أسس تعليم المرأة ومبادئه



رؤوف الكعبي
2010 / 1 / 27

إذا كان منهاج تعليم المرأة قد ارتكز على مبادئ صناعة المنهاج، فإنه قد اعتمد ـ في الوقت ذاته ـ على أسس ومبادئ شكلت مدخلاً لانتقاء محتوياته، واختيار أنشطته.
والأسس والمبادئ هي مجموع العناصر التي ترشد في تخطيط المناهج، وتوجه الاختيارات، وتمكن من اشتقاق الأهداف وانتقائها لكونها وصفاً لخصائص البيئة، والثقافة، والمتعلمين وغيرها.
ويرتكز تعليم المرأة في أسسه على الاحتياجات التي وردت في الفصل الأول، والتي تتعلق بالجوانب التالية :
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالمواطنة والحقوق المدنية.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بصحة الطفل.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بتنظيم الأسرة.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالتغذية.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالبيئة.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالنظافة.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بتدبير شؤون البيت.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالإنتاج.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالزواج.
ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالجانب الديني.
وإذا تأملنا الارتباطات بين هذه المتغيرات المتعددة والمستوى التعليمي للمرأة، استطعنا ان نستنتج أنها تنتمي في أساسها إلى أربعة أنماط من الأسس والمبادئ، وهي : الأسس الاجتماعية والثقافية.
الأسس النفسية أوالسيكولوجية.
الأسس المعرفية والدينية.
الأسس التربوية.
. الأسس الاجتماعية والثقافية
تمثل الأسس الاجتماعية والثقافية مقومات المجتمع، وتطلعاته، ونظم الثقافة السائدة فيه، وقيمه المستمدة من الماضي، ومطامحه المتطلعة إلى المستقبل. وهي عناصر ومتغيرات فاعلة في اختيارات المنهاج، ومصادر أساس لاشتقاق أهدافه ومقاصده، وتخطيط عناصره.
في مفهوم الثقافة
لا يقتصر مفهوم الثقافة على الإنتاج الفكري فقط، بل يشمل جميع مناحي السلوك الإنساني، وطرق الحياة المختلفة، والنظم الاجتماعية، ومؤسساتها، وكذا القيم السائدة والمبادئ التي يسير عليها المجتمع. وتأسيساً على ذلك فالثقافة، هي
ـ القيم والمعتقدات التي تؤمن بها جماعة معينة.
ـ أنماط السلوك التي تميز جماعة معينة.
ـ الرموز وأشكال التعبير عند جماعة معينة.
ـ الإنتاج الفكري والفني.
ـ عناصر التنشئة الاجتماعية.
انطلاقاً من هذا المفهوم يتأسس المكون الاجتماعي الثقافي في منهاج تعليم المرأة على المنظور الآتي :
إن منهاج تعليم المرأة يعتمد على منظور شمولي لا ينحصر عند حدود المعرفة الدينية وحدها، بل يتجاوز ذلك إلى تنشئة المرأة المستهدفات بالتكوين تنشئة اجتماعية متكاملة المناحي تسعى إلى غرس مبادئ وقيم دينية وأخلاقية في نفوس المرأة.
توعيتهن بمقومات السلوك الإيجابي تجاه المحيط الاجتماعي.
إمدادهن بمعارف ضرورية حول البيئة والأسرة والصحة.
ربط التعلم بمحيطهن وبيئتهن.
تعريفهن بمقوماتهن الحضارية ورموزها الثقافية.
إذا كان المكون الاجتماعي والثقافي مصدراً أساساً في بناء المنهاج، فإنه من اللازم تَعَرُّف سبل إدماجه في سياق هذا المنهاج، والاستراتيجية المعتمدة في ذلك.

