الا للقاء المسئولين فحسب. متناسين ربما ليس عن عمد ان هند صبري تبؤت منصبها للتو , وان النجمة الامريكية التي تتسلح ربما بعشرات المستشاريين والادارين ليتابعوا لها كل تحركاتها وسكناتها ، وطلعاتها على الاعلام قلت ان هذة النجمة امضت سنوات عديدة في هذا المنصب ولها خبرة طويلة بهذا الصدد . ان السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يبحث العرب عما يعيق تقدمهم . ولماذا هذا الكره والانتقاد والتقليل من قيمة الذات. لماذا نستورد الانبهار والتقدير والاحترام للاخرين واعمالهم. ونحتقر ونسخر من كل الذين يخرجون من بين صفوفنا وننظر له بعين الريبة والانتقاد.
حتى ان المذيعة لم تستطع ان تكتم هذا الاحساس الذي اقل ما يوصف بانه احساس مرفوض وقالت للسفيرة هند مبروك المنصب وكان المنصب هو مكسب شخصي . وظلت طيلة المقابلة تسألها عما تعده من برامج وخطط لهذا المنصب وما تنوي فعله . وكان المسكينة ورثت عن ابيها امبراطورية مترامية الاطراف وسوف تخرج بجيوشها لتغير خارطة العالم وتعيد توزيع الثروات ، وكانها ليست محاولة ومهمة انسانية رضيت هي وغيرها من النجوم العرب الذي نالوا شرف نيلها قبل هند لكي يساهموا في تسليط الاضواء عن طريق نجوميتهم على مشاكل العالم والفقراء ويعينوا في ايصال اصوات المنظمات الانسانية الى صناع القرار عل قلبهم يلين ويلتفتوا لهذه المشاكل والمصاعب والكوارث الانسانية التي يعج بها عالمنا .
ليس لنا نحن العرب نجوما" معروفين في الغرب ، اقولها لكم صراحة رغم عظمة الكثير وفي اكثر من صعيد وحقل من حقول الفن والمعرفة تعرفون لماذا لانهم لا يلقون بداخلنا نحن ابناء جلدتهم الدعم الذي يستحقونه قبل ان ننتظر من الاخرين منحهم اياه. ان من اصعب المصاعب ان تجد على ملابس الشباب صورا" لمغنيين او ممثلين او رياضيين عالميين بعضهم لم ولن يصل عطاءه الى ربع ما قام به الكبار والمبدعين من نجومنا في كل الحقول . لاننا مازلنا مأخوذين بالاخر ونعملق الاخرين ونفزم انفسنا. كم تمنيت ولو للحظة ان يعرض الشريط المرافق للخبر احدى الفنانات العربيات الاتي سبقن هند صبري الى مثل هذا المنصب ، ولا ارغب بتسمية محددة لانهن كلهن رائعات اذ وافقن على الاضطلاع بمثل هذه المهام الانسانية من الفنانة القديرة يسرا الى حنان ترك الى القدير حسين فهمي او محمود ياسين والفنان كاظم الساهر والعديد غيرهم . اما انجليا الفاتنة فلها كل صحف العالم ومحطاتها لكي تتابع حركاتها وسكناتها.

لكي نكبر علينا ان ننهض فنرى كم هي مديدة قامتنا التي تمتد صعودنا بثقتنا بانفسنا وبما نقدمه من اعمال وانجازات ، لا ان نبقى اسرى للمعتاد من النظرة الدونية لمنجزنا ، او الاستهزاء واحراج بعضنا البعض او التسبب له بالاحباط ... اتمنى كمواطنة للسفيرة المبدعة الشابة هند صبري كل النجاح والتوفيق. واتمنى ان تزيد تجربتها عند الاضطلاع على مشاكل افراد شعبها العربي من نجوميتها وتعكسه ابداعا" فنيا" راقيا" يعزز مسيرتها الفنية الراقية.
واتمنى لكل السفراء المزيد من النجاح والتوفيق . ليتنا نعرف كم تتنافس الدول على التباهي بابنائها وبناتها في كل الميادين وتعتبرهم علامات فارقة في تاريخهم خذ على سبيل المثال لا الحصر كيف ان المانيا صنعت من صورة مارلين ديترش طابعا" بريديا" وانجزت لها العديد من الافلام واصدرت الكثير من الكتب التي تتحدث عن تجربتها الفنية والسينمائية على الرغم من انها هجرت بلدها الام وعاشت في امريكا ، لا بل دعمت الجيش الامريكي وقوت من عزيمته في محاربة النازية في بلادها . بعيدا عن المواقف السياسية والمسميات اعتبرها الالمان مع كل مغامراتها السياسية منها والعاطفية من المشاهير المهمين الذين يمثلون المانيا , وتناست ما فعلت واختلف عنه الكثير.... هل نستطيع بدورنا ان نتصالح مع انفسنا وتاريخنا وتاريخ افرادنا كما تفعل الشعوب الاخرى ونتطلع الى ما تحققة تلك الاسماء اللامعة من انجازات على الصعيد الانساني ونقدره حق قدره .عندها لن نحتاج للشكوى من اهمال الاخرين لاسمائنا بل ستكون اسمائنا قد حجزت لنفسها موقعا" متميزا" في المسيرة الحضارية لشعوب الارض لن يستطع احد ان يزيحه منها


شذى احمد-دكتوراه صحافة واعلام