على مستوى المقاصد والأهداف:
يتوخى المنهاج، من ضمن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها والتي سنشير إليها لاحقاً، تنشئة المرأة المستهدفات بالتكوين تنشئة اجتماعية وثقافية تشمل المقومات الآتية :
ـ اجتماعياً : تكوين المرأة المستهدفات بالتكوين تكويناً اجتماعياً يرسخ فيهن مبادئ السلوك الإيجابي نحو الذات والآخر، وأصول التصرف السليم إزاء محيطهن الأسري، والمجتمعي عامة.
ـ ثقافياً : البحث عن القيم الثقافية التي تساعد على انخراط المرأة في الحياة الاجتماعية، من خلال النهل من مصادر مختلفة كالقرآن، والسنة، وسير الصالحين، والسلوكات المقبولة من لدن الجماعة.
على مستوى المضامين:
يتجسم المكون الاجتماعي-الثقافي في مجال تعليم المرأة عبر إدماج القيم الاجتماعية والثقافية بهدف جعل التربية الاجتماعية للنساء ركيزة لتنشئتهن ثقافياً، واجتماعياً.

ومن أهم محاور التنشئة الاجتماعية والثقافية نذكر ما يلي :
ـ اعتماد نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية سبيلاً لاستنباط قيم المجتمع المسلم، وتعاليمه بالنسبة إلى الفرد والجماعة؛ حيث تتخذ آيات القرآن سبيلاً لتعريف المرأة المستهدفات بالتكوين بمعانيه الجليلة، وما تشمله من أوامر ونواه تخص سلوكهن في تربية الأبناء وواجباتهن نحوهم وحقوقهن تجاه الزوج، خاصة وأن الإسلام قد حث على أن يكن عضواً صالحاً ومتعلماً وفاضلاً.
ـ تنشئة المرأة المستهدفات بالتكوين على الالتزام بمقومات السلوك البناء تجاه الأبناء والمجتمع، وذلك عن طريق توعيتهن بأصول الصحة والتغذية والتربية السليمة، ومقومات الأسرة المتوازنة، وأساليب صالحة لتنشئة الأبناء.
ـ إيراد قصص وحكايات تعرض لقيم إيجابية تجاه المحيط البيئي والإنساني، وما يشمله من عناصر كالأسرة، والعمل، والمحيط الطبيعي، وذلك كي تستفيد المرأة من معانيها، وتستوعب مغزاها بخصوص مبادئ التصرف والسلوك السليم.
ـ جعل السيرة النبوية الشريفة حافزاً لاقتداء المتعلمات بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وبشيمه السمحة، وجعلها نموذجاً تقتفين أثره في فكرهن ووجدانهن وسلوكهن.
على مستوى الأنشطة والوسائل:
إذا كانت المضامين تساهم في تنشئة المرأة المستهدفات بالتكوين اجتماعياً وثقافياً، فإن الأنشطة والوسائل قد وظفت بدورها، لتحقيق هذا الغرض؛ حيث إنها تتخذ في ثنايا المنهاج عنصراً من عناصر هذه التنشئة، وذلك من خلال استخدامها بكيفية تربوية مناسبة لتحقيق المبتغى. ويتجلى هذا الاستخدام على النحو الآتي :
ـ جعل أسلوب المحاورة والمناقشة سبيلاً إلى ربط التكوين بتمثّلات المرأة وأفكارهن، وتصوراتهن حول الواقع.
ـ اتخاذ بيئة المرأة المستهدفات بالتكوين ومحيطهن الاجتماعي خلفيةً لإدراك القيم الاجتماعية والثقافية الواردة في الدروس، وربطها بها.
ـ توظيف وسائل سمعية-بصرية تكون فرصة لربط القيم المجردة بالمرئيات المحسوسة. ومن ضمن هذه الوسائل أشرطة الفيديو، والصور الثابتة.
ـ استخدام المثال والحجة سبيلاً إلى إقناع المرأة المستهدفات بالتكوين بمقومات السلوك الإيجابي والتصرف السليم تجاه البيئة والمحيط والمجتمع.


2 . الأسس النفسية أو السيكولوجية :
إذا كانت الأسس الثقافية والاجتماعية للمنهاج تعتبر منطلقات لإدراك العلاقات المفترضة بين المتعلم ومحيطه، وسمات مميزة لهذا المحيط اجتماعياً، وثقافياً، وحضارياً، فإن الأسس النفسية أو السيكولوجية تتصل بذات المتعلم المستهدف بمنهاج تعليم المرأة، وخصائصه، ومميزاته. وتشكل هذه الأسس مصدراً من مصادر اشتقاق أهداف المنهاج، وانتقاء محتوياته، واختيار طرائقه وأنشطته. وتتمثل هذه الأسس والخصائص في العناصر التي يقدمها الشكل الآتي:
الخصائص الوجدانية للمتعلم :
نَصِفُ بالوجدانية كلَّ ما يتعلق بالعواطف، والانفعالات، والاتجاهات، والقابليات، وغيرها مما يدرج في نطاق الأحاسيس. ومن المعلوم أن تعليم الكبار من أكثر الحقول اهتماماً بمجال هذه الأحاسيس لكونه يصبو إلى تعديل السلوك، وتغيير التمثلات والتصورات، ولأجل هذا الغرض يعتمد على المكونات الوجدانية وخصائصها.
ماهي إذن هذه المناحي الوجدانية ؟
تتشكل الآليات الوجدانية من خلال جملة من الدوافع والمحركات التي تثير النشاط لدى المتعلمات، وتحدد اختياراتهن، واقتناعاتهن، ولكي يحقق تعليم المرأة أهدافه ومقاصده، فلا بد وأن يكون المكون محيطاً بفحوى هذه الآليات، وقادراً على توظيفها توظيفاً تربوياً. وتتمثل هذه الخصائص الوجدانية في الجوانب الآتية :
القابليات
هي كل ما هو قادر على تحريك الفرد، ودفعه إلى تبني تصرف معين، أو اختيار ما. وأساسها مبدأ إشباع الحاجة: كالحاجة إلى المعرفة والاكتشاف، والحاجة إلى الاندماج، والتعارف وغيرهما.
وينبغي أن يرتكز تعليم المرأة باعتباره شقاً من تعليم الكبار على المبادئ الآتية :

ـ تحريك حاجة المرأة إلى إيجاد الإجابة عن مشكلات وقضايا مطروحة عليهن في مجال الحياة الاجتماعية وتفاعلاتها.
ـ استغلال حاجة المرأة المستهدفات بالتكوين إلى التواصل والتحاور لإثارة الأسئلة، وجلبهن إلى مناقشة مختلف التصرفات والسلوكات.
ـ جعل المحيط سبيلاً إلى الاكتشاف والمعرفة، والتوصل، خلال ذلك، إلى الحقائق والقيم المستهدفة.
الاهتمامات
الاهتمامات هي جملة من النشاطات المفضلة لدى المتعلمات، والتي تحرك قابلياتهن للمعرفة والاكتشاف، وميولهن نحو موضوعات معينة.
وبما أن اهتمامات المرأة في هذه المرحلة تتشكل من خلال ميلهن إلى النواحي العملية المنفعية، والاهتمام بالنشاط الاجتماعي، والرغبة في المشاركة فيه، فقد جعلت هذه الدوافع سبيلاً إلى تحفيز نشاطهن وتحريكه عبر الوسائل الآتية :
ـ استغلال الحاجة إلى التعاون وتحقيق الذات.
ـ استعمال موضوعات مثيرة لفكرهن كالقصة، والحادثة، والواقعة.
ـ توظيف صور ثابتة ومتحركة تجلب اهتمامهن.
الاتجاهــات
يعرف الاتجاه بكونه حالة استعداد سيكولوجية تدفع الفرد إلى التصرف بطريقة معينة، وهو أسلوب منظم من التفكير والشعور تجاه الناس والجماعة .ويستهدف تعليم المرأة تكوين اتجاهات ايجابية لديهن ترتبط بمواقفهن من البيئة، والأسرة، والصحة، والاقتصاد، وعلى هذا المنوال يسعى تعليم المرأة إلى توليد هذه المواقف عبر وسائل منهجية، وأساليب إجرائية من غاياتها الأساس:
ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو القراءة والتعليم.
ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو الصحة والتغذية.
ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو تنظيم الأسرة وتوازنها.
ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو الواجبات الدينية.
ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو العمل والنشاط الاقتصادي.
ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو الحقوق المدنية والفردية والمساهمة في الحياة السياسية.
ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو المحافظة على البيئة والقيام بسلوكات غير مضرة بها.

القيم والتوافق:
تنتهي جميع العوامل الوجدانية المشار إليها إلى القيم والتوافقات ؛ والقصد من ذلك أن كل ما تتعلمه المرأة المستهدفات بالتكوين في دروس تعليم المرأة، ينبغي أن يقود إلى النتائج الآتية :
ـ استبطان منظومة من القيم المجردة التي تكوّن نظرة إلى الحياة ؛ هي نظرة الإنسان التي تظهر في سلوكه، وأفعاله، وأقواله، وتصرفاته إزاء نفسه، وإزاء غيره. وكلما تكونت هذه النظرة كان ذلك دليلاً على حدوث تغيير إيجابي في شخصية الفرد. ولأجل هذا يحرص تعليم المرأة على الانتقال التدريجي من إدراك مظاهر وأفعال إلى تعميمها في إطار قيم مجردة.
ـ خلق نوع من التوافق لدى المرأة بحيث يشعرن بأن السلوكات المكتسبة منسجمة مع المحيط، وبالتالي فهي مقبولة وقابلة للتوظيف في الحياة الاجتماعية.
ونلاحظ أن الآليات الوجدانية التي يمكن تخطيط تعليم المرأة في ضوئها، يجب أن تنحو إلى نوع من التدرج الذي تعكسه الخطاطة الآتية المبينة للتطبيق الإجرائي لكل مستوى وجداني:
الخصائص الفكرية :
إذا كان منهاج تعليم المرأة يستند إلى خصائص وجدانية تمثل آليات التكوين الوجداني للمتعلمات ومساراته، فإنه يعتمد كذلك على مسارات عقلية وفكرية توظف جميع طاقاتهن وإمكاناتهن الفكرية. ولذلك ينبغي توظيف أنجع السبل إلى تشغيل طاقة التفكير لدى المتعلمات، وذلك عبر الأساليب الآتية :
المحاورة والمناقشة
ينبغي أن يعتمد تعليم المرأة على أسلوب المحاورة والمناقشة عن طريق طرح أسئلة تستحث الفكر، وتثير لديهن الرغبة في البحث والاكتشاف.
الإحالة على المحيط
تشكل الإحالة على المحيط وسيلة من وسائل التفكير حيث تسعى المرأة المستهدفات بالتكوين إلى ربط القيم والمبادئ المكتسبة بخبراتهن عن المحيط.
التأمل والتفكير
ينبغي أن تجد المرأة المستهدفات بالتكوين في كل درس من دروس التكوين أنشطة للتأمل والتفكير عن طريق تعميمها على أمور أخرى من حياتهن.

الملاحظة والمعاينة
تشكل المعاينة سبيلاً إلى إدراك الأمور المجردة التي يصعب استيعابها بالنسبة إلى المتعلمات، وأسلوب هذه المعاينة ملاحظة مظاهر اجتماعية وبيئية وغيرها.

العمليات الفكرية:
تمثل العمليات الفكرية مجموع المسارات التي تعتمد في تكوين المرأة المستهدفات بالتكوين دينياً، وإمدادهن بالخبرات والمعارف اللازمة. وتتمثل هذه المعارف فيما يلي: المعرفـة
المعرفة ركن أساس من أركان المنهاج؛ فمن خلالها، تعرف المرأة المستهدفات بالتكوين المعلومات الضرورية للإلمام بقضايا البيئة والسكان، والتشغيل والحقوق وغيرها، سواء كانت مفاهيم أو اصطلاحات أو أحداث أو غيرها.


الفهــم

يشكل الفهم مهارة أساساً من مهارات تعليم المرأة، لأنهن عاجزات أحياناً عن إدراك بعض المفاهيم أو المعاني، ونظراً إلى ذلك تُبَثًّ في جميع الدروس أنشطةٌ للفهم من أهم خصائصها تأويل المعاني الضمنية، وربطها بانشغالاتهن الواقعية.
التطبيق
إن غاية التطبيق إكساب المرأة المستهدفات بالتكوين الخبرات اللازمة لأداء مختلف الأعمال التي تتطلب مهارات عملية كالحساب، والتدبير المنزلي، وفنون الطبخ، ورعاية الوليد، والتغذية السليمة، والزراعة، وفنون الحياكة والخياطة، وغيرها.

التحليل

يشكل التحليل، إلى جانب الفهم، عملية فكرية أساساً من عمليات التفكير في المنهاج. ويستخدم التحليل في البرامج والدروس لأجل تمكين المرأة المستهدفات بالتكوين من استخراج العناصر المكونة لمختلف الخطابات المقروءة والمنطوقة، كما يمكن أن يستعمل لتحليل المواد كالسوائل، والأجهزة وغيرها.

العمليات العقلية العليا
إن استخدام مهارات عليا يتطلب من المرأة المستهدفات بالتكوين عمليات عقلية عليا في معالجتهن لمشكلات مطروحة عليهن، وتكمن هذه المهارات في التركيب بين أشياء، وفي حل المشكلات أو المعضلات، وفي تقويم معطيات معينة كسلوكات، أو أفكار، أو مواقف، أو غيرها.
الخصائص الحسية ــ الحركية :
إذا كان المنهاج يعتمد على الخصائص الوجدانية والفكرية للمتعلمات، فإنه يعتمد، كذلك، على خصائص حسية ـ حركية تتجلى في ما ينشده هذا التعليم من تنمية للمهارات الحسيةـ الحركية من خلال ما يلي:
ـ النطق والتلفظ أثناء القراءة والكتابة.
ـ حسن تلاوة القرآن الكريم وقراءته قراءة صحيحة وسليمة.
ـ حسن أداء العبادات كالوضوء، والتيمم، والصلاة، أداء صحيحاً.
ـ الأداء والإنجاز لمختلف المهارات العملية والخبرات المهنية كفنون الطبخ، الحياكة، والخياطة، والتطريز، والزراعة، ورعاية الوليد.
التعليم والدور الاجتماعي :
المدرسة هي إحدى مؤسسات المجتمع – بعد الأسرة ، التي تساهم في تنشئة الأطفال وفي تعلمهم القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع الذي يعيشون فيه ، وتساهم المدرسة في تحديد الدور الاجتماعي للفرد إضافة إلى الأسرة والمجتمع من خلال النماذج التي تقدمها سواء في مضمون المناهج والكتب الدراسية ،أو في أسلوب التعليم ، والألعاب والنشاطات .
فالكتب المدرسية تميز بوضوح دور الذكور ودور الإناث بحيث لا يسع البنات والأولاد إلا أن يصبحوا مقيدين مصنفين ومجبرين على الاستجابة للصور الملقاة في وجوههم والتي تنطبع في أذهانهم منذ الصغر وتحدد أدوارهم الاجتماعية .
وترسم هذه الكتب الأدوار الرجولية التي تعطي الفتيان شعوراً بالتفوق بينما ترسم الأدوار الأنثوية التي تعطي الفتيات صورة سلبية عن أنفسهن كما تبرز صورة المرأة كأم وربة بيت في حين تبرز صورة الرجل كصاحب مهنة وسياسي ومسؤول .
يوضح الجدول السابق أن المرأة وردت في موضوعات عديدة في مناهج اللغة العربية والمواد الاجتماعية والتربية الإسلامية ، إلا أن الأدوار التي تمثلت فيها المرأة يغلب عليها الدور الاجتماعي الاسري كزوجة وام وجدة وربة بيت . وقد أدخلت في المناهج مؤخراً بعض المفاهيم والمبادئ المتعلقة بالمشاركة السياسية للمرأة ، كما أبرزت دورها في المجال الصحي والاقتصادي والديني وغيرها من المجالات .
هذه البيانات الأولية وإن كانت مؤشرات دالة على أن الدور الاجتماعي النمطي للمرأة مازال هو الغالب ، إلا أنها تظل غير كافية لعدم وجود دراسات تستند الى التحليل الجندري للمناهج والتي من شأنها أن تقدم بيانات ومعلومات أكثر دقة عن المفردات الدالة على الأدوار الاجتماعية لكل من الرجل والمراة في المناهج الدراسية .
هذه الأمثلة تبرز بوضوح دور المدرسة في تحديد الدور الاجتماعي للذكور والإناث ، وكلما كان الطفل صغيراً كلما قلت مناعته لمقاومة سلطة النماذج التي توجهه لرؤية الجنس الآخر بصفات تقليدية ، وهكذا يوجه الأطفال الصغار لإعطاء الصفات والأدوار الأسطورية والنظر نظرة فوقية للفتيات بحيث تجعل الفتيان يشعرون أنهم مسيطرون ومتحكمون في الفتيات وتشعر الفتيات أنهن الجنس الأقل شأناً .

المصادر:
مقالات متعدده من الانترنت